كلمة ألقاها د. شمش قاسم لاكا, خوروغ، طاجيكستان · 14 سبتمبر 2018 · 5 دقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس إمام علي رحمون،
معالي أعضاء حكومة جمهورية طاجيكستان وحاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم،
أصحاب المعالي،
أمناء جامعة آسيا الوسطى،
الضيوف المميّزون،
أعضاء هيئة التدريس والموظفون والطلاب،
السلام عليكم
أودّ أن أُرحّب ترحيبًا حارًّا بفخامة الرئيس إمام علي رحمون، زعيم الأمة، والضيوف المميّزون في جامعة آسيا الوسطى. نيابًة عن مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى، أُعرب عن خالص امتناني لفخامة الرئيس إمام علي رحمون لافتتاحه حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ.
أُؤكّد بوضوح أنّ فخامة الرئيس إمام علي رحمون كان رائدًا في تأسيس جامعة آسيا الوسطى، فقد انضمّ فخامته إلى صاحب السمو الآغا خان، مستشار الجامعة، في وضع تصوّر لفكرة إنشاء هذه الجامعة المرموقة. وكان فخامة الرئيس أيضًا الأول من بين رؤساء الدول المؤسِّسة الثلاث، الذي وقّع على ميثاق جامعة آسيا الوسطى في أغسطس 2000، ممّا يدلّ على بصيرته الثاقبة والتزامه الراسخ بالتعليم العالي.
أغتنم هذه الفرصة لأُوجه الشكر لوزير التربية والتعليم، سعادة سعيد نور الدين سعيد، وزملائه في الوزارة على دعمهم المتواصل لجامعة آسيا الوسطى. ويُعدّ التوقيع الأخير على اتفاقية التعاون بين وزارة التربية والتعليم وجامعة آسيا الوسطى مثالًا بارزًا على التعاون المثمر الذي من شأنه تعزيز علاقة المنفعة المتبادلة بين الطرفين.
يهتمّ أسلاف صاحب السمو الآغا خان بتقاليد رعاية التعليم العالي منذ أكثر من 1000 عام. وتجسّد هذا التقليد جليًا في تأسيس سموّه لجامعة الآغا خان عام 1983، وجامعة آسيا الوسطى. ونُعرب عن امتناننا العميق لصاحب السمو الآغا خان، الذي بفضل رؤيته الثاقبة وإدارته الحكيمة واهتمامه الدقيق بكافة جوانب الجامعة، تمكّنا من بلوغ هذا اليوم المميّز.
تأسست جامعة آسيا الوسطى بموجب اتفاق وميثاق دولي وقع عليه رؤساء كل من جمهورية طاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وصاحب السمو الآغا خان، وصادقت عليه البرلمانات المعنية، وتم تسجيله لدى الأمم المتحدة. وضع المؤسسون تصورًا لجامعة آسيا الوسطى كجامعة واحدة تراعي المساواة بين البلدان الثلاثة. ويهدف موقع الجامعة وبرامجها الأكاديمية إلى تحسين نوعية حياة شعوب آسيا الوسطى، ولا سيما سكان المناطق الجبلية، وذلك التزامًا من المؤسسين بتحقيق التنمية في المنطقة.
يُعيّن المستشار، بالتشاور مع رؤساء الدول الثلاث رعاة الجامعة، مجلس الأمناء لإدارة الجامعة. يتمتع أعضاء مجلس الأمناء بخبرة واسعة وخلفيات متميزة في الأوساط الأكاديمية والحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وبناءً على توصياتهم، قام المستشار بتعيين البروفيسور الدكتور سيد سهيل نقفي كأول رئيس لجامعة آسيا الوسطى، وذلك لخبرته الواسعة في مجالات الأبحاث والإدارة الأكاديمية وإصلاحات التعليم العالي.
يأتي الافتتاح الرسمي لحرم الجامعة في خوروغ اليوم، بعد افتتاح الحرم الجامعي الأول في نارين، قرغيزستان عام 2016، وسيتم بناء الحرم الجامعي الثالث في تيكيلي، كازاخستان في القريب العاجل.
صمم المهندس المعماري الياباني الحائز على جوائز، أراتا إيزوزاكي، المخطط الرئيسي لجامعة آسيا الوسطى. وتعتبر الأبنية في الحرم الجامعي في مرحلتها الأولى، وقد تم بناؤها بشكل أساسي من قبل مقاولين صغار ومتوسطي الحجم لضمان تحقيق أقصى استفادة اقتصادية للاقتصاد المحلي والإقليمي.
قدّمت شبكة الآغا خان للتنمية 95 مليون دولار لتمويل حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ، بينما سيتم تمويل الجزء المتبقي من خلال قرض مُيسّر من مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار في الولايات المتحدة.
سيُركّز حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ على دراسة الاقتصاد وعلوم الأرض والبيئة، بينما سيُركز الحرم الجامعي في قرغيزستان على علوم الكمبيوتر والإعلام والاتصالات، وسيُركز الحرم الجامعي في كازاخستان على إدارة الأعمال والعلوم الهندسية.
سيتم تقديم التعليم باللغة الإنجليزية، إلى جانب اللغة الطاجيكية واللغات الإقليمية الأخرى.
يعتمد القبول في الجامعة على الجدارة الأكاديمية والحافز للدراسة بشكل صارم. ويتلقى الطلاب تعليمًا واسع النطاق في تقاليد الفنون الليبرالية (مثل الأدب والتاريخ)، أي التعليم العام، مما يفتح آفاقهم في مجالات العلوم الإنسانية والفنون والعلوم قبل التخصص في المجال الذي يختارونه.
في حرم خوروغ، سيتعلم الطلاب جمال اللغة الطاجيكية، ويدرسون التاريخ الغني لإمبراطورية سوموني، ويستوعبون ثقافة طاجيكستان، إلى جانب فهم وتطبيق البيتين الشهيرين للشاعر الفارسي الرّودكي (أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حكيم بن عبد الرحمن بن آدم، 858 - 940 م):
المعرفة في القلب مصباحٌ مشعٌّ
ودرع لجسمك في وجه الشدائد.
يتعلم الطلاب في بيئة سكنيٍة كاملة قيم التنوع والتعددية والأخلاق بشكل عملي. تسعى الجامعة جاهدًة لضمان استيعاب الطلاب من جميع أنحاء طاجيكستان والدول المؤسِّسة الأخرى والدول الإقليمية.
إن حضوركم الكريم لهذه المناسبة، إلى جانب تغطية وسائل الإعلام الوطنية للأخبار المتعلقة بجامعة آسيا الوسطى، سيُساهم بشكل كبير في تعريف شعب طاجيكستان والطلاب بالفرص التعليمية الجديدة على المستوى العالمي التي توفرها الجامعة في البلاد.
لا يمكن استيراد حلول للمشاكل التي تواجه المجتمعات من الخارج، بل يجب إيجادها محليًا. ولهذا السبب، تُولي كلية الدراسات العليا للتنمية اهتمامًا كبيرًا بإجراء الأبحاث، وستركز هذه الأبحاث على تاريخ وثقافة المنطقة، وستكون قريبة من قضايا الشعوب.
يتعاون معهد السياسة العامة والإدارة في بيشكيك مع معهد الإدارة العامة التابع لمكتب الرئيس في طاجيكستان. يهدف هذا التعاون إلى تقديم برنامج يهتم بشكل كبير بالسياسات الاقتصادية التي تشجع الابتكار والنمو.
يقع معهد أبحاث المجتمعات الجبلية التابع لجامعة آسيا الوسطى في حرم الجامعة في خوروغ، مما يسمح له بتكامل أوثق مع قسم علوم الأرض والبيئة. تركز أبحاث المعهد على قضايا مثل الاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية والأمن الغذائي في المناطق المعرضة للخطر. يشارك المعهد أيضًا في تطوير الأبحاث في كلية العلوم الطبيعية والبيولوجية في جامعة خوروغ الحكومية.
تمّ تعيين أعضاء هيئة التدريس في جامعة آسيا الوسطى على أساس الجدارة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك آسيا الوسطى وروسيا وأمريكا الشمالية وجنوب آسيا وأوروبا. يهدف ذلك إلى ضمان مستوى عالٍ من التعليم للطلاب. وبموجب خطة تهدف لتعيين مواطنين من طاجيكستان وآسيا الوسطى، تمّ إرسال حوالي 40 باحثًا إلى جامعات مرموقة. وقد تخرج بالفعل 8 من هؤلاء الباحثين وانضموا إلى هيئة التدريس في الجامعة.
على الرغم من أن حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ جديد، إلا أن الجامعة تفتخر بتاريخها في الالتزام والمشاركة في طاجيكستان. منذ عام 2006، قام القسم الثالث، كلية التعليم المهني والمستمر بجامعة آسيا الوسطى، بتدريب أكثر من 64 ألف متعلم في دوشانبي وخوروغ باللغة الإنكليزية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والمحاسبة المالية وغيرها. وسنقوم قريبًا بافتتاح مركز تعليمي في بُختار وآخر في خوجاند.
فخامة الرئيس رحمون، أُؤكد لكم أنّ الأساتذة والأخصائيين في جامعة آسيا الوسطى على استعداد تام للتعاون مع حكومتكم. من خلال أبحاثهم، سيعملون على معالجة التحديات التي تعتبرونها ذات أهميٍة كبيرًة.
أودّ أخيرًا، ونيابة عن جميع أعضاء جامعة آسيا الوسطى، أن أعرب عن خالص تقديرنا للرئيس رحمون وحكومتي طاجيكستان وإقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم، ولصاحب السمو الآغا خان ووكالات شبكة الآغا خان للتنمية على دعمهم وتشجيعهم الكبيرين.
وختامًا، اسمحوا لي أن أقتبس من الشاعر نيزومي، آملًا أن يطبّق فحواه طلاب اليوم وكافة الطلاب الذين سيدرسون في قاعات هذا الحرم الجامعي في المستقبل:
(من لا يخجل من التعلم
يمكن أن يحوّل شوكةً إلى زهرة، وحجرًا إلى ياقوت)
شكراً لكم.