الهند · 9 نوفمبر 2020 · 3 دقائق
حصل صندوق الآغا خان للثقافة في الهند على جائزة السياحة العالمية المسؤولة لعام 2020 عن فئة "الجيران والموظفين - إشادة عالية" لعمله في منطقة نظام الدين بالعاصمة دلهي. أُثني على صندوق الآغا خان للثقافة لعمله على عدة جبهات، ومن ضمنها حشد العاملين الصحيين لزيارة كافة المنازل بهدف زيادة مستوى الوعي، والمساعدة في إجراء استطلاعات تناولت كافة المنازل، وإنشاء شبكة راديو عبر تطبيق "واتس آب"، فضلاً عن تقديم الإغاثة الطارئة إلى 700 أسرة ضعيفة على مدى أسابيع، وتوزيع الكمامات التي قامت بصناعتها النساء، اللواتي كن يقمن في السابق بصناعة الهدايا التذكارية السياحية، إضافةً لأشياء أخرى.
عندما ربطت الصحافة الهندية حالات الوفاة بفيروس كورونا في أبريل 2020 نتيجةً لتجمع قام به دعاة إسلاميون من جماعة التبليغ في منطقة نظام الدين، دلهي، انتقل صندوق الآغا خان للثقافة للعمل على أرض الواقع، حيث قدّم العديد من برنامج التوعية، وقام بتوزيع الكمامات حتى قبل وصف الحكومة لتلك المنطقة "بالنقطة الساخنة نتيجةً لحالات الإصابة بفيروس كورونا"، فضلاً عن تقديم تدريبات لمجموعة ضمت 50 امرأة على نطاق واسع على مدى خمس سنوات حيث زار العاملون الصحيّون كافة المنازل لتوعية السكان بجائحة كوفيد-19، وقاموا أيضاً بتوزيع الكمامات المصنوعة محلياً من قبل مجموعة النساء للمساعدة الذاتية، والتي كانت تعمل سابقاً في صناعة الهدايا التذكارية السياحية.
أجرى فريق صندوق الآغا خان للثقافة والعاملون الصحيّون استبيان خاص بمنظمة الصحة العالمية حول فيروس كوفيد-19 في كافة المنازل (لتقديمه لحكومة دلهي)، حيث شمل الاستبيان 1862 أسرةً، فضلاً عن استمرار عمليات إرسال الرسائل والمراقبة المستمرة بشكل يومي، إلى جانب توزيع حصص الإعاشة ومستلزمات النظافة النسائية (ما يتعلق بالدورة الشهرية) على 700 أسرة ضعيفة على نحو مستمر.
ورغم مرور ثلاثة أشهر على تفشي الجائحة، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفاة بفيروس كوفيد-19 في منطقة نظام الدين باستي.
ومنذ ذلك الحين، جمع صندوق الآغا خان للثقافة ما يقرب من 100 ألف دولار أمريكي لدعم أنشطة الإغاثة الخاصة بجائحة كوفيد-19 في المجتمع، إضافةً إلى تدريب الشباب على فرص عمل بديلة، وتقديم الإغاثة المستمرة للأسر الضعيفة، واستخدام الوسائط الرقمية للحفاظ على التراث الثقافي، وخلق الوعي البيئي، والحفاظ على الأصول المجتمعية، ودعم التعلم عبر الإنترنت، والاهتمام بالمراحيض المجتمعية وجمع النفايات، إلى جانب الاهتمام بالمرافق المشتركة الأخرى.
تُعد الاستجابة للجائحة جزءاً من مبادرة نظام الدين للتجديد الحضري التابعة لمؤسسة الآغا خان للثقافة، والتي أدت على مدى السنوات العشر الماضية إلى الحفاظ على 60 نصباً تذكارياً، والاهتمام بزراعة 200 هكتار من المساحات الخضراء، فضلاً عن إقامة برنامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت بتقديم الفائدة لـ 20 ألف شخص.
وكهدية للعاصمة دلهي، قرر سمو الآغا خان في عام 1997 ترميم حديقة مقبرة الإمبراطور المغولي همايون المدرجة على موقع التراث العالمي، وبعد الانتهاء من ترميمها، تجاوز عدد زوارها عشرة أضعاف. في عام 2007، عاد صندوق الآغا خان للثقافة إلى مقبرة همايون للعمل في منتزه سَنْدَر نيرْسَري الذي يقع في منطقة حضرة نظام الدين باستي في دلهي لتنفيذ مشروع الحفاظ على المناطق الحضرية، التي تمتد على مساحة 300 فدان في وسط نيودلهي، ويبلغ عدد السكان المحتاجين أكثر من 20 ألف نسمة.
قدم صندوق الآغا خان للثقافة نهجاً "قائماً على الحفاظ على الحرف". وعلى مدار العقد الماضي، قام الحرفيون الرئيسيون بتنفيذ حوالي مليون يوم عملٍ في أكثر من 60 نصباً تذكارياً في المنطقة، ومن ضمنها مقبرة همايون نفسها، حيث قام النحاتون المتخصصون بأعمال الحجارة وعمال البناء وصانعو البلاط المصقول من أبناء المجتمع المحلي، فضلاً عن النجارين والحدادين باستخدام الأدوات والمواد وتقنيات البناء التقليدية لتتناسب مع أعمال البناء الأصلية في هذه الآثار. ومع استعادة عظمة الضريح، انتقل صندوق الآغا خان للثقافة للمساعدة في إنشاء وجهة سياحية مستدامة تعمل على جذب الزوار لعقود.
قام صندوق الآغا خان للثقافة بإنشاء منتزه سَنْدَر نيرْسَري، حديقة جديدة للتراث في دلهي، والذي تبلغ مساحته 90 هكتاراً ويقع بالقرب من مقبرة همايون في نظام الدين. ويحتوي المنتزه على أكثر من 250 نوعاً من الأشجار المحلية، ما يشكّل أول منتزه في دلهي، والذي تجاوز عدد زوّاره 300 ألف زائر، ومعظمهم من مواطني دلهي، الذين اجتذبتهم الآثار المستعادة والنباتات الفريدة، فضلاً عن كون المنتزه ملاذاً للطيور، ومنها 80 نوعاً مقيماً، إضافةً إلى خلق برية ومنطقة تنوع حيوي ومكان جديد رئيسي يستضيف العديد من الفعاليات الثقافية.
لمزيد من المعلومات، انقر هنا.