كلمة ألقاها الأمير الحسين آغا خان, جنيف ، سويسرا · 13 مايو 2019 · 2 دقائق
الأصدقاء والزملاء من الأمم المتحدة والبنك العالمي،
ومختلف المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى،
إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم هنا اليوم لمشاهدة النتائج الرائعة في التحدي المتمثل بإنشاء منزل يتسم بالمرونة.
في شبكة الآغا خان للتنمية، عملنا لعقود للاستجابة إلى خطر الزلازل التي لا حصر لها، وللانهيارات الجليدية والفيضانات والانهيارات الأرضية. عانت البلدان التي تعمل فيها وكالة الآغا خان للسكن من 847 كارثة كبرى على مدى السنوات الـ28 الماضية، ما تسبب في وفاة أكثر من 243 ألف شخص. كما نعلم جميعاً، غالباً ما تؤدي هذه الكوارث إلى خسارة العائلات لأهم أصولها: منزلها. لقد عملنا مراراً وتكراراً على وضع الناس في الخيام في مرحلة الاستجابة، ومن ثم في الملاجئ، لإبقائهم دافئين وآمنين خلال فصل الشتاء. وفي كل مرة كنا نواجه مصاعب للغاية في إيجاد حلول عملية ومعقولة التكلفة للخطوة المنطقية التالية: وضعهم في منازل جديدة حتى يتمكّنوا من استئناف حياتهم الطبيعية.
كما نعلم جميعاً، تتزايد الكوارث الطبيعية من حيث تواترها وشدتها بسبب تغيّر المناخ. لقد أصبحت أكثر تدميراً مما كانت عليه في الماضي. في المناطق الجبلية والساحلية، تكون التأثيرات قوية على نحو خاص. في حين أن التأثير الساحلي معروف جيداً ويحظى بالكثير من الشعبية، كما كان الحال مع إعصار فاني قبل عشرة أيام فقط، فإن الشيء نفسه لا ينطبق على المناطق الجبلية. ومع ذلك، فإن نفس التلة التي ربما سمع القرويون عنها قصصاَ من أجدادهم، كانت المكان الذي يشهد حدوث انهيارات جليدية مدمرة أو فيضانات في الماضي، ويبدو الآن أنها تسبب المتاعب كل بضع سنوات. وباتت الأنهار الجليدية التي كانت هناك منذ الأزل تُشكّل الآن تهديدات فورية لحدوث فيضانات البحيرة الجليدية التي تقوم بهدم منازل الناس وتخريب سبل عيشهم. تم إنشاء وكالة الآغا خان للسكن خصيصاً لإيجاد طرق للتعامل مع هذه التهديدات المتزايدة. وتتمثل مهمتها في إيجاد طرق مبتكرة للتصدي لخطر الكوارث الطبيعية والعمل على جعل المجتمعات قادرة على الصمود، وذلك بناءً على عقود من الخبرة التي اكتسبتها وكالات شبكة الآغا خان للتنمية المختلفة.
لذلك كان قراراً سهلاً بالنسبة لنا أن نتشارك مع البنك الدولي ومع آخرين لدعم التحدي في إنشاء منزل يتسم بالمرونة. يُعتبر إنشاء تصميمات منزلية ملائمة من حيث السعر، وسهلة البناء من الخطوات العديدة الهامة نحو اتباع نهج أكثر فاعلية في الاستعداد للكوارث والاستجابة لها وإعادة الإعمار.
أودّ أن أتوجه بشكر خاص لصديقي سوراب داني، الذي بدأ التحدي، وإلى جميع الذين ساهموا في تصاميم مبتكرة، بما في ذلك تلك التي يمكننا رؤيتها هنا اليوم. أود أيضاً أن أؤكد لكم جميعاً أن شبكة الآغا خان للتنمية، وخاصةً وكالة الآغا خان للسكن، حريصة على تطوير شراكات مستقبلية لمساعدتنا في مواجهة التحدي المتمثل في الحفاظ على مرونة المجتمعات وجعلها آمنة قدر الإمكان من الكوارث الطبيعية.
شكراً جزيلاً.