يخسر الطلاب ملايين الحصص الدراسية بسبب الأمراض المتعلقة بالمياه كل عام، ففي المناطق الجبلية الداخلية في آسيا الوسطى، تشكل منطقة غورنو - باداخشان المتمتعة بالحكم الذاتي والواقعة في منطقة بامير - "سقف العالم" - ما يقرب من نصف مساحة أرض طاجيكستان. ورغم أنها تشكّل لوحة طبيعيةً غايةً بالجمال، إلا أن فصول الشتاء عادة ما تكون طويلة وقاسيةً، وغالباً ما تكون الظروف المحيطة بدائية. وللحصول على المياه النظيفة، يتعين على الناس إما المشي لساعات كل يوم، أو دفع رسوم عالية لمقدمي الخدمات الذين يقومون بتوصيل المياه بواسطة المركبات.

قام مشروع شبكة الآغا خان للتنمية في بامير بدعم من صندوق التعاون الإنمائي في فنلندا، بتحسين الظروف المعيشية للآلاف من سكان بامير، ولا سيّما النساء والأطفال. تشمل شبكات الإمداد بالمياه التي تم إنشاؤها بالتعاون مع المجتمعات والسلطات المحلية أكثر من 18 كم من خطوط أنابيب المياه، و10 آبار تقدم المياه الصالحة للشرب لأكثر من 4300 شخص. إضافة إلى ذلك، تقوم المراحيض الخاصة الجافة التي تعمل بدون مياه، والمغاسل لغسل اليدين التي تم إنشاؤها في 100 منزل بتوفير مرافق للصرف الصحي أكثر أماناً، ونتيجة لذلك تغيّر مفهوم الناس تجاه "المياه الآمنة".

مع زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة والحد من حدوث الأمراض المنقولة عبر المياه، يصبح الأطفال أكثر صحة وأكثر قدرة على الالتحاق بالمدرسة على مدار السنة، فضلاً عن تمتعهم بالقدرة والجاهزية للتعلم.

هذا المقال مقتبس من مقال نشر أصلاً على موقع وزارة الشؤون الخارجية الفنلندية، يمكنكم قراءة النسخة الأصلية هنا.