كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , دار السلام، تنزانيا · 9 مارس 2019 · 5 دقائق
سعادة قاسم مجاليوا، رئيس وزراء جمهورية تنزانيا المتحدة،
سعادة أومي علي مواليمو، وزيرة الصحة، وتنمية المجتمع، والجنس، والمسنين والأطفال في جمهورية تنزانيا المتحدة،
سعادة السفير فريديريك كلافيير، سفير فرنسا لدى جمهورية تنزانيا المتحدة،
السيد كريستيان يوكا، المدير الإقليمي لمنطقة شرق إفريقيا في الوكالة الفرنسية للتنمية،
الضيوف الكرام، السيدات والسادة،
يشكّل اليوم مناسبة رائعة لشبكة الآغا خان للتنمية حيث نحتفل بتدشين المرحلة الثانية من توسيع مستشفى الآغا خان في دار السلام.
لم تسمح الالتزامات الملحة الأخرى لوالدي، سمو الآغا خان، بالتواجد معنا اليوم، لكنه طلب مني أن أبلغكم تهانيه وامتنانه للرئيس ماغافولي، ورئيس الوزراء ماجاليوا، وإلى حكومة تنزانيا لمساعدتنا في بناء هذه المنشأة العصرية الحديثة في دار السلام.
تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في تنزانيا منذ أكثر من 100 عام في العديد من قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في جميع أنحاء البلاد. في الواقع، تم بناء المبنى الأصلي في هذا الموقع عام 1964، وهذا يدل على التاريخ الطويل لشبكة الآغا خان للتنمية، وعلى الشراكة الطويلة التي تجمع بين حكومة تنزانيا ومؤسسات الشبكة.
سعادة رئيس الوزراء، أشكرك جزيل الشكر على قبولك أن تكون ضيف الشرف في احتفالنا لهذا اليوم، وأشكر معاليك أيضاً على كل الدعم الرائع الذي تقدمه وزارتكم لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في تنزانيا، الأمر الذي يُمكّننا من مواصلة مهمتنا المتمثلة في توفير الرعاية الجيدة والقيام بمبادرات الصحة المجتمعية عبر 11 منطقة في تنزانيا.
يسرنا أن نكون قادرين على بناء هذا المرفق وإجراء توسيع في مستشفى الآغا خان، ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية تكمن في المشروع وفي البرامج السريرية. ستساهم هذه الخطوات في إكمال الجهود التي تبذلها حكومة تنزانيا، وإن العمل بنظام الصحة العامة سيساهم في تطوير قدرة قوية تتمثل في رؤية العديد من التنزانيين وهم يتلقون تدريبات متقدمة في هذه المؤسسة. قبل هذا المشروع، عملت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية على ضمان تلقي العديد من زملائنا وموظفينا تدريبات في الخارج تُمكّنهم من تقديم الرعاية الصحية التكنولوجية المعقدة، والتي يتم توفيرها الآن في المرحلة الثانية من توسيع المبنى الذي نفتتحه اليوم. يسعدني القول أنه بفضل تلك الجهود، يوظف المستشفى بعضاً من الموارد البشرية الأكثر كفاءة وتأهيلاً، إضافةً إلى الخبرات الفنية ذات المستوى العالمي، وضمان أن هذا المستشفى سيقدم برامج متخصصة في طب القلب والأورام وعلوم الأعصاب والتشخيصات المتعلقة بالرعاية الحرجة المتقدمة، فضلاً عن الاستجابة للأعباء المتزايدة الخاصة بالأمراض غير المعدية في تنزانيا. يترافق تقديم هذه الخدمات مع مجالات التركيز الرئيسية التقليدية بصحة الأمهات والمواليد والأطفال، والتي تم تعزيزها أيضاً نتيجةً للمرحلة الثانية من توسيع المبنى. ويسعدني أن هذا المرفق المتطور سيتيح الفرصة للمواطنين في تنزانيا تلقي العلاج على المستوى العالمي في بلدهم، وبالتالي عكس الحاجة إلى السياحة العلاجية في الخارج، وإننا نأمل تشجيع السياحة العلاجية في المنطقة.
كما سمعتم مسبقاً، تم تمويل هذا الجزء من المرحلة الثانية من قِبل الوكالة الفرنسية للتنمية، وتمتد الشراكة بين الوكالة الفرنسية للتنمية وشبكة الآغا خان للتنمية إلى العديد من البلدان حول العالم، إضافةً إلى العديد من القطاعات، وإننا نبقى ممتنون كثيراً للوكالة الفرنسية للتنمية لما تقدمه من دعم كبير ومستمر. نتمنى أن يقوم السيد كريستيان يوكا بالنيابة عنا، بأن ينقل تقديرنا للسيد ريمي ريوكس، الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية للتنمية الذي كان هنا مؤخراً وقام بزيارة هذا المشروع قبل افتتاحه.
تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بعمليات رائدة في مجال تقديم الرعاية الصحية غير الربحية في 12 من الدول النامية، وهي تدير 20 مستشفى وما يقرب من 500 مركز صحي، وكلها توفر الرعاية الصحية الجيدة لأكثر من خمسة ملايين مريض سنوياً، إضافةً إلى قيامها بالعمل عن كثب مع الحكومات والمؤسسات الأخرى في مجالات تقديم الخدمات، والاهتمام بصحة السكان، وتعزيز القدرات والموضوعات الشاملة، والتعليم الطبي والتمريضي، والصحة الرقمية، وتمويل الرعاية الصحية والاهتمام بنوعية تطوير الرعاية.
لقي المستشفى اعترافاً دولياً من اللجنة الدولية المشتركة عام 2016 كأول مستشفى في تنزانيا والثاني في شرق إفريقيا، بعد مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي، لقاء التميّز الذي يحظى به في مجال جودة الرعاية المقدّمة.
ومع ضمان الجودة هذه، وتماشياً مع الحاجة المتزايدة للرعاية الصحية المتخصصة في شرق إفريقيا وتنزانيا، بدأت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في مشروع توسيع المستشفى بقيمة تبلغ 192 مليار شلن تنزاني (ما يعادل 83.5 مليون دولار أمريكي)، وكما قال السيد يوكا فإن عملية التوسيع ستمتد لتشمل كافة مراكز التوعية عبر تنزانيا. ونأمل أن يكون لهذا التوسيع، بالتنسيق مع مراكز التوعية والمراكز الحكومية والمستشفيات الحكومية وتدريب الممرضات والأطباء في البلد، تأثير خارج دار السلام.
أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع الذين شاركوا في تخطيط وبناء هذا المستشفى العصري للغاية، ولا سيّما الفريق الذي أشرف على المشروع والمهندسين المعماريين والمقاولين والمهندسين وجميع المهنيين الذين جعلوا هذا الأمر حقيقةً. وأود أن أوجّه الشكر للموظفين الذين تحمّلوا المشقّات خلال عملية البناء، وإلى المرضى الذين تحمّلوا الضوضاء والغبار وإلى جميع أولئك الذين شاركوا في جعل هذا المشروع حقيقةً واقعةً.
شكراً جزيلاً لكم