كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , نيروبي، كينيا · 26 فبراير 2022 · 5 دقائق
ضيف الشرف السيد بيتر كالموس، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس
ضيف الشرف الدكتور بيتر ماتوكي، الأمين العام لمجموعة شرق إفريقيا
رئيس مجلس الإدارة ذاكر محمود، وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان
رئيس مجلس الإدارة مويز عليبهاي، وأعضاء مجلس جامعة الآغا خان في كينيا
رئيس الجامعة ونائب المستشار سليمان شهاب الدين
وكلاء الجامعات والعمداء وأعضاء هيئة التدريس والموظفون
الجهات المانحة السخية وأصدقاء جامعة الآغا خان في جميع أنحاء العالم
أولياء الأمور وأفراد الأُسر
الضيوف المميزون
وخريجونا الذين يشكّلون أهميةً كبرى
يُشكل حفل تخرج دفعة 2021 حدثًا فريدًا يُمثّل نقطة تحولٍ هامّة في حياة أعضائها وعائلاتهم. ويأتي تنصيب الرئيس ونائب المستشار سليمان شهاب الدين ليُضفي على هذا اليوم بُعدًا تاريخيًا استثنائيًا، كونه يُعد علامة فارقة في مسيرة جامعة الآغا خان. لذلك، نجتمع معًا لنحتفل بإنجازٍ عظيمٍ مزدوج، ونُخلّد لحظةً نادرةً تُعانق فيها الفرحةُ الفخرَ والإنجازَ.
سأتحدث اليوم نيابةً عن مستشار الجامعة، صاحب السمو الآغا خان، لأُعبّر عن خالص امتنانه وامتناني الشخصي لحكومة كينيا ولجنة التعليم الجامعي على منح جامعة الآغا خان ميثاقها. كما يُسعدني أن أُرحب بالأعضاء المؤسسين لمجلس جامعة الآغا خان الجديد في كينيا، الذين سيضطلعون بمسؤولية الإشراف على عمليات الجامعة في كينيا.
يُغمرني اليوم شعورٌ عميق بالأمل بالمستقبل، وأُدرك أن هذا الشعور يملأ قلوب الجميع في هذا اليوم المُشرق المُميّز.
يُجسد رئيس الجامعة ونائب المستشار سليمان شهاب الدين ثروةً من الخبرة وسجلًا حافلًا بالإنجازات في كل من شرق إفريقيا وباكستان. فحياته المهنية تُجسّد القيم التي تُميّز جامعة الآغا خان وشبكة الآغا خان للتنمية، مثل: خلق الفرص وأهمية التواصل بين الثقافات والالتزام بتحسين نوعية الحياة.
وبمجرد توليه منصبه، تمكن من البناء على العمل الممتاز الذي قام به سلفه فيروز رسول. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه الآن الاعتماد على النصائح الحكيمة لرئيس المجلس الأكاديمي لجامعة الآغا خان، مويز عليبهاي، والرئيس الجديد لمجلس أمناء جامعة الأغا خان، ذاكر محمود.
يسرّني أن أُرحّب بالرئيس شهاب الدين، في منصبه الجديد، وأُعبّر عن خالص شكري وتقديري للرئيس السابق، السيد فيروز رسول. كما أُهنّئ الرئيس عليبهاي ورئيس مجلس الإدارة، السيد ذاكر محمود، على تعيينهم في مناصبهم الجديدة. كما أودّ أن أشكر رئيس مجلس الإدارة المتقاعد، الدكتور هايل ديباس، على مساهماته القيّمة في تطوير الجامعة على مدار الـ 12 عامًا الماضية.
يغمرني شعورٌ عميقٌ بالسعادة والامتنان بينما أُرحّب بكم، خريجي جامعة الآغا خان، لتكونوا جزءًا من عائلة الخريجين. فزملاؤكم الخريجون يُسهمون بشكلٍ فعّال في تغيير نوعية حياة الآخرين، من خلال عملهم في العيادات الريفية والفصول الدراسية، ووصولاً إلى مختبرات الجامعات ذات السمعة العالمية. ولا شكّ أنّكم تشعرون بالفخر لانتمائكم إلى هذا التقليد العريق، وأنّ عائلاتكم تشاركم هذا الشعور بينما تشاهدكم اليوم.
لقد تميزت دفعتكم هذه بِحَماسٍ وعزيمةٍ استثنائيين أكثر من أي دفعة أُخرى. واجهتم تحدياتٍ جسيمة خلال العامين الماضيين، تمثلت في عمليات الإغلاق والحجر الصحي والعزلة، لكنكم أظهرتم قدرةً فائقة على التكيف والابتكار. فقد وجدتم طرقًا جديدة للتعلم والتواصل والحفاظ على دوافعكم، حتى في ظلّ موجات الجائحة المتتالية.
تُجسّد الشهادات والدرجات التي تُوشكون على نيلها ثباتكم ورشاقتكم في مواجهة التحديات. وستبقى مصدرًا للفخر والقوة خلال مسيرتكم المهنية والشخصية في السنوات القادمة. فمن خلال مراجعة إنجازاتكم خلال هذه الفترة الحاسمة، ستستمدون العزيمة والإلهام للمضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من النجاحات.
يُعدّ حفل التخرج بمثابة احتفاءٍ بالإنجازات الفردية للطلاب، بيد أنه يُذكّرنا أيضًا بأهمية العلاقات والترابط فيما بيننا. فنحن جميعًا حلقاتٌ مترابطةٌ في سلسلةٍ تمتدّ عبر الزمن، من الماضي إلى المستقبل، وتتجاوز الحدود الجغرافية. وتُجسّد جامعة الآغا خان هذا المعنى بشكلٍ جليّ، من خلال هذا الحدث العالمي الذي يجمع طلابًا وأعضاء هيئة تدريس من مختلف أنحاء العالم.
مع إدراكنا لأهمية الروابط والعلاقات، أودّ أن أتوجه بالشكر الجزيل لأولياء الأمور الذين أرسلوا أبناءهم البالغ عددهم 664 طالبًا وطالبًة ليُصبحوا روادًا في العالم، مُساهمين في تثقيف وتنوير ورعاية إخوانهم من البشر. لقد أظهر أعضاء هيئة التدريس والموظفون لدينا تفانيًا استثنائيًا تجاه طلابنا وسعيًا دؤوبًا لتحقيق مهمتنا. كما أظهر أخصائيو الصحة في الخطوط الأمامية لدينا شجاعةً مثاليةً في مواجهة جائحة كوفيد-19، ولذلك يصعب عليّ توجيه الشكر لهم بما يكفي نيابةً عن المستشار على ما قدموه من تضحياتٍ عظيمة. إننا ممتنون لخريجينا وشركائنا ومتطوعينا، ونتقدم بجزيل الشكر والتقدير لسخاء وكرم المانحين.
بدأتُ حديثي بالإشارة إلى الأمل، ذلك الأمل الذي لا ينبع من مجرد أمنياتٍ خاملة، بل هو الأمل المُتجذّر في دلائل قوية تبثّ التفاؤل في النفس. إنه الأمل الذي أطلقه مستشارنا، صاحب السمو الآغا خان، على أنه "ربما يكون أقوى دافعٍ فرديٍ للانطلاق قدمًا نحو تحقيق المزيد من التقدم".
أعتقد أن هذا الأمل هو الذي يجمعنا اليوم، وهو مُضمونٌ أولًا من خلال تاريخ وتأثير جامعة الآغا خان. ففي العام المقبل، ستحتفل الجامعة بالذكرى الأربعين لتأسيسها. لقد كانت في البداية مجرد بذرة في ذهن مستشارنا، صاحب السمو الآغا خان، وازدهرت اليوم لتصبح مؤسسة تمتد عبر ثلاث قارات. وتُشكل الجامعة جوهر التزام شبكة الآغا خان للتنمية الثابت تجاه البلدان التي تخدمها. في كينيا، يتجسد هذا الالتزام بوضوح في المركز الجامعي الجديد الشاهق التابع لجامعة الآغا خان في نيروبي، وهو مرفق أكاديمي عالمي يُعد أحد أكبر الاستثمارات في التعليم العالي في تاريخ البلاد.
على الصعيد العالمي، قامت جامعة الآغا خان بتعليم أكثر من 18,000 طالب وطالبة، وتقدم الرعاية لأكثر من مليوني مريض سنويًا من خلال مستشفياتها المعتمدة دوليًا. وقد تمّ تصنيف الجامعة مؤخرًا ضمن أفضل 100 جامعة في العالم في مجال الصحة العامة. وتُعدّ الجامعة مستشارًا موثوقًا به للحكومات، وهي من أشد المدافعين عن التعددية وضرورة تمكين المرأة.
أثبتت الجامعة خلال الجائحة قدرتها الكبيرة على إجراء تحقيقات متطورة ومتقدمة، فضلًا عن تقديم إجاباتٍ أكثر وضوحًا من ذي قبل على الأسئلة المُلحّة. فقدّم باحثوها مساهماتٍ مهمةً في مواجهة جائحة كوفيد-19. وتُشارك جامعة الآغا خان أيضًا في معركةٍ حاسمةٍ أخرى، سيُتحدث عنها ضيف الشرف بيتر كالموس بعد قليل: المعركة ضد الانهيار المناخي. فقد التزمت الجامعة بالوصول إلى صفر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من عملياتها بحلول عام 2030، وهو التزامٌ أكدت عليه جميع وكالات ومؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية. ويجعل هذا الالتزام جامعة الآغا خان واحدةً من أوائل المؤسسات في باكستان وشرق إفريقيا التي تتخذ هذه الخطوة.
باختصار، يُشكل سجلّ الجامعة مصدرًا للأمل دون شكّ.
لكن الأهم من ذلك كله، أنتم أيها الخريجون ضمانٌ لهذا الأمل، من خلال شغفكم بالمعرفة، وتعاطفكم مع مرضاكم، وفرحتكم في إثارة الفضول لدى طلابكم، وحماسكم في البحث عن الحقائق ومشاركتها مع الآخرين دون خوفٍ أو محاباة.
لا يساورني أي شك في أن الأمل الذي يملأ قلوبنا، والفخر الذي يعمُّ صدورنا، سيتعزّز بشكلٍ كبير من خلال إنجازاتكم في السنوات القادمة.
نيابةً عن المستشار، صاحب السمو الآغا خان، أُقدم لكم جميعًا خالص الشكر والتقدير.