كلمة ألقاها فخامة إمام علي رحمون , خوروغ، طاجيكستان · 14 سبتمبر 2018 · 4 دقائق
الأساتذة والطلاب المميّزون،
الضيوف الأعزاء،
السيدات والسادة،
أودّ أن أتقدم بأطيب التهاني بمناسبة افتتاح حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ، أحد مؤسسات التعليم العالي المرموقة، إلى كافة الأساتذة المتميزين والطلاب والضيوف الكرام وأولياء الأمور، وإلى جميع المقيمين في بلدنا.
على مدار السنوات الأخيرة، بذلت حكومة طاجيكستان جهودًا كبيرة لجعل نظام التعليم العالي في البلاد متماشيًا مع المعايير الدولية، وإلى جانب تنفيذ إصلاحات مستمرة على جميع مستويات التعليم، أنجزت الحكومة قدرًا كبيراً من الأنشطة لتحقيق هذا الهدف.
يُعدّ استقلالنا عاملًا هامًا في ازدهار التعليم العالي في طاجيكستان، حيث تعمل حالياً 43 مؤسسة للتعليم العالي في بلدنا. تُقدم هذه المؤسسات التدريبات للمهنيين المؤهلين تأهيلًا عاليًا في قطاعات مختلفة، مما يساهم بشكل كبير في تنمية اقتصادنا الوطني.
تُشكّل جامعة آسيا الوسطى في خوروغ علامة فارقة في نظام التعليم في بلدنا، من خلال تبنيها نهجًا مبتكرًا يركز على المناهج الدراسية القائمة على المعايير الدولية.
قامت حكومة طاجيكستان بهدف تدريب المهنيين الذين يستوفون المعايير الدولية بعدد من الأنشطة والمبادرات، من أهمها إنشاء مركز البرامج الدولية، ومنحة "داركشانداجون" التابعة لرئيس جمهورية طاجيكستان، والتي تُتيح للمواهب الطاجيكية الشابة فرصة الدراسة في الجامعات المرموقة في الخارج.
السيدات والسادة،
أقامت جمهورية طاجيكستان تعاونًا متعدد الأوجه مع شركائها في مجال التنمية لتحسين البنية التحتية المادية لنظام التعليم على جميع المستويات، خاصًة مؤسسات التعليم العالي. وفي إطار هذا التعاون، تمّ توقيع اتفاقية مشتركة لإنشاء جامعة آسيا الوسطى مع جمهورية قرغيزستان وجمهورية كازاخستان والإمامة الإسماعيلية في أغسطس 2000.
تمّ إنجاز أعمال البناء في جامعة آسيا الوسطى في فترة زمنية قصيرة نسبيًا ضمن هذه الاتفاقية، ونشهد اليوم افتتاح المنشأة الجديدة التي تمّ إنشاؤها حديثًا.
حكومة جمهورية طاجيكستان كانت الرائدة في تنفيذ هذا المشروع التعليمي، وقد قدمنا له دعمًا كبيرًا نظرًا لأهمية إنشاء هذه المؤسسة الدولية، التي ستكون ذات أهمية خاصة لدول آسيا الوسطى.
إنني على ثقة تامة بأن تشغيل هذا المرفق الجديد لن ينعكس إيجابًا على بلدنا فحسب، بل سيساهم أيضًا في تعزيز التعاون متعدد الأوجه بين دول المنطقة في مجال التعليم.
حرص مؤسسو جامعة آسيا الوسطى على تأسيس حرم جامعي حديث يضم مباني أكاديمية وسكنية، تم تصميمها وفقًا لأعلى المعايير العالمية لتوفير بيئة دراسية وترفيهية متميزة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب في كل من خوروغ بطاجيكستان ونارين بجمهورية قرغيزستان وتكيلي بكازاخستان.
يضمّ حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ 150 طالبًا، وتُشكل الإناث نسبة 55% من إجمالي الطلاب القادمين من جمهورية أفغانستان الإسلامية وجمهورية كازاخستان وجمهورية قرغيزستان.
من خلال اطلاعنا على الأنشطة الإدارية والأكاديمية للجامعة، تأكدنا من قدرتها على توفير بيئة تعليمية متقدمة ومتميزة في مجال التعليم.
تفتخر جامعة آسيا الوسطى بوجود مباني أكاديمية مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية، بما في ذلك مختبرات كمبيوتر حديثة ومرافق ترفيهية واتصالات متقدمة. كما تضم الجامعة مبانٍ إدارية ومكتبة غنية وملاعب رياضية متنوعة، وغيرها من البنى التحتية الضرورية.
تهدف هذه المؤسسة التعليمية المتميزة إلى إعداد جيل من المهنيين المؤهلين تأهيلًا عاليًا في مجالات علوم الأرض والبيئة والاقتصاد الدولي.
سيتم تأسيس "قسم التحضير للسفر" في الجامعة، إضافًة إلى تقديم الدورات باللغة الإنجليزية، وسيتم تضمين هيئة التدريس أساتذة من طاجيكستان ومن بلدان أخرى.
تلتزم جامعة آسيا الوسطى بتطوير مناهجها الدراسية وفقًا للتشريعات الطاجيكية، مع مراعاة المواد الإلزامية على المستوى الوطني والمُوافَق عليها من قبل وزارة التعليم والعلوم في طاجيكستان.
وتسعى إدارة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس إلى إدارة أنشطتهم ضمن المناهج الدراسية المعتمدة من قبل الوزارة، مع الحرص على احترام العادات والتقاليد الإنسانية الوطنية والشاملة في تعليم المهنيين الشباب.
ستجذب هذه المنشأة التعليمية طلابًا من مختلف دول العالم، إيمانًا منها بأهمية التبادل الثقافي والتعليمي بين مختلف الشعوب. ولذلك، تُولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على العادات والتقاليد النبيلة للشعب الطاجيكي، مع احترام عادات الدول الأخرى. وتلتزم الجامعة بتقديم تعليم متقدم على مستوى عالٍ، وذلك اتساقًا مع معايير مؤسسات التعليم العالي المتقدمة على المستوى الدولي، مع احترام التشريعات الحالية في جمهورية طاجيكستان.
كما أود أن أُوضح التزام الجامعة بمبدأ تكافؤ الفرص، حيث ستقبل أفضل المتقدمين من مختلف المدن والمناطق على أساس الجدارة، وتُعطي الأفضلية الكاملة للأيتام والأشخاص من ذوي الإعاقة من الفئتين الأولى والثانية، وكذلك الفائزين في المسابقات التعليمية الدولية والإقليمية والوطنية.
تُولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا بتعليم المهن، حيث تُقدم التدريبات اللازمة لبناء قوى عاملة مؤهلة. وتعمل الجامعة على تدريب متخصصين في عدد من المهن منذ عدة سنوات، وتُخطط لتوسيع قائمة المهن المتعلقة بالتدريب بمجرد تعزيز قدراتها المالية.
كما أود أن أُسلّط الضوء وعند بدء ممارسة أنشطتها، ستقوم الجامعة بتوظيف العشرات من المواطنين، من ضمنهم أفراد من السكان المحليين.
الأصدقاء المميّزون،
نظرًا لأن إنشاء هذا النوع من المرافق التعليمية يشكّل تجربة جديدة لبلدنا، يتحمل أعضاء هيئة التدريس والطلاب مسؤولية كبيرة. يستلزم من أعضاء هيئة التدريس غرس القيم الإنسانية النبيلة في نفوس الطلاب، مثل حب الوطن، واللطف، والتسامح، والشعور بالمسؤولية. وبالتالي، يكون اتباع مثل هذه المبادئ ذا أهمية أكبر من أي وقت مضى في الوقت الحالي.
ختامًا، اسمحوا لي مرةً أُخرى أن أُقدم التهاني الحارة بمناسبة إطلاق حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ إلى جميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب في هذه المؤسسة الجديدة، وإلى جميع العاملين في قطاع التعليم.
أتمنى للجميع الصحة الجيدة والسعادة، مع تمنياتي لكم بالتوفيق في مساعيكم المستقبلية.
شكراً لكم