باكستان · 5 إبريل 2022 · 2 دقائق
تواجه المناطق الجبلية النائية في باكستان، وخاصة شيترال، تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية. يضطر السكان إلى السفر لساعات طويلة بالسيارة أو وسائل النقل الأُخرى للوصول إلى المستشفيات الرئيسية لتلقي الخدمات الأساسية. ورغم الجهود المبذولة من قبل الوكالات الحكومية وغير الحكومية لتوفير وتحسين مرافق الرعاية الصحية، إلا أن صحة الفم لا تزال تشكل تحديًا خاصًا.
تنتشر مشاكل الأسنان وأمراض الفم بشكل واسع في شيترال، مما يُسبب آثارًا سلبية على الصحة العامة. يُؤدّي فقدان الأسنان إلى صعوبة في المضغ وتناول الطعام، مما يُعرّض التغذية للخطر ويُؤثّر على الصحة العامة. كما يُسبّب وجع الأسنان ألمًا مزعجًا يُؤثّر على نوعية الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبكتيريا الناتجة عن أمراض اللثة أن تدخل مجرى الدم وتُسبّب أو تُفاقم أمراضًا أُخرى، بدءًا من الالتهابات وصولًا إلى أمراض القلب.
تُحدّد منظمة الصحة العالمية نسبة طبيب الأسنان إلى عدد السكان بـ 1: 7500 لتحقيق صحة الفم المثالية. لكن في شيترال العليا، لا يتواجد سوى طبيب أسنان واحد لخدمة 200,000 شخص، مما يُؤدّي إلى نقص كبير في رعاية الأسنان، سواءً في مجال الرعاية الأولية أو في مجال جراحة الزرع وبدلات الأسنان، ويُعاني معظم السكان من عدم القدرة على الحصول على هذه الخدمات.
قدّم الدكتور علي حسين خان، المؤسس والمدير العام لعيادة نور للأسنان في كراتشي، مؤخرًا وحدة متنقلة لطب الأسنان، والتي لفتت انتباه مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في باكستان (AKHS,P). تُعدّ الوحدة مجهزة بأحدث تقنيات تصوير الفم وكرسي الأسنان وجهاز الأوتوكلاف لتعقيم المعدات. تتميز الوحدة بإمكانية نقلها من قرية إلى أُخرى، مما يُتيح إجراء تقييمات وإجراءات طبية تلبي احتياجات السكان المحليين.
بدافعٍ من إيمانه بأهمية صحة الفم، تطوّع الدكتور علي خان للمساهمة في تحسينها في منطقة شيترال. وخلال شهر أكتوبر من عام 2021، نظّم مع فريقه وبالتعاون مع موظفي مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية عيادات أسنان متنقلة في شيترال العليا والسفلى، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من نقص في رعاية الأسنان.
على الرغم من الطقس البارد وتساقط الثلوج بغزارة في بعض المناطق، نجح فريق من عيادة نور للأسنان في فحص أكثر من 2000 مريض طلبوا الاستشارة الطبية. وقد شملت الخدمات المقدمة 1,500 إجراء طبي متنوع، شملت علاج قناة الجذر، وتركيب بدلات الأسنان الثابتة والقابلة للإزالة، ووضع الحشوات، فضلاً عن علاج اللثة والتقشير والتلميع، والقلع الجراحي، وغيرها من الإجراءات الطارئة. ولم يقتصر دور الفريق على ذلك، بل ضمّ فني مختبر قدّم بدلات أسنان قابلة للإزالة للمرضى، تمكنهم من مواصلة روتينهم اليومي أثناء انتظارهم لبدلاتهم الدائمة من مختبرات الأسنان في كراتشي.
يشرح الدكتور علي خان في مدرسة الآغا خان الثانوية العليا في كوراغ للطلاب كيف أن نظافة الفم الجيدة تُعتبر عاملاً مهماً في تحسين الصحة بشكل عام.
AKDN
"إنّ صحة الفم في شيترال تُعاني من إهمالٍ كبير، حيث يُلاحظ نقصٌ واضحٌ في الوعي بأمراض الفم وتأثيرها على الصحة العامة والعافية بشكل عام"، هذا ما قاله الدكتور علي خان، مستطردًا: "ثمة الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، بدءًا من تزويد المستشفيات بمرافق طب الأسنان المناسبة، وصولًا إلى توفير أطباء أسنان مؤهلين قادرين على تقديم خدمات طبية عالية الجودة لسكان المنطقة".
شمل المشروع تنظيم فعاليات توعوية شاملة في مختلف قرى المنطقة، حيث تمّ عقد محادثات ونقاشات تفاعلية حول أمراض اللثة والتهابات الفم، مع التأكيد على أهمية الاهتمام بنظافة الفم بشكل منتظم. وتضمن المشروع أيضًا زيارات ميدانية للمدارس، حيث قام الفريق الطبي بإجراء فحوصات مجانية للطلاب، تهدف إلى تشجيعهم على الاهتمام بصحة الفم وتوعيتهم بأهميتها لصحة الجسم بشكل عام.
يهدف المشروع أيضاً إلى تمكين الزائرات الصحيات والممرضات اللواتي شاركن في تنفيذه من خلال تعزيز قدراتهنّ في مجال صحة الفم، ليتمكنّ من الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات السكان الأساسية في هذا المجال. كما يهدف المشروع إلى تسهيل عملية إحالة المرضى الذين بحاجة إلى رعاية متخصصة إلى أطباء الأسنان في المركز الصحي الإقليمي في ماستوج ومركز الآغا خان الطبي في بوني.
يسعى الفريق جاهدًا لجذب المزيد من المتطوعين للمشاركة في تقديم الخدمات في عيادة الأسنان. ويخطط الفريق لتنظيم المزيد من مخيمات التوعية في المناطق النائية داخل شيترال، إضافة إلى ذلك، يطمح الفريق إلى إنشاء وحدة دائمة للعناية بالأسنان.