كلمة ألقاها البروفيسورة كوليت سودا, نيروبي، كينيا · 15 فبراير 2017 · 5 دقائق
رئيس جامعة الآغا خان فيروز رسول،
أعضاء مجلس الأمناء،
أعضاء الحكومة،
أعضاء السلك الدبلوماسي،
العمداء، وأعضاء هيئة التدريس، والموظفون،
أولياء الأمور والداعمون والضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
وخريجونا الذين يشكلون أهميةً كبرى،
يُسعدني تلبية الدعوة كضيفةٍ خلال هذه المناسبة الميمونة والتاريخية، والتي تصادف حفل توزيع الشهادات الثالث عشر بجامعة الآغا خان في كينيا. يشرّفني ويسرّني كثيراً تلبية الدعوة، ويسعدني الإشارة إلى أنه سيتم اليوم منح الدرجات العلمية للطلاب المتخرجين من البرامج المقدمة في كلية التمريض والقبالة وكلية الطب ومعهد التطوير التربوي في شرق إفريقيا.
أود في البداية أن أغتنم هذه الفرصة نيابةً عنّي وباسم كادر وزارة التربية والتعليم لتقديم التهنئة للخريجين على الجهود التي بذلوها بشق الأنفس، والتي جعلتهم يحققون أحلامهم اليوم.
أتخيل أنكم إذا فكرتم في اليوم الأول الذي وصلتم فيه إلى الجامعة، وقارنتم ما تعرفونه الآن بما كنتم تعرفونه آنذاك، فسوف تندهشون من الخطوات الهائلة التي قطعتموها. وكما تدركون، التعليم عبارة عن عملية نمو. أن تتعلم يعني أنك تنمو، وأنا متأكدة من أن أحد الأشياء التي تعلمتموها خلال السنوات التي قضيتموها في جامعة الآغا خان هو أن التعلم لا يتوقف أبداً، وأن المعرفة لا تتوقف أبداً عن التوسع. لا شك أن الكثيرين منكم يفكر بالخطوة التالية في تعليمكم، سواء كان ذلك يتضمن دراسات رسمية أو نوع التعليم الذي يتلقاه المرء من خلال تولي منصب جديد وأكثر تحدياً في مهنته. في الواقع، يتمثّل أفضل مقياس لأي برنامج أكاديمي في تركك متعطشاً لتعلم المزيد، وتحفيزك على زيادة قدرتك على إحداث تغيير في العالم.
ورغم أنه ليس ثمة شكٌ في أنكم تستحقون كل الثناء الذي تتلقونه اليوم، إلا أنكم محظوظون جداً لوجودكم هنا. رغم أن عدد خريجي الجامعات في كينيا وشرق إفريقيا قد زاد بشكل ملحوظ في العقد الماضي، إلا أن عدداً قليلاً من شبابنا يحصلون على فرصة لدخول الجامعة.
السيدات والسادة،
لقد علمت أنه منذ إنشاء جامعة الآغا خان في عام 1983 كأول جامعة خاصة غير هادفة للربح في باكستان، حدثت الكثير من التطورات الهائلة. تَمثّل الإنجاز الأبرز في عام 2000، حيث توسعت الجامعة إلى شرق إفريقيا، رغم أن مؤسسات الآغا خان للخدمات التعليمية موجودة منذ أكثر من قرن، واليوم، تضم الجامعة أكثر من 2300 طالب في فروع جامعية في ستة بلدان هي باكستان وكينيا وتنزانيا وأوغندا وأفغانستان والمملكة المتحدة.
يسعدني الإشارة إلى أن ما يقرب من 30% من الطلاب في جميع أنحاء العالم ملتحقون ببرامج في شرق إفريقيا، وأن الأعداد تتزايد سنوياً. ومع سنوات من الخبرة في تقديم تعليم عالي الجودة، تقدم الجامعة للطلاب تجربة تعليمية عملية وحميمة في العديد من التخصصات ذات الصلة.
السيد رئيس جامعة الآغا خان
في هذا الصدد أود أن أُعرب عن الامتنان الكبير لسمو الآغا خان على بصيرته وتأثيره الهائل، فجامعة الآغا خان تعتبر فريدة من نوعها ضمن مؤسسات التعليم العالي، ليس فقط في كينيا وشرق إفريقيا، ولكن أيضاً على المستوى الدولي. وهي تمتاز بالشهرة في مجالات الطب والتمريض وتعليم المعلمين والبحث وتقديم الخدمات العامة في العالم النامي.
ونظراً للتخصصات الإستراتيجية التي تقدمها، تتلاءم المجالات جيداً مع إستراتيجية التنمية الحكومية كما هو مقرر في الرؤية لعام 2030.
السيدات والسادة،
شكّلت الشراكات بين القطاعين العام والخاص عنصراً بارزاً في جدول الأعمال العام على مدى السنوات الماضية، فضلاً عن أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص شكّلت أيضاً إستراتيجية عالمية شائعة لتقديم برامج تطوير للبنية التحتية الجديدة. ثمة العديد من المزايا التي تجعل الحكومة تُشجّع نهج التطوير السريع.
ويعتبر هذا النهج وسيلة لاعتماد ابتكارات وتكنولوجيا القطاع الخاص في تقديم خدمات عامة أفضل من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية، إضافةً إلى أنه وسيلةٌ لضمان نقل المهارات، الأمر الذي يساهم بظهور أبطال وطنيين يمكنهم إدارة عملياتهم بمهنية، وفي نهاية المطاف تصدير كفاءاتهم. علاوةً على ذلك، تُعد الشراكة بين القطاعين العام والخاص وسيلةً لخلق الحافز في الاقتصاد من خلال تعزيز التنافسية في البلاد عبر تسهيل قاعدة البنية التحتية، فضلاً عن أنها تعطي دفعة قوية للنشاطات التجارية والصناعية في الدولة المرتبطة بتطوير البنية التحتية (مثل البناء وتسليم المعدات وتوفير خدمات الدعم).
رئيس جامعة الآغا خان
شرعت وزارة التعليم في إجراء العديد من الإصلاحات بهدف تعزيز التعليم في البلاد بما يتماشى مع المتغيرات على المستوى الوطني والعالمي. وهذا يشكّل اعترافاً بأن نظام التعليم في كينيا غالباً ما يتعرض للانتقادات نظراً لفشله في تلبية احتياجات الأسواق، حيث وجد ملايين الطلاب أنفسهم غير مؤهلين لتلبية متطلبات أصحاب العمل. وكما نعرف، يُقرّ دستور كينيا بمجال التعليم بوصفه حاجةً إنسانيةً أساسيةً، فضلاً عن ضرورة تمتعه بالقدرة على غرس القيم الوطنية والمهارات الحياتية في المتعلمين. تنص المادة 55 (1) (أ) على ضرورة قيام الدولة باتخاذ كافة التدابير لضمان حصول الشباب على التعليم والتدريبات المناسبة. وتم أخذ كافة هذه الأفكار في الاعتبار في المنهاج الدراسي المقترح وذلك لتمكين التعليم من تلبية الاحتياجات المحلية والإقليمية والعالمية الناشئة.
السيدات والسادة
لهذا، من الضروري إجراء إصلاحات في مجال التعليم، فضلاً عن معالجة القضايا الرئيسية مثل القيم الأخلاقية والعدالة والتنوع وتكافؤ الفرص وتحقيق التميّز بين جميع المتعلمين. وفي هذا الصدد، أود أن أُهنئ الجامعة لغرسها في المتعلمين قيماً أساسية كان لها صدى جيد مع التعليم الجامعي مثل التأثير والجودة والملاءمة وإمكانية الوصول، وهي أيضاً تتماشى مع التغييرات المقترحة. بمجرد الموافقة على المنهاج الجديد وتنفيذه، نتوقع من جميع الجامعات إجراء التعديلات المناسبة، وتحضير منهاج شامل يمكن أن ينقذ البلاد من مختلف المشاكل.
السيدات والسادة،
في الختام، أود أن أُهنئ الخريجين مرة أخرى على عملهم الدؤوب، وما حققوه من إنجازات، كما أوجه الشكر لأولياء الأمور والأوصياء على ما قدموه من التوجيه والدعم المالي، إضافةً إلى توجيه الشكر لأعضاء هيئة التدريس لما قاموا به من إعداد فعّال للخريجين، فضلاً عن أعضاء مجلس الأمناء والإدارة على ما وفّروه من قيادة حكيمة.
بارك الله فيكم جميعاً.