باكستان · 12 أكتوبر 2021 · 3 دقائق
تتعرض المجتمعات الجبلية في إقليم غيلغيت – بالتستان في باكستان على نحوٍ كبيرٍ لخطر حدوث الكوارث بسبب موقعه الجغرافي ونقص الوصول للخدمات الجيدة. كما تؤثر ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيّرات المناخية بشكلٍ مباشرٍ على هذه المناطق، ما يتسبب بذوبان الأنهار الجليدية وتكوين البحيرات غير المستقرة، الأمر الذي يزيد من تواتر حدوث الكوارث الطبيعية وشدتها. منذ عدة سنوات، أثّرت زيادة حدوث الفيضانات وتدفق الحطام، فضلاً عن حدوث الفيضانات في البحيرات الجليدية (GLOF) والانهيارات الجليدية بشدةٍ على حياة الناس وسبل عيشهم. كما تضررت هذه المجتمعات الضعيفة بشدةٍ نتيجةً لجائحة كورونا العالمية، ما أدى إلى إصابة وقتل العديد من الأشخاص بسبب قلة الوعي ونقص الوصول للخدمات الصحية في الوقت المناسب.
تقوم وكالات شبكة الآغا خان للتنمية، بما في ذلك مؤسسة الآغا خان (AKF) ووكالة الآغا خان للسكن (AKAH) وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بمعالجة هذه القضايا من خلال تنفيذ مشروع يهدف لتحسين التأهب للكوارث والاهتمام بالصحة على المستويين المجتمعي والمؤسساتي في المناطق المعرضة بشدة للكوارث مثل ديامير وأستور وكارمنغ وشيغار في إقليم غيلغيت - بالتستان. تهدف وكالة الآغا خان للسكن من خلال نموذجها المرتكز على المجتمع لإدارة الكوارث إلى تدريب 900 رجل وامرأة في هذه المناطق كمتطوعين في فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ (CERT) ليكونوا على استعداد للعمل كأول المستجيبين في حالات الكوارث والحالات الطارئة الأخرى.
شارك السيد شفا علي من منطقة أستور ما اكتسبه من خبرات في التدريب قائلاً: "يشكّل العمل التطوعي شغفاً بالنسبة لي، ولكن اكتساب العضوية كمتطوع في 'فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ' جعلني أشعر بالأهمية الكبيرة للعمل التطوعي في مساعدة المحتاجين. تتعرض قريتنا 'فيناه' في منطقة أستور للكثير من الكوارث، ومنها الفيضانات. تسهم المعرفة والمهارات التي أمتلكها الآن بصفتي عضواً في 'فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ' في تمكيني من توجيه الأشخاص المتضررين من الكارثة واتخاذ إجراءات فورية لحمايتهم وتقديم الإغاثة عند حدوث أي كارثة في القرية".
An emphasis is put on equal involvement and participation of women in disaster management activities organised by AKAH.
AKDN
تعتبر هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها وكالة الآغا خان للسكن مثل هذه المبادرات للتأهب للكوارث في تلك المناطق. كما يهدف هذا المشروع للاهتمام كثيراً بالمشاركة المتساوية للمرأة، ولا سيّما في أنشطة إدارة الكوارث لتمكين المرأة ومساعدتها في التخلص من نقاط ضعفها.
بدورها عبّرت السيدة فرحات، إحدى المتطوعات التي تدربت حديثاً في "فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ"، عن مشاعرها بالقول: "يُعتبر تشكيل 'فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ' فكرةً جديدةً بالنسبة للرجال والنساء، فقد بلغت نسبة مشاركة النساء 50% في قريتي بولان، والتي تتعرض كثيراً للفيضانات والانهيارات الجليدية وتساقط الصخور. لن تزوّد هذه المبادرة النساء بالمعرفة والمهارات فحسب، بل وستساعد في التقليل من نسبة المعاناة أيضاً. كما أنها ستساعد المتطوعات المدرَّبات في إنقاذ حياة الناس، إضافةً إلى تقديم المساعدة للعائلات التي تحكمها عقول وثقافات متحفّظة في معرفة كيفية التعامل مع النساء ومعاملتهن بشكل أفضل".
بدورها، قالت نادية مريم من منطقة شيغار في بالتستان: "تتفوق النساء في كافة مجالات الحياة هذه الأيام. إن موضوع إدارة الكوارث، وإشراك المرأة يُعتبر أمراً جديداً تماماً بالنسبة لي وللناس في منطقتي. لكنني أعتقد أيضاً أنه ليس مجالاً مليئاً بالتحديات بالنسبة للنساء اللواتي يسكنَّ المناطق الجبلية، فهن قويات، ما يجعلهن مؤهلات لتقديم المساعدة في الحالات الطارئة. أقول هذا لأن تدريب "فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ" قد منحنا الثقة للمضي قدماً لمساعدة الآخرين بصرف النظر عن إثراء معرفتنا".
ناهيك عن دورات التدريب التي يخضع لها "فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ"، ستتعاون وكالة الآغا خان للسكن أيضاً مع هذه المجتمعات لتشكيل 30 لجنة قروية لإدارة مخاطر الكوارث وتطوير 30 خطة لإدارة مخاطر الكوارث في القرى لتمكين المجتمعات من اتخاذ تدابير وقائية لحماية أنفسها وأصولها. وفي خطوةٍ تهدف لدعم هذه الجهود، ستعمل وكالة الآغا خان للسكن على إنشاء مستودعات للإمدادات في الحالات الطارئة في المواقع النائية والأكثر ضعفاً.
ستعمل مؤسسة الآغا خان ووكالة الآغا خان للسكن على المستوى المؤسسي على تعزيز قاعدة الأصول المادية والموظفين في سبعة مستشفيات بمقر "تحصيل" من خلال العمل والتعاون مع العاملين في مجال الصحة ومع أول المستجيبين باستخدام وحدات تدريبية متكاملة تهتم بالتأهب للحالات الطارئة والاستجابة لها وإدارتها، فضلاً عن وضع خطط لكيفية التعامل مع الإصابات الجماعية وتوفير مجموعات المستجيبين الطبيين، إلى جانب إعادة تأهيل مرافق المياه وشبكات الصرف الصحي لضمان عملها بشكلٍ جيدٍ عند حدوث إصابات جماعية. سيستفيد من المشروع بشكل مباشر 74 ألف شخص (نصفهم تقريباً من الإناث)، بما في ذلك المجتمعات المحلية والفئات الضعيفة والعاملين في مجال الصحة، ما يساعد على الاهتمام بالصحة وتحسين التأهب للكوارث والتقليل من نقاط الضعف.
يتم الاحتفال سنوياً باليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث في 13 أكتوبر.