موزمبيق · 12 أغسطس 2020 · 2 دقائق
تُشكل مؤسسات المجتمع المدني، المبنية على الأخلاق والقيم، منظومة حيوية تسعى إلى تحقيق التقدم الشامل وإحداث تغييرات إيجابية في شتى مجالات الحياة، من التعليم والرعاية الصحية إلى الفنون والثقافة. وتُمثل هذه المؤسسات منصة لتسخير طاقات المواطنين الملتزمين بالصالح العام، وتوجيهها نحو إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم.
في موزمبيق، تتنوع أنشطة مؤسسات المجتمع المدني بشكل كبير، بدءًا من الرابطة الموزمبيقية لتنمية الأسرة، وجمعية رجال الأعمال لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وصولًا إلى الشبكة الوطنية لمكافحة المخدرات. وعلى الرغم من هذا التنوع، تتشارك جميع هذه المؤسسات في دافع واحد والتزام مشترك يهدف إلى تحسين نوعية الحياة في المجتمع، إضافةً إلى تصميم مبادرة "جونتوس" لتعزيز تلك الجهود بعدة طرق.
مجموعات المجتمع المدني في موزمبيق: العمل على الأرض.
AKDN / Lucas Cuervo Moura
الهدف الأولي لمبادرة "جونتوس" هو تمكين منظمات المجتمع المدني من تقديم دورات تدريبية فعالة من حيث التكلفة لمعالجة الفجوات المعرفية وتعزيز المهارات. يتحقق ذلك من خلال نهج التعلم المدمج، الذي يمزج بين الوسائط الإلكترونية وعبر الإنترنت مع التدريس التقليدي وجهاً لوجه. هذا النهج يساعد على ضمان استدامة التدريب على المدى الطويل.
تُجسد مبادرة "جونتوس" أجندة المجتمع في مجال التنمية على أرض الواقع. يعمل الشركاء على الأرض على تحقيق رؤية ورسالة وأنشطة المنصة، ويحددون أولويات برامجهم التدريبية وتعزيز مهاراتهم. كما يشاركون في كتابة وتصوير دوراتهم التعليمية المدمجة، والتي تُصمم خصيصًا لتناسب السياقات والثقافات المحلية.
منذ عام 2013، تم إنشاء 20 دورة تعليمية مختلطة محلية في موزمبيق. تهدف هذه الدورات إلى:
تتنوع الدورات لتشمل مواضيع مختلفة، منها:
بعد حوالي ست سنوات من العمل، ظهر تأثير مبادرة "جونتوس" على المجتمع المدني في موزمبيق بوضوح. تتضمن التحسينات الملحوظة في منظمات المجتمع المدني:
حتى الآن، قامت مبادرة "جونتوس" وشركاؤها بتدريب ما يقرب من 19 ألف شخص بشكل مباشر، بينما استفاد 5 ملايين شخص في موزمبيق بشكل غير مباشر من الدعم الفني المقدم.
إضافةً إلى ذلك، لعبت مبادرة "جونتوس" دورًا محوريًا في تغيير ديناميكيات المجتمع المدني في موزمبيق. حيث تحول القطاع بفضل هذه المبادرة من كيان غير فعّال إلى مجتمع يتمتع بالثقة المتبادلة بين منظماته، ويعمل بتعاون وثيق لإحداث تغييرات جوهرية على مختلف الأصعدة.
الآن، يتشارك الأعضاء في جهود مشتركة خارج إطار "جونتوس" للتصدي لأبرز التحديات التي تواجه البلاد، مسلحين بمهارات وموارد جديدة، ومدعومين بشبكة متينة للدعم المستدام.
تم اقتباس هذا النص من مقالة نُشرت على موقع مؤسسة الآغا خان بالمملكة المتحدة.