طاجيكستان · 28 يوليو 2020 · 3 الحد الأدنى
يُعد القسم الشرقي من طاجيكستان مع ما يتمتع به من المناظر الجبلية، وقابليته للتأثر بالمخاطر الطبيعية، موطناً لبعض المجتمعات الأكثر تهميشاً في آسيا الوسطى. إن حاجته للبنية التحتية الحيوية وكذلك للفرص الرامية لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية أمراً ضرورياً ومطلوباً بشدةٍ.
ورغم ذلك، فإن تحديد ماهية هذه البنية التحتية شكّلت نقطة تشاور مستمر بين المجتمعات المحلية والشركاء المنفذين المعنيين. يعتبر الأشخاص المحليون الذين لديهم رأي يتعلق بتطوير هذه المرافق أمراً ضرورياً لضمان تلبية العمل للاحتياجات المحلية، فضلاً عن استدامة المرافق.
في خوروغ، على سبيل المثال، تضمنت المشاريع التي اختارها السكان المحليون كلاً من المرافق التعليمية والترفيهية، إنشاء مدرسة، وملعب رياضي، والعديد من الملاعب، فضلاً عن الاهتمام بالبنية التحتية التي تشكّل أهمية كبيرةً، مثل نظام إمدادات المياه وتدابير تعزيز وتثبيت ضفة النهر.
Communities took an active involvement in the project right from the outset.
AKDN / Subhiya Mamadzamirova
تعمل مؤسسة الآغا خان بالشراكة مع وكالة الآغا خان للسكن وبرنامج دعم تنمية المجتمعات الجبلية وحكومة طاجيكستان، جنباً إلى جنب مع المجتمعات في سلسلة من مشاريع البناء المصممة للمساعدة في تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل لمواجهة الانكماش الاقتصادي والوباء العالمي. وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، يهدف المشروع الذي يستمر لـ 18 شهراً إلى تعزيز السلام والاستقرار في مدينة خوروغ من خلال تحسين البنية التحتية والخدمات العامة، فضلاً عن تعزيز الثقة في السلطات المحلية، وخلق فرص عمل مؤقتة من خلال أعمال البناء. ويتمثل هدفه النهائي في تحسين نوعية الحياة.
من جانبه، قال منزورا بخدفلاتوفا، مدير مشروع وكالة الآغا خان للسكن: "لإضفاء قيمةٍ حقيقيةٍ على المشروع في المجتمعات، علمنا أنه يتوجب على أفراد المجتمع المساهمة في ذلك منذ البداية، ولهذا ما نشهده الآن من خلال إشراف المجتمع على أعمال البناء واهتمامهم بالجودة نابع من شعورهم بملكية هذه المشاريع".
هذا وتتمتع المشاريع بدعمٍ من الحكومة المحلية والإقليمية، وقد قام يودغور فيزوف، حاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم، بزيارةٍ لمواقع البناء مؤخراً، حيث لاحظ أن "هذه المشاريع ستساهم على نحوٍ كبيرٍ في تحسين رفاهية السكان في كافة أرجاء مدينة خوروغ".
يشارك أصحاب المصلحة الرئيسيون بانتظام في المشاريع، ومن ضمن ذلك اختيار الموقع، تصميم المرفق، تقديم الملاحظات البنّاءة، وإجراء المشاورات المستمرة. ورغم مساهمة الوباء في جلب تحديات جديدة للعمل، اختار حوالي 150 من أفراد المجتمع المشاركين في أعمال البناء "الاستمرار بالعمل والوفاء بوعودهم" أثناء اتخاذهم لتدابير احترازية صارمة، لضمان اكتمال هذه المشاريع.
بدوره قال مُيسّر مامادوف، رئيس لجنة "المحلة" المجتمعية في إحدى المناطق التي يتم فيها بناء ملعب: "ركزنا على اختيار شركات البناء المحلية ذات السمعة الجيدة والتي تتمتع بالمهارات لضمان بناء هذه المرافق بجودة عالية، وفي الوقت نفسه، شعرنا أنه من الأهمية تأمين فرص عمل للأشخاص الضعفاء من الناحية الاقتصادية في هذه المنطقة لدعمهم أثناء تفشي الوباء. أود أن أُوجه الشكر لوكالة الآغا خان للسكن على اختيارها إحدى شركات البناء المحلية المؤهلة، وإننا راضون جداً عما يقومون به، إضافةً إلى أن فريق البناء والعمال يتعلمون من بعضهم البعض، وثمة تبادل حقيقي للخبرات والمهارات، وهذا أمرٌ مدهشٌ".
شكّل الدخل الثابت المقدم للعاملين في المشروع، بما في ذلك الشباب الضعفاء، شريان الحياة لهم خلال فترة تفشي الوباء والركود الاقتصادي، حيث قال دوفار سوكبيكوف، أحد العاملين في المشروع: "أُصيب بعضٌ من أفراد عائلتي بفيروس كورونا، ومن خلال ما قدمتُه من مساعدة، تمكنوا من شراء الأدوية في الوقت المناسب لتلقي العلاج. أشعر بالارتياح الشديد للعمل خلال هذه الفترة. إنه بمثابة دعمٍ كبيرٍ خلال الأزمة الاقتصادية، ولا سيّما للفئات الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية، مثل العمال الذين ليس لديهم دخل ثابت".
شعر خوليكنزاروف أُخيرنزار، ممثل الحكومة المحلية، بسعادةٍ خاصةٍ لدى رؤيته الجميع وهم يعملون على إنشاء ملعبٍ جديدٍ ومنشآتٍ رياضيةٍ حديثةٍ، وقال: "سيمكّن الملعب الشباب والأطفال في منطقتنا من قضاء أوقات فراغهم بنشاطٍ وأمانٍ، فضلاً عن توفيره مساحةً تسمح لنا بالاجتماع، ما يمنحنا إحساساً بالتواصل والانتماء الحقيقي."
وحول الطبيعة الحقيقية لإنجاز البرنامج، يضيف منزورا بخدفلاتوفا، مدير مشروع وكالة الآغا خان للسكن: "لا يتمثل الإنجاز بالنسبة لنا في استكمال المشروع فحسب، بل في الشعور بالملكية، وروح المجتمع والمشاركة، وعمليات الإشراف التي رأيناها خلال هذه العملية، فضلاً عن الطريقة التي تعمل بها الحكومة والمجتمع المدني معاً".