يستحق البشر، حول العالم، العيش في مساكن آمنة ومُحسّنة تساهم في تحسين نوعية حياتهم، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على البيئة. وفي هذا السياق، كان على الدوام توفير الوصول إلى مساكن آمنة ومرنة أحد المجالات الرئيسية لعمل وكالة الآغا خان للسكن في الهند. ويشمل ذلك توفير إمكانية تطوير الأبنية وبناها التحتية بشكل آمن ومرن ومستدام، فضلاً عن تقديم الخدمات الأساسية والجوهرية، ومتطلبات الموارد وفرص تنمية المجتمع حول أماكن السكن.

في مقاطعة جير سومناث، غوجارات، الهند، شهدت مجموعة من القرى المحيطة بـ"شيترافاد" تحولاً سريعاً. فمع تزايد عدد السكان، ثمة علامات على ضغوط البيئة والبنية التحتية مع زيادة مخاطر الصراع بين الإنسان والحيوان نظراً للقرب من محمية جير. علاوة على ذلك، تقع شيترافاد في منطقة معرّضة للزلازل، وهي تعاني من ضعف إلى حد ما وتواجه هزات خفيفة متكررة بسبب النشاط الزلزالي.

استجابةً لهذه التحديات، قدم برنامج تنمية أماكن السكن في المناطق الريفية، التابع لوكالة الآغا خان للسكن، السكن الآمن للمجتمع، مُوفراً الحصول على المياه والصرف الصحي المأمون، إلى جانب تنمية مهارات عمال البناء وزيادة الوعي البيئي في تلك القرى. بناءً على تلك الجهود، تعاون البرنامج أيضاً مع المجتمع المحلي، بما في ذلك مؤسسات "بانشيات راج" المحلية ومجموعات التركيز، للوصول إلى فهم أفضل وأكثر دقة يتعلق باهتمامات السكان بالخدمات والمرافق الأساسية، فضلاً عن تطلعاتهم للحصول على خيارات سكن أفضل وحاجتهم للحفاظ على البيئة. وقد أدى ذلك إلى وضع خطة شاملة تتناول تدابير التحسين والتطوير وتخفيف ضغوطات البيئة الخاصة بقضايا محددة، وقد أُعدت الخطة من خلال دراسة وبحوث مستفيضة للبيانات والمعلومات المادية والتقنية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية.

وبذلك كفل التخطيط التشاركي مع المجتمع المحلي أن تستخدم خطة "شيترافاد" للسكن الموارد المحلية بشكل فعال لإنشاء وتنفيذ خطط تنمية قصيرة وطويلة الأجل (خمس سنوات) للقرية.

ساهمت هذه الخطة في التقليل من نقاط الضعف المادية بسبب الفيضانات وذلك باستخدام خطط مناسبة تقنياً لزيادة واستعادة نظام الصرف الطبيعي، وتنفيذ أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي، فضلاً عن تحسين البنية التحتية للقرية، وإعادة بناء الهياكل المعرضة للخطر باستخدام تكنولوجيا مقاومة الكوارث. وعلى صعيد الاستدامة البيئية، عُقدت العديد من جلسات التوعية المجتمعية مع أصحاب المصلحة بشأن التكيّف مع تغير المناخ، واعتماد الطاقة المتجددة، وحماية الغطاء الأخضر والغابات واتباع التقنيات المناسبة لإدارة النفايات الصلبة. ورُكبت أنظمة تجميع مياه الأمطار للاستفادة من مياه الفيضانات لإعادة شحن طبقات المياه الجوفية من خلال الآبار. وللمساعدة في التغلب على تحديات التهميش الإجتماعي، شُجعت المجتمعات على إنشاء أماكن لعقد لقاءات اجتماعية شاملة داخل القرية. وتأمل وكالة الآغا خان للسكن في الهند من خلال هذه التدخلات أن تنجح في تحقيق الطموحات التي عبر عنها المجتمع بطريقة مستدامة.