وانطلاقاً من تطلعات شبكة الآغا خان للتنمية لتصبح رائدةً في اتخاذ التدابير الرامية للتخفيف من نسبة الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تحدّ من عملية التنمية، شدّد الأمير رحيم آغا خان على أن "البيئة والمناخ يعتبران أولويةً إستراتيجيةً أساسيةً بالنسبة لشبكة الآغا خان للتنمية. ورغم أن لوكالات ومؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية تفويضاتها الخاصة بها، إلا أنها تؤدي دوراً حاسماً في المساعدة على حماية البيئة والتخفيف من التغيّرات المناخية. من الأهمية بمكانٍ أن تقوم كل وكالة ومؤسسة تابعة لشبكة الآغا خان للتنمية بقياس نسبة انبعاثات الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري والإبلاغ عنها، لأن هذا يُشكّل خطوةً أولى وضرورية باتجاه التخفيض من تلك الانبعاثات."

ومن خلال قياس نسبة الانبعاثات بمرور الوقت، يمكن لشبكة الآغا خان للتنمية تحديد الأنشطة التي تعتبر "الأكثر تلويثاً"، أو النقاط الساخنة، ومن ثم القيام بالجهود اللازمة لإحداث تأثير على ذلك. يمكن لشبكة الآغا خان للتنمية من خلال قياس نسبة الانبعاثات من تتبع مدى التقدم، وتعديل سير العملية للوصول إلى فرصٍ جديدةٍ.

تقود وكالة الآغا خان للسكن ومؤسسة الآغا خان تدريبات مشتركة عبر شبكة الآغا خان للتنمية لتوفير التدريبات اللازمة لكافة الوكالات على مستوى العالم حول كيفية قياس نسبة انبعاثات الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، والإبلاغ عنها على أرض الواقع. ترتكز العملية على بروتوكول (جدول أعمال) يتعلق بالغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو إطار تصنيف للغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري الأكثر استخداماً على مستوى العالم، وهو يصنف الانبعاثات من خلال ثلاثة نطاقات:

• النطاق 1 - الانبعاثات المباشرة،

• النطاق 2 - الانبعاثات غير المباشرة من الكهرباء والحرارة (التدفئة) اللتين يتم شراءهما،

• النطاق 3 - جميع الانبعاثات غير المباشرة الأخرى، مثل الانبعاثات الناتجة عن إنتاج البضائع والمواد ونقلها والتخلص منها.

تُعدُّ عمليات البناء أكبر مصدر لانبعاث الغازات بالنسبة لوكالة الآغا خان للسكن، فضلاً عن أنها المسؤولة عن 71% من إجمالي الانبعاثات في عام 2019، حيث تم إطلاق 3800 طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2019، ولمعالجة ذلك، لا بدّ من زراعة 63 ألف شجرة والعناية بها لمدة عشر سنوات لتعويض نسبة الانبعاثات من أنشطة البناء تلك، وقد قامت وكالة الآغا خان للسكن بزراعة 55 ألف شتلة من الأشجار في عام 2019، في حين تقوم البرامج التابعة لها بالاهتمام بتلك الأشجار.

ورغم ذلك، من الأهمية العمل على التقليل من نسبة الانبعاثات بشكل عام بدلاً من معالجة ذلك عبر زراعة الأشجار، وهذا يتطلب إعادة التفكير في طرق تصميم المباني وإنشائها وتشغيلها. تضع وكالة الآغا خان للسكن الأبنية الصديقة للبيئة في صُلب عملية التنمية، إضافةً إلى مساهمتها عبر شبكة الآغا خان للتنمية في تعزيز المبادئ المتّبعة في عمليات البناء التي تُصدر القليل من غاز الكربون. وعلى غرار التصميم المستدام لمبنى بنك التمويل الصغير الأول في غيلغيت، تعمل وكالة الآغا خان للسكن على تطوير القدرات في مجال الطاقة الصديقة للبيئة، والمواد المستدامة، فضلاً عن كفاءة الطاقة والمياه. لمساعدة وكالات شبكة الآغا خان للتنمية على التقليل من انبعاثات غاز الكربون الناجمة عن عمليات البناء، وتشغيل المباني القائمة وصيانتها، إضافةً إلى قيام وكالة الآغا خان للسكن بإعداد مجموعة من الإرشادات المتعلقة بالمباني الصديقة للبيئة.

تشمل الممارسات الإضافية الرامية للحد من نسبة الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري مبادرات خاصة بالمكاتب الصديقة للبيئة والتقليل من السفر. تقوم وكالة الآغا خان للسكن ومؤسسة الآغا خان بتوسيع أنشطة التدريب لموظفي شبكة الآغا خان للتنمية، فضلاً عن تهيئة الوكالات للبدء في تتبع نسبة انبعاثات الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري والإبلاغ عنها في وقت لاحق من عام 2020، وتحديد المزيد من فرص العمل. وبمجرد حصول شبكة الآغا خان للتنمية على صورة أفضل حول أسباب ومصادر الانبعاثات، ستكون الشبكة في وضع جيد يُمكّنها من تقديم مساهمة كبيرة ودائمة في التقليل من التغيّرات المناخية.