في المناظر الطبيعية الخضراء لكابو ديلغادو، حيث تكون الطرق غالبًا غير معبّدة والمرافق الصحية نادرة ومتباعدة، يُعد الوصول إلى رعاية صحية ذات جودة أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الريفية في أقصى شمال موزمبيق.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يوجد سوى طبيب واحد لكل 10,000 مواطن موزمبيقي، مما يزيد من تحديات المسافة والتكلفة التي تواجهها المجتمعات الريفية في موزمبيق عند محاولتها الحصول على الرعاية الصحية.

منذ عام 2017، شهدت كابو ديلغادو أيضًا تمردًا، مما أسفر عن مخاطر صحية جديدة، تاركًا العديد من الأشخاص نازحين ومعرضين للخطر، وخصوصًا النساء والفتيات.

تساهم العيادات الصحية المتنقلة، المجهزة بأخصائيي الرعاية الصحية وأجهزة التشخيص والأدوية الأساسية، في إحداث تحول في مشهد الرعاية الصحية.

غالبًا ما تكون هذه العيادات متنقلة في مركبات معدلة خصيصًا، قادرة على التنقل عبر التضاريس الوعرة، وتسافر بشكل دوري إلى القرى الريفية لضمان حصول الجميع على الرعاية التي يحتاجونها.

تقدم العيادات المتنقلة خدمات الرعاية الأولية، الاستشارات، الرعاية الوقائية، إدارة الأمراض، والإحالات. كما تُعد هذه العيادات أدوات أساسية للتثقيف الصحي وزيادة الوعي.

تعمل أرجنتينا، وهي ممرضة مختصة في الأمومة والطفولة تبلغ من العمر 32 عامًا، في مستشفى ريفي في مونتيبويز، وغالبًا ما ترافق العيادة الصحية المتنقلة في جولات ميدانية.

تركز العيادة الصحية المتنقلة التي تعمل بها أيضًا على الصحة الجنسية والإنجابية، حيث تقدم معلومات مهمة حول قضايا النوع الاجتماعي للمجتمعات، مع إيلاء اهتمام خاص للشباب.

تتمتع هذه العيادة أيضًا بنظام إحالات للتدخلات المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV)، والذي تشرف عليه أرجنتينا. يُعد دعم الناجيات من هذا العنف أحد أكثر جوانب عملها إرضاءً وذات قيمة.

يقول الدكتور إيلونغا، الطبيب الرئيسي في منطقة مونتيبويز: "عدد الإشعارات لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي في تزايد، وهذا يدل على أن المعلومات قد وصلت إلى المجتمع". ويضيف: "أحيانًا يأتي الجار للإبلاغ، وأحيانًا تأتي المرأة نفسها للإبلاغ، وأحيانًا حتى الأقارب يأتون للإبلاغ. لكن في الماضي، لم يحدث ذلك".

من خلال تقديم الرعاية الصحية مباشرة إلى المجتمعات، تسهم العيادات المتنقلة في تقليص الفجوات الصحية بين المناطق الحضرية والريفية، وتعزز التعليم الصحي لبناء نظام صحي أكثر عدلًا واستدامة ومرونة في موزمبيق.

اقرأ المقال الأصلي على موقع مؤسسة الآغا خان.