كلمة ألقاها سليم باتيا, مومباسا، كينيا وحيدر أباد، الهند · 25 مايو 2019 · 6 دقائق
الضيوف الكرام والعائلات والزملاء وأعضاء دُفعة خريجي عام 2019،
يشرفني هذا العام تهنئة 159 خريجاً في حيدر أباد ومومباسا، ممّن آمل أن يعيشوا هذه اللحظات بعنفوان، بينما أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن بعض الأفكار في وقتٍ لا يزالون فيه رسمياً طلاباً أكاديميين.
وقبل القيام بذلك، أود أن أعبّر عن تقديري وشكري لأشخاصٍ غايةٍ بالأهمية، الذين ساهموا في جعل هذا اليوم ممكناً لخرّيجينا.
وبوضوح نستهل البداية بسمو الآغا خان ورؤيته لهذا البرنامج الطموح لشبكة متكاملة من الأكاديميات، التي بدأت قبل أكثر من خمسة عشر عاماً.
لقد مكّنت رؤية سموه الرائعة، التي ستستمر، في تمكين الطلاب الذين يتمتعون بالجدارة بالوصول إلى تعليم يتصف بأعلى المعايير الدولية، بغض النظر عن ثقافتهم أو دينهم أو لغتهم أو ظروفهم المالية.
أود أيضاً أن أُوجه الشكر والتقدير لرؤساء الأكاديمية لدينا، ومنهم أليسون هامبشاير(رئيس أكاديمية الآغا خان) في مومباسا، وهي الأكاديمية التي تشهد أول حفل تخرج، والدكتور جيف فيشر (رئيس أكاديمية الآغا خان) في حيدر أباد، حيث يشكّل هذا الحفل الخامس والأخير بالنسبة له، كونه سيواصل خوض تجارب جديدة في السنة الدراسية القادمة.
وأود أن أُوجه الشكر لأساتذتنا ومديري المدارس وموظفي الدعم لما قاموا به خلال الفصول الدراسية، وفي الملاعب والحرم الجامعي، وورش العمل وفي الاجتماعات، الأمر الذي شكّل ضماناً لحصول طلاب أكاديمياتنا على أفضل تعليم يمكن تقديمه، إضافةً إلى تطبيق أحدث الابتكارات في التدريس والتعلم.
وخلف بوابات الأكاديمية، فإننا نُعبّر عن امتناننا للالتزام الذي قطعه آباؤنا، ليس فقط فيما يتعلق بتنمية عقول أطفالهم ومستقبلهم، ولكن أيضاً لتحسين المجتمعات التي يعيشون فيها.
إننا نعبّر عن خالص تقديرنا لخريجينا وللمتطوعين وغيرهم من المؤيدين هنا وفي جميع أنحاء العالم الذين قدّموا منحاً سخيةً من الوقت والمعرفة، إضافةً إلى المساعدة المالية لأكاديميات الآغا خان، ما مكّننا من تحقيق رؤية سمو الآغا خان لاختيار وتقديم الدعم للطلاب الموهوبين لحضور أكاديمياتنا، من دون الحاجة إلى تلقي دعم من أُسرهم.
أتمنى منكم الانضمام إليَّ في شكر وتهنئة كافة هؤلاء الأشخاص الذين ساعدوا في جعل هذا اليوم حقيقة واقعة لخريجينا لعام 2019.
اليوم، في أكاديمية حيدر أباد أو هنا في مومباسا، ومع دُفعة خريجي أكاديميتنا والبالغ عددهم 159 طالباً سيصل تعداد الحاصلين على درجة الدبلوم من أكاديميات الآغا خان إلى ألف شاب، وإنني متأكد من أنكم ستوافقون على أن عدد الألف هذا مثير للإعجاب، فهو يمثل إنجازاً مهماً لشبكتنا المتنامية.
تُقدّر ثقافتنا قيمة الخرّجين الألف باعتبارهم يشكّلون تغييراً، فهم حوّلوا ببساطة رقم الخريجين من ثلاثة مراتب إلى أربعة.
يعتبر هذا الألف مَعلماً رئيسياً.
فمن الناحية الزمنية، سنُطلق عليه تسمية "الألفية".
وفيما يتعلق بالقيمة المالية، فهو يشكّل "مبلغاً ضخماً".
وفي مجال العلوم، سيكون بادئته الخاصة "كيلو".
إننا نقول إن الشخص الناجح يُمثل "ألف شخص"،
و"الصورة تساوي ألف كلمة"،
وأن "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة".
بالطبع، إذا قمت بتوجيه الشكر لأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء "لمرة واحدة، فهذا يعادل ألف مرة ..."
ولأكون صادقاً معكم، كان بإمكاني الاطلاع على قائمة الخريجين لدينا في حيدر أباد وفي مومباسا، مع الأخذ في الاعتبار التوقيت الدقيق لمراسم التخرج، لأحدد تماماً مَنْ مِنَ الخريجين يشكّل الرقم الألف.
ومع ذلك، لن أقوم بذلك، لأن رقم الألف لا يشمل واحداً منكم، بل يشملكم جميعاً.
لا يعتبر رقم الألف مثيراً للإعجاب لكونه فقط ينتقل من الرقم 999 إلى ألف، ولكن لأن أولئك "الخريجين" الذين وصلوا إلى ألف، يمثلون رقماً ضخماً وعدداً كبيراً.
عند التفكير في خريجي أكاديمياتنا، وبهذا المَعلم الهام في تطورنا كشبكة، لم أستطع إلا أن أفكر بعبارة الكاتب الأمريكي سي. إس. لويس "ألف بقعة من الضوء"، والتي عادت إلى الظهور لاحقاً في الثقافة الشعبية في خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج. دبليو. بوش.
في كلتا الحالتين، تشير "ألف بقعة من الضوء" إلى النجوم في السماء. وتعتبر ألف بقعة من الضوء صورةً حيّةً، حيث يمكننا جميعاً أن نتصور جمال ليلة مليئة بالنجوم، مع وجود كل بقع الضوء هذه في سماء ليلة مظلمة بلا حدود.
كلما فكرت في الأمر أكثر، وكلما فكرت بكم أيها الخريجون، أشعر أنكم تمثلون ألف بقعة من الضوء في سماء ليلةٍ حالمةٍ.
عندما أقف هنا على الأرض وأنظر إلى تلك البقع المتلألئة والجميلة في السماء البعيدة، التي حينما ندرسها فلكياً، ندرك كم أنها أبعد بكثير مما نراه بأعيننا.
ومع ذلك، باعتباركم خريجي الأكاديميات، فأنتم لستم بعيدين، بل أنتم هنا.
أود الإشارة إلى تواجد بعضٍ من خريجينا السابقين معنا اليوم للاحتفال بهذه المناسبة الهامة.
من خلالكم جميعاً، لا أرى بقع ضوء بعيدة المنال، بل إنني أرى إشارات قريبة تدل على الأمل.
أنتم لا تشكلون فقط بقعة ضوء تضيف ببساطة الجمال إلى الظلام، لكنكم منارات الأمل التي تمتلك ضميراً اجتماعياً وتكون قُدوةً للجميع.
أنتم منارات الأمل التي تُقدم الإلهام والتشجيع والاهتمام.
بتخرجكم في دُفعة عام 2019، يصل عدد خريجي أكاديمياتنا إلى ألف، وهذا أمر مثير لأن الحدث الكبير المقبل سيكون 10 آلاف خريج من الأكاديميات.
ورغم أن هذا الأمر أقرب مما نعتقد مع وجود الطلاب الذين سيتخرجون قريباً من مابوتو ودكا، إلا أنه لا يزال بعيد المنال.
ولكن، إلى جانب أنه يشكّل عدداً كبيراً، ماذا يعني الوصول إلى ألف من خريجي الأكاديميات حقاً؟
كما قال سمو الآغا خان في افتتاح أكاديمية الآغا خان في حيدر آباد عام 2013، "يُشكّل التزامنا بالتعليم قصة طويلة ومستمرة، وهي قصة تبعث على الأمل والإثارة، إنها قصة ذات تأثير متزايد في جميع أنحاء العالم".
إذا نظرنا إلى الألف من خريجي أكاديمياتنا فيما يتعلق بنقطة التأثير المتزايد، فإن هذا الرقم المثير للإعجاب يعني أن لدينا كتلة حساسة (حرجة) على نحو واضح.
لأولئك الذين درسوا الفيزياء منكم، تتذكرون أن الكتلة الحساسة (الحرجة) تُشكّل الحد الأدنى من المواد اللازمة للحفاظ على تفاعل سلسلة نووية.
كما تعلمون، اختار عالم الأعمال هذه العبارة للإشارة إلى الحد الأدنى للحجم المطلوب للحفاظ على مشروع ما.
بالنسبة لشبكتنا من أكاديميات الآغا خان، تعني الكتلة الحساسة (الحرجة) أنه لدينا الآن عدداً كافياً من الخريجين في العالم الذين سيواصلون دراستهم في المرحلة الثالثة أو يتجهون نحو العمل، لنشر وإثبات المفاهيم التي ألهمت أولاً رؤية سمو الآغا خان لمدارسنا.
وهذا يعني أنكم بوصفكم منارات الأمل لدينا، ستقومون كأعضاء في أكاديميات الآغا خان بتطبيق ما تعلمتموه من القيم التي نعتز بها، بما في ذلك التعددية والأخلاق والمشاركة المدنية.
أيها الخريجون، أختتم ملاحظاتي اليوم بأن أُحفّز لديكم روح التحدي في تبنّي الضمير الإجتماعي الذي قمتم بتطويره كطلاب في الأكاديميات وتطبيقه في أي مسار تسلكونه.
إن أولياء الأمور والمعلمين وزملاء الدراسة، وكذلك أولئك الذين سبقوكم أو سيلحقون بكم، كلنا جميعاً نعتمد عليكم في الواقع.
ستساهمون في تشكيل مستقبل مجتمعنا وعالمنا، وإننا نؤمن إيماناً كبيراً بقدرتكم على مواجهة هذا التحدي، فضلاً عن قدرتكم على إحداث تأثير إيجابي على البشرية.
أنتم، يا أعضاء دَفعة عام 2019، الذين تقدمون لنا الأمل، مبارك لكم جميعاً.