كلمة ألقاها فخامة الرئيس كينياتا , نيروبي، كينيا · 11 يونيو 2021 · 4 دقائق
مساء الخير سيداتي وسادتي،
كم أُحب وتغريني الفعاليات التي تتعلق بقطاع التعليم.
لماذا؟ لأن التعليم يساعدنا على الاستعداد للأيام والسنوات المقبلة، فضلاً عن أنه ركيزةٌ أساسيةٌ في رؤيتي لمستقبل أفضل لكينيا.
تُسهم الاحتمالات التي يوفرها التعليم والمعرفة في قيادة الأحلام، وتشجيع الابتكار وتحفيز المساواة بين الجنسين، إضافةً لخلق إمكانيات غير محدودة من شأنها تحقيق التقدم على المستوى الفردي والوطني.
يُشكّل حفل اليوم حدثاً مهماً نظراً لأنه يحتل مكانةً بارزةً في تاريخ أمتنا، حيث أننا نسهم اليوم في تمكين جيل من الوصول لإمكاناته، فضلاً عن توفير الفرص لتوسيع القدرات والمهارات من أجل الوصول لمستقبل جيدٍ.
سيداتي وسادتي،
يحضر معنا فعاليات هذه المناسبة العظيمة عبر الإنترنت سمو الآغا خان، إمام مجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين، فقد انضم إلينا للاحتفال بتتويج رؤيته البعيدة النظر ومساهمته الكبيرة في دعم قطاع التعليم في جمهوريتنا الحبيبة.
أصبحت عبارة "الآغا خان" مرادفةً للارتقاء بالمعايير التعليمية وتقديم التدريبات الشاملة بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة وصولاً للتعليم العالي. وهذا الأمر باتت آثاره واضحةً وملموسةً في هذه الأمة وفي المنطقة ككل مع قيامنا اليوم بمنح الجامعة الحالية ميثاقاً، وهذا يُعتبر أحدث شهادةٍ على رحلة الجامعة في التميّز الأكاديمي وسِمةً رائعةً لجامعة الآغا خان.
بدأت رحلة جامعة الآغا خان للحصول على جائزة الميثاق بجديةٍ منذ حوالي ثلاثة عقودٍ، فقد انتهجت التركيز والالتزام والعمل الجاد خلال أعمالها، ما مكّننا حالياً من رؤية النتائج الرائعة، والتي جاءت ثمرةً لجهود استمرت لعقودٍ طويلةٍ.
تم دمج هذه الجامعة مع مستشفى الآغا خان، والتي تقدّم بحد ذاتها التدريبات والخدمات الصحية لموظفينا، بطريقة توازن وبدقةٍ بين الجوانب النظرية والعملية والتجريبية للتعليم.
سيداتي وسادتي،
تمتد الشراكة طويلة الأمد بين حكومة كينيا والمجتمع الإسماعيلي وشبكة الآغا خان للتنمية لأكثر من 100 عام، حيث جلبت هذه العلاقة المثمرة فوائد هائلة انعكست على رفاهية العديد من الكينيين في جميع أنحاء البلاد.
تعود مساهمة المجتمع الإسماعيلي الفعلية في دعم قطاع التعليم إلى عام 1905، عندما افتُتحت مدرسة الآغا خان الأولى في نيروبي. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918، بدأ جد سمو الآغا خان في إنشاء شبكة تعليمية في شرق إفريقيا، والتي كانت الأساس للبصمة الواسعة التي نستمتع بها حالياً.
تؤكد جدية هذا الحفل حقيقة أن الجامعة والمستشفى يقدّمان الفائدة للملايين من سكان كينيا، ويتميّزان بتقديم التدريبات للخريجين الذي هم من أفضل الطلاب، بغض النظر عن قدرتهم على دفع الرسوم أم لا.
هذا وتُقدّم المؤسسة الدعم المادي للعديد من الطلاب المقبولين بجامعة ومستشفى الآغا خان وذلك بفضل التزامها بمبدأ النهوض بالإنسانية عبر تقديم الخدمات.
سيداتي وسادتي،
ظهرت فكرة إنشاء جامعة الآغا خان في بلدان العالم النامي في منتصف السبعينيات، وقد وضعت الجامعة نُصب عينها ضرورة التمتُّع بأعلى المعايير الدولية.
كان الهدف من هذه الجامعة، التي أصبحت حقيقةً اليوم، تقديم أفضل تعليم مع إجراء تحسينات في نوعية حياة الجميع، وقد بدأت تلك الفكرة النبيلة تؤتي ثمارها، حيث أننا نمتلك اليوم أول جامعة على المستوى العالمي، وهي تركّز على بعض مجالات التنمية الرئيسية في مجتمعنا، ومن ضمنها الاهتمام بتقديم الرعاية الصحية والتعليم والإعلام والاتصالات.
هذا وثمة زخمٌ متطورٌ لضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي، ومن الأهمية بمكانٍ انضمام جامعة الآغا خان إلى جانب جميع الجامعات في بلدنا من أجل تعزيز جودة التعليم، الأمر الذي من شأنه تحفيزكم على أن تسعوا جاهدين للاحتفاظ بالتزامكم بكافة المعايير البرامجية والمؤسسية التي وضعتها هيئاتنا التنظيمية المهنية مثل لجنة التعليم الجامعي.
وفيما يتعلق بمؤسساتنا التنظيمية في قطاع التعليم، يتوجب على الجميع العمل لتنفيذ تفويضها الرسمي بالكامل من أجل ضمان عدم المساس بجودة التعليم الجامعي في بلدنا. لا تُعتبر المعايير التنظيمية مجرد حبر على ورق، بل هي شريان الحياة لعملية حيوية تضمن أن يقدم التعلم والمعرفة فوائد ملموسة تصبُّ في مصلحة المتعلم والأمة.
إنني أستغل هذه المناسبة لأشجع جامعة الآغا خان على الاستمرار بتحقيق التقدم بناءً على قرن من الامتياز والتميّز، والمضي قدماً بأفكار تتمحور حول المعرفة والاستفسار والمناقشة والأصالة والحقيقة والتطبيق والنقد والرعاية والتنمية والعمل.
إنني أدعوكم اليوم للمحافظة على التزامكم بأن تصبحوا رائدين في مجالات الرعاية الصحية والإعلام والاتصالات والضيافة، إضافةً إلى مواكبة التغيّرات في العالم وتقديم الحلول للعديد من التحديات التي يجلبها هذا العالم التي يتسم بالتغيرات الدائمة.
استدعت التحديات التي واجهناها في العام الماضي، والتي جاءت نتيجةً لجائحة كوفيد-19، تبنّي استراتيجيات وحلول متعددة الأوجه ومتعددة التخصصات. وإنني على ثقةٍ من أن هذه الجامعة سوف ستجيب لكافة التحديات والطلبات.
واسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأناشد الباحثين والممارسين لديكم بالقيام بكافة الخطوات الضرورية، والتي من شأنها إيجاد حلول للتحديات في مجال الرعاية الصحية لدينا، ولا سيّما ما يتعلق بالأمراض غير المعدية مثل السرطان وأمراض القلب والسكري.
سيداتي وسادتي،
في الختام، اسمحوا لي أن أقول إنه بالنظر إلى التقليد الراسخ في تقديم تعليم عالي الجودة في هذا البلد الذي تعمل فيه هذه المؤسسة، فإنني أحثُّ جامعة الآغا خان على المزيد من الاستثمار في الأبحاث والتدريبات التي تدعم تركيزنا الجديد على المنهاج القائم على الكفاءة.
يُعد المنهاج القائم على الكفاءة خطوةً ثوريةً اتخذناها كدولة لتزويد المتعلمين لدينا بالمهارات العملية المناسبة للقرن الحادي والعشرين وذات الصلة باحتياجات العالم الحالي.
إنني على ثقةٍ من أن جامعة الآغا خان ستحافظ على أدائها الناجح وستقدّم لنا خريجين ممتازين يتمتعون بالقدرة على مواجهة العديد من التحديات، إلى جانب تحسين أوضاعهم الحالية وإحداث تأثير إيجابي على مجتمعنا ليصبحوا بذلك مواطنين عالميين مسؤولين.
مبارك لجامعة الآغا خان.
بارك الله بكينيا وبسمو الآغا خان، وبارك الله لنا جميعاً.