تُعد مدينة لاهور الأسطورية إحدى جواهر المدن في جنوب آسيا. وقد كانت عاصمة إمبراطورية المغول (1526-1857) لفترة وجيزة نظراً لغناها بالمعالم الأثرية مثل المساجد والتحصينات والقصور والحدائق، من ضمنها حصن لاهور، أحد مواقع التراث العالمي، ومسجد وزير خان. دُمرت أجزاء كبيرة من المدينة المسوّرة في عام 1947 نتيجةً لعمليات الحرق والنهب التي صاحبت تقسيم شبه القارة في جنوب آسيا، ما جعل المدينة تعاني من حالة تدهور متزايدة، وأصبحت المناطق الجديدة مراكز للتنمية الحضرية.
تُعتبر لاهور حالياً ثاني أكبر مدينة في باكستان وعاصمة مقاطعة البنجاب، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة. وبوصفها تشكّل تكتلاً صناعياً رئيسياً فقد جذب موقعها وإمكانياتها الاقتصادية العمالة ورأس المال لعقود عديدة، لكن قلة الاستثمار في البنية التحتية والتنمية العشوائية حدَّت من النمو الاقتصادي وتسببت في ازدحام مروري حاد، فضلاً عن حدوث زيادة في نسبة التلوث، وتدني مستوى الحياة للعديد من الأُسر.
يمكنكم إلقاء نظرة سريعة على مدينة لاهور المسوّرة الرائعة، حيث يقوم صندوق الآغا خان للثقافة بتنفيذ أحد أكبر مشاريع الترميم في باكستان. تجدر الإشارة إلى أن الكنوز التاريخية والثقافية التي تُركت في حالة من الإهمال والخراب لأكثر من 100 عام يتم ترميمها واستعادتها من حافة الهاوية جنباً إلى جنب مع تحسين نوعية حياة سكان المدينة.
يُعد 21 مايو اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وهو مناسبة للتعرف على التنوع الثقافي، الذي يشكّل قوة دافعة للتنمية وأساساً لا غنى عنه للحد من الفقر.