تُعدّ مراقبة أحوال الطقس بشكلٍ يومي عنصرًا أساسيًا في التنبؤ بالمخاطر الطبيعية والتحذير منها.

AKAH

تُعزّز وكالة الآغا خان للسكن قدراتها على التنبؤ بالانهيارات الثلجية من خلال قاعدة بيانات شاملة لتقارير الطقس اليومية. يقوم خبير التنبؤ بالانهيارات الثلجية، دوغ شابوت، بمراجعة هذه التقارير كل صباح خلال فصل الشتاء لتحديد المخاطر وتقديم تنبؤات وتحذيرات دقيقة. يُشير دوغ إلى أن ثلاثة عوامل رئيسية تُساهم في حدوث الانهيارات الثلجية:



  1. المنحدرات شديدة الانحدار: وتنتشر هذه المنحدرات بشكل كبير في التضاريس الجبلية في شمالي أفغانستان وباكستان وطاجيكستان، خاصةً تلك التي تتجاوز 30 درجة.

  2. الظروف الجوية: تلعب العوامل الجوية دورًا هامًا في تقييم مخاطر الانهيارات الثلجية، مثل كثافة الثلوج، وسرعة الرياح، ونوعية الثلوج (كثيف أو ناعم).

  3. حالة الكتل الثلجية: تُعدّ سلامة الكتل الثلجية عنصرًا هامًا في تقييم المخاطر، حيث قد تتطلب إرسال بعثات متخصصة لتفحّص المناطق المعرضة للخطر وتقييم إمكانية حدوث انهيارات ثلجية.


تتجاوز استراتيجيات الحد من مخاطر الانهيارات الثلجية مجرد التنبؤ والاستعداد، فهي تشمل أيضًا: تطبيق إجراءات الوقاية في أوقات آمنة، بناء هياكل دفاعية عالية في أماكن محددة في المناطق الجبلية لمنع حدوث الانهيارات الثلجية، إنشاء هياكل أرضية في الوادي لحماية المنازل. ولكن نظرًا لتكلفة هذه الاستراتيجيات المرتفعة ومحدودية نطاقها، فإن وجود نظام فعال للتنبؤ والتحذير من المخاطر يُعتبر أمرًا بالغ الأهمية. لا تكتمل فاعلية هذا النظام إلا بوجود التزام من قبل السكان بالتحذيرات الصادرة. لذلك، تُعدّ مراقبة الطقس الأساس لبناء نظام فعال للتنبؤ والتحذير من مخاطر الانهيارات الثلجية.


يمكن إنشاء مراكز مراقبة الطقس بتكلفة بسيطة، حيث لا تتجاوز تكلفة المعدات اللازمة 100 دولار أمريكي. وتُدار هذه المراكز بنجاح من قبل متطوعين من أفراد المجتمع، مما يُعزّز شعورهم بالمسؤولية والملكية تجاه البرنامج. ويُشير دوغ شابوت إلى أن "مشاركة القرويين في جمع البيانات واستثمارهم في البرنامج هو ما يجعله مستدامًا على المدى الطويل".


يُتيح البرنامج للمتطوعين من أبناء المجتمعات المحلية المهتمين بمراقبة الطقس فرصة اكتساب مهارات أساسية في: اكتشاف مخاطر الانهيارات الثلجية، مراقبة الظروف الجوية بدقة واتخاذ قرارات مستنيرة للتعامل مع المخاطر التي يواجهونها.


يُشارك رحيم بيك من منطقة شوغنان في أفغانستان تجربته قائلًا: "كنت خارج شوغنان عندما حدث انهيار ثلجي. قبل مغادرتي، طلبت من عائلتي اتباع تعليمات وكالة الآغا خان للسكن ومغادرة المنزل بعد إزالة الثلوج، حيث يُشير تساقط الثلوج إلى احتمالية حدوث انهيار ثلجي. لحسن الحظ، نجحت عائلتي في تطبيق التعليمات ولم يُصب أحد بأذى".


تُدرك وكالة الآغا خان للسكن أهمية تمكين المجتمعات من التصرف بفعالية بناءً على المعلومات المُقدمة حول مخاطر الانهيارات الثلجية. لذلك، تُقدم الوكالة تدريبات متخصصة لفرق المتطوعين المحلية للاستجابة للحالات الطارئة، بما في ذلك فرق التأهب للانهيارات الثلجية.


شارك محمد حارف، مدرس وقائد فريق التأهب للانهيارات الثلجية في منطقة إشكاشيم بأفغانستان، في إجلاء السكان بأمان عندما تعرضت قريته لخطر الانهيارات الثلجية أو الفيضانات. شهد محمد حارف العديد من الانهيارات الثلجية على مدى السنوات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول المطر والثلج. وأوضح قائلًا: "تتعرض قريتنا سنويًا لكوارث طبيعية. ونظرًا لاحتياجات شعبنا ومجتمعنا، وبُعدهم الجغرافي عن شبكات الاتصالات، فضلًا عن صعوبة الوصول إلى مراكز المناطق خلال الطقس البارد، قررت الانضمام إلى الفريق. حصلت على تدريبات متقدمة في الإسعافات الأولية وعمليات البحث والإنقاذ مرتين خلال العامين الماضيين، وهذا العام أكملت تدريبات مهنية حول الانهيارات الثلجية. يمتلك فريق التأهب للانهيارات الثلجية أدوات ضرورية لمساعدة الناس في حالات الكوارث الطبيعية، مثل المجارف، والمعدات اللازمة لنقل المرضى، ومكبرات الصوت، وأجهزة الإنارة، والمناشير، والفؤوس، والحبال، إضافةً إلى معدات الحماية بما في ذلك مسباران للانهيارات الثلجية والصناديق والنظارات الواقية".