7 يناير 2021 · 3 الحد الأدنى
بدأت مؤسسة الآغا خان شراكة لمدة ثلاث سنوات مع مؤسسة "ليغو" عبر برنامجها التعليمي الرائد، برنامج المدارس لعام 2030، حيث سيعمل البرنامج من خلال منحة قدمتها مؤسسة "ليغو" بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي على تحقيق هدف مشترك لكلتا المؤسستين: تمكين الأطفال والشباب من المشاركة في التعلم الشامل، الذي يركّز على اللعب والمشاركة، من تطوير معرفتهم ومهاراتهم ومواقفهم، والتي يحتاجون إليها ليصبحوا أعضاء مبدعين وناجحين، ويتسمون بالقوة والمرونة في مجتمع أكثر تعددية وشمولية.
ويهدف برنامج المدارس لعام 2030 عبر هذه الشراكة إلى الوصول لفهم أفضل للعلاقة بين "التعلم من خلال اللعب" و"نتائج التعلم الشاملة"، من خلال إنشاء أدلة وأدوات قياس جديدة رائدة يمكنها المساهمة في تحسين نتائج التعلم الجيدة، ولا سيّما عند الأطفال ممن يعانون من تهميشٍ كبيرٍ.
Schools2030 endeavours to discover “what works” to improve holistic learning outcomes, to catalyse locally rooted education solutions that can inform systems-level educational change.
AKDN / Christopher Wilton-Steer
تأتي الشراكة في لحظة حرجة في تاريخ أنظمة التعليم في العالم نتيجةً للظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19، والتي أجبرت أكثر من 160 دولة على إغلاق المدارس على مستوى البلاد، الأمر الذي أثّر سلباً على أكثر من 1.5 مليار طفل في سن المدرسة، لهذا ثمة حاجة كبيرة لإعادة وضع تصور لمستقبل التعلم يضع في الاعتبار مصلحة المعلمين في الخطوط الأمامية ومدراء المدارس والطلاب أنفسهم.
ووفقاً لـ إيمي جو دود، رئيسة قسم الأدلة في مؤسسة "ليغو"، "ثمة لحظة حاسمة لإصلاح أنظمتنا التعليمية، حيث تقع على عاتقنا مسؤولية بناء مستقبل يمكن لجميع الأطفال فيه تحقيق النجاح والازدهار، فضلاً عن إمكانية مشاركتهم في التجارب التعليمية الهادفة، التي تعزز من المهارات الأكاديمية التقليدية جنباً إلى جنب مع المهارات المعرفية والإبداعية والاجتماعية والعاطفية والجسدية. تهدف هذه الشراكة المثيرة مع مؤسسة الآغا خان وبرنامج المدارس لعام 2030 إلى تعزيز وبناء الأدلة اللازمة لأنظمة التعليم لدمج التعلم من خلال اللعب في ممارساتها وتجهيز أطفال اليوم للتنقل في عالم الغد".
يُعتبر برنامج المدارس لعام 2030 برنامجاً للبحث والعمل التشاركي، وهو يمتد لـ 10 سنوات ويتعاون مع 1000 مدرسة حكومية في 10 دول، بينما يقوم تحالف من تسعة مؤسسين مانحين خيريين بتقديم الدعم للبرنامج، ومن ضمنهم مؤسسة الآغا خان ومؤسسة "ليغو".
يجمع بين هذا التحالف التاريخي مصلحة مشتركة تتمثل في تقديم الدعم للمدارس والمعلمين والمتعلمين لاكتشاف "ما الذي يفيد" لتحسين نتائج التعلم الشاملة، ولتحفيز حلول التعليم ذات الجذور المحلية، والتي من شأنها المساعدة في تقديم معلومات تتعلق بتغيير الأسلوب التعليمي على مستوى الأنظمة.
وبالاعتماد على هذه القيم المشتركة، فإن مؤسسة الآغا خان متحمسة لتفعيل نهج "التعلم من خلال اللعب" الخاص بمؤسسة "ليغو" من خلال برنامج المدارس لعام 2030 على نطاق واسع.
تشير النظرية التي يقوم عليها التعلم من خلال اللعب إلى أن الأطفال الذين يقومون بأنشطة مفيدة ويستمتعون بها، ويتعاونون مع الآخرين، فضلاً عن مشاركتهم النشطة واختبارهم لما يمتلكونه من قوة خلال العملية، من المرجح أن يمتلكوا حافزاً كبيراً، ما ينعكس على إيجاباً على جودة تعليم المزيد من الأطفال ممن كانوا يمارسون التعليم السلبي، الذي يعتمد على أسلوب الحفظ عن ظهر قلب أو القيام بتجارب غير ممتعة.
تسعى هذه الشراكة الجديدة إلى تعزيز وبناء الدليل بين جودة التعلم من خلال اللعب وبين تطور نتائج التعلم الشاملة عند الأطفال الصغار.
تمتلك مؤسسة الآغا خان أكثر من 100 عام من الخبرة في دعم تعليم الأطفال المهمشين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يؤهلها لاختبار هذه النظرية. وقد كلّفت مؤسسة الآغا خان برنامج المدارس لعام 2030 بالتعاون جنباً إلى جنب مع مؤسسة "ليغو"، وهذا يشكل فرصةً مهمةً لتجريب التعلم الجيد من خلال أدوات قياس اللعب عند الأطفال في سن ما قبل المرحلة الابتدائية والابتدائية، إضافةً إلى تعزيز تنمية المهارات الشاملة عبر بلدان البرنامج العشرة، وهي بالتحديد أفغانستان والبرازيل والهند وكينيا وقيرغيزستان وباكستان والبرتغال وطاجيكستان وتنزانيا وأوغندا.
سيتم باستمرار مراقبة الأطفال للاطلاع على مدى استيعابهم لما يتلقونه من تعليم من خلال أدوات اللعب، إلى جانب معرفة ما حققه ذلك من أثر على نتائج تعلمهم ونموهم، فضلاً عن أن البيانات، التي تم جمعها، ستلعب دوراً في دعم الحكومات لتوجيه سياسات التعليم بشكل أفضل. بهذه الطريقة، يسهم البرنامج في جعل المدارس في قلب عملية التغيير على المستوى الاجتماعي، إضافةً إلى إمكانية توسيع نطاق مبادئ التعلم من خلال اللعب والأدوات، التي تم تجريبها خلال هذا البحث، وتهدف بسرعة لتقديم المزيد من الدعم للشباب أكثر من أي وقت مضى من خلال قيام برنامج المدارس لعام 2020 بالتواصل مع الحكومات في المناطق الجغرافية للبرنامج.
إلى ذلك، قال الدكتور برونوين ماغراث، مدير البرنامج العالمي للمدارس لعام 2030 التابع لمؤسسة الآغا خان: "يهدف برنامج المدارس لعام 2030 إلى تمكين المعلمين والمتعلمين من أن يصبحوا وكلاء تغيير نشط، فضلاً عن خلق المزيد من الخبرات التعليمية الشاملة التي تركّز على اللعب والمشاركة، إلى جانب تحسين جودة المحاضرات والمحادثات حول "ما الذي يفيد" لتحسين نتائج التعلم الجيدة بدءاً من القاعدة وصولاً للقمة، بدلاً من الأعلى نحو الأسفل".
أدت الجائحة إلى تفاقم عدم المساواة في التعليم، الأمر الذي يميز العديد من أنظمة التعليم في البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض، والتي غالباً من يكون تأثيرها السلبي كبير على تعلّم الأطفال والشباب، ممن يعانون من تهميش كبير، فضلاً عن أنهم يصبحوا أكثر عرضةً لخطر عدم العودة للمدرسة بمجرد استئناف الدراسة. تبدأ حالياً فرصة إعادة البناء بشكل أفضل، ولهذا السبب تسعى الشراكة بين مؤسسة "ليغو" ومؤسسة الآغا خان من خلال برنامج المدارس لعام 2030 إلى إنشاء أدلة جديدة رائدة وأدوات قياس تعلم شاملة، والتي يمكن أن تحسّن من نتائج التعلم ذات الجودة العالية عند الجميع في العقد المقبل.
اقتُبس هذا النص من مقال نُشر على موقع مؤسسة الآغا خان في المملكة المتحدة.