India · 10 ديسمبر 2018 · 4 دقائق
كرّمت كل من الشركة الرائدة للصلب وصحيفة "تايمز أوف إنديا" برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في الهند ضمن "جوائز الحفاظ على الأرض" لعام 2014، وذلك عن فئة "التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره على المجتمع".
ويأتي التكريم اعترافاً بجهود برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) من خلال مشروع "سكيل"، وهو البرنامج المخصص لمساعدة القرويين في المناطق القبلية في باروتش، سورات، ونرمادا على التكيّف مع التحديات التي يفرضها تغيّر المناخ في المناطق القبلية في ولاية غوجارات. ونوهت الجائزة بجهود برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) في التنمية الإقتصادية، وتعزيز المؤسسات المجتمعية وتنمية الموارد المجتمعية.
يشار أن برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند)، تأسس عام 1984، لم يبدأ مباشرةً بجهود التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، ولكن ذلك نشأ من الحاجة لإدارةٍ أفضل للموارد الطبيعية الشحيحة، ومن ضمنها المياه، الغذاء، العلف، والطاقة، التي تعرضت للتهديد بسبب تغيّر المناخ من ناحية، وبسبب التحديات التي فرضها الإنسان من ناحية أخرى.
وعلى سبيل المثال، أدخل برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند)، إلى المناطق التي تأثرت بالجفاف أو الآفات الزراعية أو الملوحة، محاصيل بديلة أكثر مرونة لمواجهة تلك التغييرات، وقد ساعدت تلك المحاصيل المزارعين على زيادة دخلهم. كما طبق البرنامج في المناطق المالحة تقنيات منخفضة التكلفة لإعادة تغذية المياه الجوفية، ودعم الاعتماد على أجهزة تستخدم المياه بكفاءة. فضلاً عن ذلك قدم برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية المساعدة للمزارعين في زيادة دخولهم عبر تأمين مصادر بديلة للدخل، بما في ذلك إنتاج الأسمدة العضوية، العمل في الحرف اليدوية وفي الأثاث المصنوع من الخيزران، وغيرها من المصادر غير الزراعية التي تساهم في تحسين الدخل.
وقد أجبرت الظروف المناخية في مناطق عمل برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) أيضاً على استكشاف الطاقات البديلة، أولاً عبر مشاريع الغاز الحيوي، ومؤخراً من خلال طواحين الهواء والطاقة الشمسية. وفي سبيل البحث عن حل يساهم في التخفيف من الأعمال الشاقة التي تقوم بها النساء في الريف، اللواتي يقضين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً في جمع الحطب للوقود، إضافةً إلى الحد من تدمير الغابات حيث يتم قطع الأشجار لتأمين حطب للوقود، قام برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) أولاً بتجربة مشاريع الغاز الحيوي في غوجارات. ومنذ ذلك الحين قام البرنامج بإنشاء أكثر من 10 آلاف وحدة للغاز الحيوي المنزلي، التي يرتبط العديد منها بالمراحيض المنزلية. يتمثل الهدف النهائي للبرنامج في تقليل استهلاك الكتلة الحيوية والمصادر غير المتجددة مثل الكيروسين، وفي الوقت نفسه تقليل الأعمال الشاقة والتلوث داخل المنزال الذي يؤثر على صحة المرأة في الريف.
أما في بيهار، حيث لا تتوفر الكهرباء عادةً (رغم وجود خطوط الكهرباء)، عزز برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) برنامج المصابيح التي تعمل على الطاقة الشمسية، وذلك عبر دعم مجموعات المساعدة الذاتية النسائية ورجال الأعمال المحليين.
وفي الوقت نفسه، وضع برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) أولوية الحفاظ على المياه والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في صُلب إستراتيجيته، ففي المناطق الساحلية من ولاية غوجارات حيث تؤثر المياه المالحة سلباً على إمدادات المياه العذبة، ابتكر برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) طرقاً لمعالجة هذه الموارد والإدارة المجتمعية لها. أدت تدابير الحفاظ على التربة والمياه إلى إنشاء العشرات من الشبكات التي تساهم في تغذية المياه الجوفية، فضلاً عن استخدام أجهزة ري متناهية الصغر مثل المرشّات أو الري بالتنقيط، إضافةً إلى العمل على إدارة الموارد المائية الحرجة في أحواض الأنهار، ومن ضمنها إنشاء أكثر من 1300 خزان للري وأجهزة لفحص السدود، وغيرها من تدابير إدارة تجمعات مياه الأمطار. وقام البرنامج أيضاً بزراعة أكثر من 12 مليون شجرة. في ضوء هذه العملية، قام برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية باستصلاح ما يزيد عن 46 ألف هكتار من الأراضي، فضلاً عن قيام البرنامج بإنشاء أو تجديد 4 آلاف من مصادر إمدادات مياه الشرب، و200 من آبار الترشيح (لتغذية المياه الجوفية) وإقامة أكثر من 10 آلاف خزان لتجميع مياه الأمطار على الأسطح. ونتيجة لهذه الجهود، تمكنت أكثر من 70 ألف امرأة من الحصول على مياه صالحة للشرب، ونظراً لنجاح هذه الأساليب، تم تكرارها في أماكن أخرى.
في ظل المزيد من التنافس على الموارد، أدركت "جائزة الحفاظ على الأرض" أهمية أساليب برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) في معالجة أوجه عدم المساواة الإجتماعية، وذلك عبر العمل على دمج الجميع، بغض النظر عن الجنس أو الطائفة أو الأصول "القبلية"، في عملية صنع القرار، وبالتالي تمكين المهمّشين من "التعبير عن رأيهم".
أدت هذه البرامج المتكاملة إلى تحسين نوعية الحياة العامة وزيادة عدد الأشخاص القادرين على البقاء في المناطق الريفية، الأمر الذي أسفر عن تراجع نسبة الهجرة بنحو 70 – 90% لدى المزارعين، وبنسبة 30 – 50% عند العمال الزراعيين داخل المناطق التي يعمل فيها برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند)، وذلك وفقاً لعدة دراسات بحثية أُجريت على مر سنوات في مناطق عمل البرامج القبلية.
وبالنتيجة كانت الجائزة إضافة مُرحب بها لبرنامج حصل على عدد من الجوائز منذ إنشائه من قبل سمو الآغا خان عام 1984. حيث بدأت العمليات الميدانية في ولاية غوجارات عام 1984، وتوسّعت منذ ذلك الحين لتصل إلى ما يزيد عن 700 ألف مستفيد في أكثر من 1700 قرية في ولايات غوجارات، ماديا براديش، وبيهار.
يذكر أن "جوائز الحفاظ على الأرض" تسعى إلى تحديد وتعزيز الإجراءات الواجب القيام بها في العديد من القطاعات، مع الإشارة على نحو خاص إلى ضرورات التخفيف والتكيّف المتعلقة بتغيّر المناخ. جاء ذلك استجابة للوعي المتزايد حول تأثيرات المناخ والحاجة إلى تحديد وتعزيز الإستجابات المتطورة محلياً. ويكمن الهدف من ذلك في التقليل من الانبعاثات، واعتماد نهج لحماية الموارد الطبيعية وتشجيع الابتكارات للحد من الآثار، مع التركيز على الإجراءات البيئية المناسبة.