كلمة ألقاها البروفيسور أندرو بيتر, فانكوفر، كندا · 19 أكتوبر 2018 · 3 دقائق
شكراً لكم،
رئيس الجامعة أونو،
سمو الآغا خان،
أصحاب السعادة،
فخامة رئيسة الوزراء،
السيدة المستشارة،
تلتزم جامعة سايمون فريزر، مثل جامعة كولومبيا البريطانية، بقيم التعليم والتعددية والمواطنة العالمية باعتبارها محفّز للتنمية الاجتماعية. لكن ارتباط جامعة سايمون فريزر بنموذج سمو الآغا خان يتعلق أيضاً ببُعدين آخرين.
أولاً، تطمح جامعة سايمون فريزر لأن تكون الجامعة البحثية الأكثر مشاركة وانخراطاً في المجتمع الكندي في مجال تقديم الخدمات لصالح طلابنا والمجتمعات التي نخدمها. وهنا لا يمكنني التفكير في مثال عن أهمية وقيمة المشاركة المجتمعية أفضل مما تقوم به شبكة الآغا خان للتنمية.
ثانياً، ألزمنا أنفسنا في جامعة سايمون فريزر بضرورة حشد موارد الجامعة لتعزيز رأس المال الاجتماعي (شبكات العلاقات بين الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في المجتمع، ما يُمكّن المجتمع من العمل بفعالية) والعمل على إجراء تحسينات في المجتمع، وكانت هذه الأهداف واضحة ومن أولويات سمو الآغا خان منذ أكثر من نصف قرن.
ربما يكون التقدم الذي أحرزته شبكة الآغا خان للتنمية في مجال التعليم أوضح وأفضل مثال عن هذه الأولوية، حيث تلتزم شبكة الآغا خان للتنمية بتعليم أكثر من مليوني متعلم سنوياً، ومن ضمنهم 750 ألف في مرحلة الطفولة المبكرة، وأكثر من مليون في المرحلة الابتدائية والثانوية من خلال مدارس الآغا خان وأكاديميات الآغا خان.
تفتخر جامعة الآغا خان وجامعة آسيا الوسطى على مستوى ما بعد المرحلة الثانوية بتخريج حوالي 15 ألف خريج، ومن ضمنهم الأطباء والممرضات والمعلمين ومدراء المدارس الذين يساهمون في رفع المعايير ويلعبون أدواراً رائدة في تخصصاتهم وضمن مجتمعاتهم.
تدعم شبكة الآغا خان للتنمية في مجال الصحة شبكة من المستشفيات، ومن ضمنها مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي، والتي تعتبر إحدى أفضل المستشفيات في قارة إفريقيا. تُعدّ شبكة الآغا خان للتنمية أيضاً من الداعمين الرئيسيين للأبحاث الصحية، ولا سيّما في مجالات مثل مرض السل الذي يترك أثراً كبيراً على الفئات السكانية الضعيفة.
هذا وعملت برامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية بهدف تقديم الدعم للمجتمع المدني على توظيف الديمقراطية الشعبية والحكم التشاركي والتعددية كنقاط انطلاق لتحسين ظروف أكثر من 8 ملايين شخص يعيشون في المناطق الريفية ذات الموارد المحدودة، إضافةً إلى قيام شبكة الآغا خان للتنمية بتقديم المساعدات الزراعية لأكثر من 100 ألف من مزارعي القطن، في حين تهتم برامجها الاجتماعية بمجالات التمويل الصغير والتعليم والصحة، فضلاً عن برنامج تمديد شبكات الصرف الصحي.
وفي مجال المساعدات الإنسانية، غالباً ما تكون شبكة الآغا خان للتنمية من أوائل المستجيبين على الأرض بعد حدوث كارثةٍ طبيعيةٍ أو كارثة من صنع الإنسان، حيث تبقى فرقها منتشرة في المنطقة المتضررة حتى آخر لحظةٍ، ثم تولي الشبكة اهتماماً لإعادة عملية التنمية وعلى المدى الطويل لتصب في مصلحة كافة الفئات المتأثرة. وهي تركّز في أنشطتها أيضاً على المناطق الجغرافية النائية والهشة، إلى جانب عملها للحد من الفقر وضمان الأمن الغذائي، وتحسين سبل عيش صغار المزارعين وأُسرهم.
وفي مجال البنية التحتية الاجتماعية، أظهر صندوق الآغا خان للثقافة كيف يمكن للثقافة أن تكون عاملاً محفزاً لتحسين نوعية الحياة. ينفذ برنامج الآغا خان للمدن التاريخية مشاريع ترميم وصيانة معقدة، فهو يقوم بإنشاء الحدائق والمنتزهات، ويخطط ويدير الأصول الثقافية من أفغانستان إلى زنجبار. وقد افتتح سموّه في وقت سابق من هذا الأسبوع حديقة الآغا خان في إدمونتون، مُحضراً بذلك لكندا بعضاً من التراث الثقافي الاستثنائي الخاص بالحضارات الإسلامية.
يعمل سمو الآغا خان في منطقة تتقاطع فيها الثقافة والتعليم والبنية التحتية الاجتماعية على تقديم الدعم لجائزة الآغا خان للعمارة. وهي تُعد منذ عام 1977 إحدى الجوائز البارزة في مجال العمارة في العالم، والتي تركّز على كل شيء بدءاً من تخطيط القرى وصولاً لشبكات الصرف الصحي الصديقة للبيئة.
قام سمو الآغا خان، بالإضافةً إلى مجموعة واسعة من المبادرات غير الربحية، بإنشاء صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية، الذي يستثمر في الشركات التي تُدار بشكل أخلاقي ومكتفية ذاتياً، والتي تساهم في خلق فرص العمل، فضلاً عن توفير السلع والخدمات الأساسية وتعزيز النمو الاقتصادي.
يتعهد الصندوق بتمويل ودعم مشاريع رواد الأعمال والتنمية، بدءاً من تقديم الدعم لشركة هواتف محمولة حائزة على عدة جوائز في أفغانستان إلى محطات التوليد الكهرومائية، التي توفر نصف حاجة أوغندا من الكهرباء، رغم قيام أوغندا في عام 1972 بطرد سكانها الإسماعيليين.
إنه قائد يمتلك الكثير ليعلمنا إياه عن الحقيقة والمصالحة.
وتقديراً لهذا السجل الرائع، واحتفالاً بالانسجام مع قيمنا، من الواضح جداً أن سمو الآغا خان يستحق وبجدارة الأوسمة التي نقدمها لسموه اليوم.
ونحن بدورنا فخورون للغاية بأن نكون في شراكة مع سموّه، وأن نحتفي بالتكريمات التي نقدمها لمؤسستينا.