مع ازدياد متوسط العمر، يرتفع معدل الإصابة بالسرطان. يُعد تلوث الهواء والغذاء والمياه، بالإضافة إلى التحول عن الأنماط الغذائية التقليدية الصحية، من العوامل التي تُساهم أيضًا في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في شرق إفريقيا.

تُشكل الوقاية والكشف المبكر عن السرطان، وتوفير المرافق العلاجية المجهزة، والأطقم الطبية المؤهلة، والدعم المالي للمرضى، ركائز أساسية لإنقاذ الأرواح. ومع ذلك، تُواجه الدول ذات الإمكانيات المحدودة، مثل تنزانيا، تحديات جمة في مواكبة أحدث ابتكارات علاج السرطان على مستوى العالم.

يُساهم مشروع تنزانيا الشامل لعلاج السرطان (TCCP) بفعالية في تحسين واقع رعاية مرضى السرطان في البلاد منذ أربعة أعوام. يُسفر هذا المشروع، الذي يُجسّد شراكة استراتيجية بين الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، حكومة تنزانيا، المركز بوغاندو الطبي (BMC)، معهد أوشن رود للسرطان (ORCI)، معهد كوري، وشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، عن نجاحه في تطوير وتحسين خدمات علاج السرطان في أكثر من 100 مركز للرعاية الصحية الأولية في دار السلام وموانزا.

أحرز مشروع تنزانيا الشامل لعلاج السرطان (TCCP) نجاحًا في دعم حملة التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري لأكثر من 5,000 تلميذة، مما يساهم في الوقاية من سرطان عنق الرحم. كما نجح المشروع في توعية قرابة 4.5 مليون شخص حول كيفية اكتشاف أعراض السرطان المبكرة، بالإضافة إلى إجراء 673,000 عملية فحص. بفضل هذه الجهود، تم تحويل ما يقرب من 28% من الحالات للبدء بالعلاج في المراحل الأولى من السرطان مقارنة بنسبة 15% في عام 2020. علاوة على ذلك، تم تدريب أكثر من 450 من العاملين في مجال الصحة المجتمعية و400 من الأطباء والممرضات. كما تم تزويد المستشفيات بمعدات طبية حديثة، بما في ذلك أربعة أجهزة جديدة للعلاج الإشعاعي.

وفي تطور متواصل لهذه الإنجازات، أنشأ مشروع تنزانيا الشامل لعلاج السرطان (TCCP) مركزًا جديدًا للسرطان بمستشفى الآغا خان في دار السلام. سيكون المركز قادرًا على استقبال 100 مريض يوميًا لتلقي العلاج الإشعاعي والكيميائي، بالإضافة إلى تقديم خدمات الفحص والتطعيم. هذا الإنجاز لا يسهم فقط في تقليل فترات الانتظار للعلاج، بل يعمل أيضًا على تخفيف العبء المالي عن كاهل المرضى الذين يواجهون صعوبات في تحمل تكاليف العلاج. ويتميز المركز بتقديمه لعلاجات متقدمة باستخدام أحدث التقنيات، مثل أجهزة التصوير ثلاثية الأبعاد والعلاج الإشعاعي عالي الدقة، مما يعكس التزام المشروع بتوفير أفضل مستويات الرعاية الصحية.

يوضح الدكتور هاريسون تشوا، المدير الطبي للمستشفى: "سيقدم خبراؤنا خدمات تلبي أعلى المعايير العالمية، وتستند إلى أحدث الأبحاث والدراسات". "يتميّز المركز بدمج علم الأمراض التشريحي الذي يكمله علم الأمراض الجزيئي، مما سيسمح لنا بتحديد أنواع السرطان بدقة وتقديم علاجات مُستهدفة والعلاج المناعي. ونحن نعمل على تعزيز البرنامج الجراحي للأورام، في حين يزخر برنامج علاج الأورام بالإشعاع بأحدث التقنيات التي تُعدّ الأولى من نوعها في البلاد".

تم افتتاح مركز رعاية السرطان اليوم من قبل معالي الدكتور دوتو ماشاكا بيتيكو، نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة في جمهورية تنزانيا المتحدة. وقد أعرب عن تقديره نيابة عن رئيس تنزانيا، وأثنى على عمل شبكة الآغا خان للتنمية في البلاد لسنوات عديدة.

وأضاف: "إن قراركم ببناء مركز لعلاج السرطان هو شهادة أخرى على جهودكم، وهذه المساهمة لبلدنا جديرة بالثناء حقًا. نشكركم جزيل الشكر".

من جهتها، تحدثت الأميرة الزهراء آغا خان، رئيسة اللجنة التنفيذية لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية (AKHS)، في حفل الافتتاح.

وأعربت عن امتنانها العميق لجميع الأطراف المعنية قائلة: "اليوم، إنّ رؤية هذا الاستثمار المُذهل في مجال الرعاية الصحية الثالثية في دار السلام يُشكل شهادةً قويةً ليس فقط على التقدم الذي تُحرزه تنزانيا في هذا الميدان، وذلك بفضل الدعم المتواصل الذي تقدمه شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) ومؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية (AKHS) وجامعة الآغا خان (AKU)، ولكن أيضًا يُجسّد هذا الإنجاز رؤية النظام [الصحي لشبكة الآغا خان للتنمية] الذي نعمل به لتوفير رعاية صحية شاملة للملايين على المستوى الأولي، ومواكبةً لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا القطاع، مما يمنحنا فرصة للاستفادة من ذروة التقنيات الصحية".

شاهد بعض أبرز الأحداث في حفل افتتاح مركز علاج السرطان.