كلمة ألقاها السيد سليم باتيا, مومباسا، كينيا · 21 مايو 2016 · 4 دقائق
فخامة مارغريت كينياتا، السيدة الأولى لجمهورية كينيا،
السيد نيلسون مروة، منسق المنطقة الساحلية،
السيد داريوس أغوتو موغاكا، مدير السياسة والشراكات وشؤون شرق إفريقيا في وزارة التعليم والعلوم والتكنولوجيا،
الضيوف الكرام، الأسر، الزملاء، وأعضاء خريجي أكاديمية الآغا خان في مومباسا وأكاديمية الآغا خان في حيدر آباد دُفعة عام 2016،
سيداتي وسادتي،
نهاركم طيب ومرحباً بكم.
بصفتي مدير الأكاديميات، يشرفني أن أكون معكم اليوم لحضور حفل تخريج طلاب أكاديميات الآغا خان لعام 2016.
إنه لمن دواعي سروري المشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة حيث تجتمع العائلات والأصدقاء والمعلمون والموظفون معاً لتكريم خريجينا على إنجازاتهم وتشجيعهم وهم يتطلعون قُدماً نحو مستقبل مشرق.
في الواقع، يُشكّل هؤلاء الخريجون دليلاً على ما يمكننا تحقيقه معاً عندما يقوم المعلمون المتميزون والموظفون المتفانون والعائلات المهتمة بتشجيع ودعم الشباب المميّز. أود أن أشكركم جميعاً على دوركم في نجاح خريجينا.
أود أيضاً أن أعبّر عن مدى سروري الكبير لرؤية عدد من خريجي الأكاديميات في مومباسا معنا هنا اليوم. هل لي أن أطلب منكم جميعاً أن تقفوا من فضلكم؟
أحثكم جميعاً على اغتنام الفرصة للتفاعل مع خريجينا بعد حفل اليوم للإطلاع على المزيد من المسارات المثيرة التي يسعون إليها حالياً.
يشكل حفل التخرج لهذا اليوم علامة فارقة لبرنامج أكاديميات الآغا خان، لأن دُفعة هذا العام هي الدفعة العاشرة من خريجي الأكاديميات.
في ذلك الوقت، تلقى الطلاب أكثر من خمسة عشر مليون دولار من المساعدات المالية لحضور الأكاديميات، وهذا يعادل نحو 1.5 مليار شلن كيني ومليار روبية، أو كما تقولون في الهند، 100 كرور، روبية هندية. سمح هذا الدعم المالي للطلاب بالوصول إلى المعيار الدولي لأكاديميات الآغا خان على أساس الجدارة وحدها وبغض النظر عن الحالة الإجتماعية أو الإقتصادية لعائلتهم.
إننا ممتنون على نحو خاص لسمو الآغا خان على رؤيته ودعمه المالي لإطلاق برنامج الأكاديميات، ونوجّه شكرنا أيضاً للمانحين من الأفراد والحكومات والشركات، الذين يتواجدون معنا اليوم في مومباسا وفي حيدر أباد، لما قدموه لنا ويمثّل كرماً كبيراً.
منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وبعد فترة وجيزة من تخريج الدفعة الأولى من الأكاديمية، وأثناء وضع حجر الأساس لأماكن إقامة الطلاب هنا في أكاديمية الآغا خان في مومباسا، تحدث سمو الآغا خان قائلاً:
"يتمثل أملنا الأساسي في البرنامج عندما يغادر الطلاب الأكاديميات، وينتقلون إلى جامعات ذات مكانة مرموقة، ثم يتولّون مناصب قيادية في المجتمع. وعندما يتابعون مسارهم في الحياة، نتوقع منهم أن يعكسوا القيم الأساسية للبرنامج: التوجه الأخلاقي القوي، الشعور بالإنضباط الشخصي، الإلتزام المدني، وتقدير التنوع والتعددية".
أيها الخريجون، إنكم تمثلون اليوم الدُفعة العاشرة، وأنتم تنضمون إلى الذين سبقوكم ممن أصبحوا من خريجي أكاديميات الآغا خان.
سيواصل كثير منكم تعليمه في جامعات مرموقة في جميع أنحاء العالم، وهذا يتضمن أول 10 خريجين من الأكاديميات تم اختيارهم، وسيحصلون على إعفاءات كاملة من الرسوم الدراسية في جامعات أونتاريو، كندا، كجزء من شراكتنا مع مقاطعة أونتاريو.
وسيتفرغ آخرون منكم عاماً كاملاً لتقديم خدمات إستثنائية خلاله، وتوفير فرص للتدريب في مجالات كثيرة، مثل: السياحة والبنوك والتنمية، التي تقدمها وكالاتنا الشقيقة في شبكة الآغا خان للتنمية.
بغض النظر عن خططكم، وأنتم تبدأون هذه المرحلة التالية من حياتكم، فإنني أحثكم على التفكير في كيفية تحقيق رؤية سمو الآغا خان التي تصب في مصلحتكم في العمل، إضافةً إلى المساهمة في تحسين نوعية حياة الناس داخل مجتمعكم الواسع ومجتمعاتكم المحلية.
في حين أن التغيير الإيجابي يمكن أن يتبلور بعدة طرق، إلا أنه لا شك فيه أنه متأصل في جهود وقيادة الأفراد، الذين يلتزمون بعالم أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً؛ الأفراد، الذين يبذلون قصارى جهدهم للتخفيف من محنة المحتاجين.
بالطبع، حتى لو تم تزويدكم بالأدوات المناسبة، فإن إحداث تغيير إيجابي ليس بالأمر السهل، لأنه يستلزم القيام بعمل شاق، فضلاً عن الإلتزام والمثابرة.
فخامة مارغريت كينياتا، المتحدثة الرئيسية باسم مومباسا، على إطلاع مباشر بما يجري العمل عليه.
لقد حققت حملتها الرامية إلى القضاء على حالات الوفيات عند الأمهات والأطفال، فضلاً عن التخلص من فيروس نقص المناعة المكتسب/ الإيدز نجاحاً كبيراً، ويرجع ذلك على نحو كبير إلى تعاطفها مع الفئات الضعيفة، والتأكد من حصولهم على الخدمات، إضافةً إلى التزامها الشخصي بتخصيص الوقت والجهد لتحويله إلى عمل قائم.
إننا نرى تصميمها هذا على نحو علني عندما تقوم بشكل لافت بإقامة سباقات الماراتون.
عندما قام أحد الصحفيين بإجراء لقاء معها بينما كانت وفريقها يستعدون لماراتون لندن عام 2014، قالت سعادة السيدة كينياتا: "يتوجب علينا القيام بالماراتون، والمشي مسموح. وإذا شعرتم بالتعب، يمكنكم أن تمشوا قليلاً ثم تعاودون الركض مجدداً".
أيها الخريجين، كونوا على استعداد لتحدي أنفسكم. تجاوزا الحدود التي تعترضكم لإحداث تغيير إيجابي في عالمنا. سوف تواجهون نكسات، وقد تضطرون في بعض الأحيان إلى المشي، وليس الجري، ولكن استمروا، لأنه يتوجب عليكم الوصول إلى نقطة النهاية.
عندما تحققون هدفكم، عندما تعلمون أنكم قمتم بعمل بدا لكم أنه بعيد المنال في البداية، فأنتم تعلمون أن الحدود الوحيدة لإنجازاتكم هي تلك التي حددتموها لأنفسكم.
من خلال إكمال تعليمكم في أكاديمية الآغا خان، فقد أثبتم بالفعل أنكم قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة وبالتالي تحقيق النجاح. لذا استمروا في البحث عن الفرص لمساعدة العالم من حولكم. كونوا مثالاً يُحتذى به. شاركوا شغفكم في تقديم الخدمات مع الآخرين، وسوف يقومون بدعم مساعيكم.
استخدموا إمكاناتكم لجعل أحلامكم حقيقة واقعة، وكافحوا من أجل الوصول إلى عالم أفضل.