كلمة ألقاها صاحبة الفخامة راشيل نوتلي , إدمونتون، ألبرتا، كندا · 16 أكتوبر 2018 · 4 دقائق
شكراً جزيلاً وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً.
في البداية أود الانضمام إلى السيد توربين وسعادة لويس ميتشيل بالتعبير عن التقدير لوجودنا جميعاً هنا على أرض المعاهدة 6، إضافةً إلى توجيه التقدير لشعب ميتيس في ألبرتا الذين ارتبطوا بعلاقة جيدةٍ جداً مع الإسلام، الأمر الذي نحتفل به على نحوٍ كبيرٍ هنا اليوم.
إنه لشرفٌ عظيمٌ أن أُرحب بك سمو الآغا خان من جديد في ألبرتا، ومن الرائع رؤيتك مرةً أخرى، ويسعدني أن أتواجد هنا مع العديد من الضيوف المميزين الآخرين، ومن ضمنهم السيد ديفيد توربين، إضافةً إلى العديد من ضيوفنا المميزين للاحتفال بهذه الهدية السخية على نحو استثنائي.
أثمرت سنوات من العمل الشاق والمدروس إلى نتائج غير عادية، ومع مرور الوقت ستزداد هذه الحديقة جمالاً عاماً بعد آخر، ويمكنكم أن تتخيلوا ذلك، فهي رائعة ومذهلة حقاً.
يمكنكم أن تقولوا الشيء نفسه بصراحة عن هذه المنطقة وعن مقاطعتنا، حيث ثمة ميلٌ نحو العمل الجاد، فمنطقة العاصمة أصبحت بشكلٍ مطردٍ أفضل مكان للناس للعمل والعيش واللعب، فضلاً عن أنها توفر فرص عملٍ جديدةٍ، إلى جانب إنشاء الأعمال التجارية، إضافةً إلى أنها تشكّل نقطة جذب للعائلات.
قام متحف ألبرتا الملكي، وهو أكبر متحف في غربي كندا، بفتح أبوابه مؤخراً، حيث سيقوم باستضافة المعارض واستقبال الزوّار من جميع أنحاء العالم. وفي سياق منفصل قليلاً، سنقوم بعد بضعة أسابيع باستضافة الكأس الرمادي، وهذا ليس سوى غيضٌ من فيض من الأشياء الممتعة والمثيرة على سبيل المثال، والتي تحدث هنا في هذه المنطقة.
نمتلك الآن إحدى أكثر الحدائق أناقةً وجمالاً في كندا، وربما في العالم، وهي تُشكّل إضافةً كبيرةً لإحدى أفضل الجامعات في البلاد. تمتلك جامعة ألبرتا بالفعل مساحةً بحثيةً رائعةً، إضافةً إلى أن الحديقة النباتية بمثابةٍ واحةٍ رائعةٍ تعمل على تثقيف وإلهام الزوار، وهذا ما يجعل الحديقة نقطة جذبٍ كبيرةٍ للأشخاص من مختلف الأماكن.
تُعد الحديقة أيضاً واحة وعلامة ترحيب من ألبرتا بالعالم، وهذا يشكّل دليلاً حيّاً على مقاطعةٍ تُقدّر الاختلافات ويزدهر فيها التنوع، الأمر الذي يمنحها القوة.
في ألبرتا، لا نهتم بمن تحب أو أين تمارس طقوس العبادة أو ما هو لون بشرتك؟ إننا نحترم ونحتفل باختلافاتنا.
يُعد المجتمع الإسماعيلي في ألبرتا مثالاً رائعاً عن ذلك، لنأخذ على سبيل المثال الاحتفالات التي تجري بمناسبة "العطلة المدنية" (أول إثنين من أغسطس)، حيث تتكاتف فيه الجماعة الإسماعيلية في كندا لمدة عام كامل للقيام بالأعمال التطوعية والخيرية بين الإسماعيليين في جميع أنحاء كندا، وهذا دليلٌ إضافيٌ على أن هذا المجتمع يحوّل المعتقدات إلى أفعال.
نريد لجميع القادمين الجدد إلى ألبرتا أن يحققوا نفس النجاح، وسنساعدهم على القيام بذلك، وإننا نساند الأشخاص من كافة الخلفيات في محاربة العنصرية. وقد أجرينا العديد من المحادثات عبر المقاطعة، ونقوم بإنشاء مجلس استشاري مناهض للعنصرية مهمته القيام بالعديد من الأشياء، ومن أهمها العمل مع مجتمعات متنوعة لضمان الوصول إلى مناهج دراسية تعكس النسيج الكامل للثقافات التي تُشكّل مقاطعتنا، وتوفّر فهماً عبر الثقافات، ووعياً يدعم مجتمعاً شاملاً ومُرحِّباً.
إنني متفائلةٌ بتحقيق هذه الرؤية العظيمة عند الأطفال، فهم يتعلمون ذلك حالياً من خلال مناهجهم التي أحبوها واندمجوا فيها، وإنني أدعوهم للقدوم إلى هذه الحديقة للتعرف على الإسلام وعلى المجتمع الإسماعيلي، فضلاً عن معرفة ما يمكن أن تقدمه هذه الحديقة. وهذا يتناسب بشكلٍ رائعٍ مع قيمنا، ونحن قادرون على العمل معاً لبناء هذه المقاطعة التي تتميّز بالنشاط والحيوية والترحيب.
في الختام، وبالنيابة عن مقاطعة ألبرتا أود أن أُعرب عن شكري أيضاً لكل من جعل هذه المساحة الجميلة حقيقةً.
سمو الآغا خان، أشكركم مرةً أخرى على قيادتكم وكرمكم الذي لا يوصف، وعلى هديتكم الجميلة لألبرتا وشعبها واقتصادها. ستجد كافة العائلات المتواجدة هنا منذ أجيال، ومن المهاجرين الوافدين حديثاً، لحظات من السلام والهدوء والتأمل والفرح. ويسعدني أن سكان ألبرتا بإمكانهم الاعتماد على سموّك بوصفك صديقاً حقيقياً، وإنني فخورة بالقول نحن نقف معكم لبناء عالمٍ عادلٍ وأكثر شموليةً.
شكراً جزيلاً لك سمو الآغا خان.