كجزء من الجهود المستمرة لاستعادة وتنشيط المناطق المحيطة بضريح همايون، سيبدأ صندوق الآغا خان للثقافة وشركائه عمليات البناء لإنشاء متحف ومركز لاستقبال الزوار في دلهي.

أصبحت الحاجة إلى إقامة متحف ومركز للزوار في موقع التراث العالمي ضرورة في السنوات الأخيرة. يزور مليوني شخص سنوياً مجمع ضريح همايون، ومن ضمنهم أكثر من 500 ألف طفل، إضافةً إلى قيام عدد كبير من الحجاج، من جميع أنحاء العالم ومن العديد من الأديان، بزيارة ضريح حضرة نظام الدين أولياء، أحد الأولياء الأتقياء في القرن الرابع عشر.

وتجاوباً مع الزيادة الهائلة في عدد الزوار، دعا المسح الأثري في الهند إلى إنشاء متحف هناك، وقد اقترح صندوق الآغا خان للثقافة، الذي أجرى أعمال صيانة لأكثر من 50 من المعالم الأثرية في دلهي، ومن ضمنها ترميم ضريح همايون، بناء متحف حديث عند مدخل موقع التراث العالمي. تعهدت وزارة السياحة بمبلغ 49 مليون روبية (8.0 مليون دولار أمريكي) لتغطية تكلفة إنشاء متحف هناك.

ومن ضمن الأهداف التي يسعى لتحقيقها المتحف تقديم فهم أفضل للهندسة المعمارية المغولية وتعزيز التقاليد الحرفية، فضلاً عن تسليط الضوء على تطور منطقة نظام الدين على مدى الألفية الماضية، إضافةً إلى تسليط المزيد من الضوء على التقاليد الثقافية التعددية التي تمتاز بها تلك المنطقة، والتي حددت ثقافة هندوستاني لمدة خمسة قرون على الأقل.

سيستضيف المتحف المُراد إنشاؤه معرضاً دائماً وصالات لإقامة المعارض المؤقتة، وقاعة لعرض الأفلام ومتجر للهدايا التذكارية ومقهى، إضافةً إلى إحياء فعاليات تتسم بالنشاط الدائم لمهن البناء مثل الأعمال الحجرية وأعمال الجبس، وغيرها من الحرف المغولية البارزة.

من المتوقع أن يُشكّل المتحف أيضاً نقطة انطلاق للسياح المهتمين بالقيام بجولة في المعالم البارزة الأخرى في الهند المغولية، بما في ذلك تاج محل، الذي تم استلهام بنائه من ضريح همايون.

يضمن التصميم المتداخل، الذي استوحي من المدينة التقليدية في شمالي الهند، ألا يؤثر على الجمالية البصرية للآثار المجاورة التي تعود للقرن السادس عشر، مثل برج سابز، وضريح عيسى خان، وبرج سندروالا.

لمزيد من المعلومات حول المتحف المُراد إنشاؤه، يرجى الاطلاع على النبذة الخاصة بموقع المتحف القريب من ضريح همايون.

يقوم صندوق الآغا خان للثقافة بأعمال الصيانة في منطقة ضريح همايون منذ حوالي 15 عاماً، وقد بدأ مشاركته مع مشروع تنشيط حديقة ضريح همايون، كهدية إلى الهند قدمها سمو الآغا خان بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد.

ومن خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص تمت بناءً على دعوة من حكومة الهند، توسعت مشاركة صندوق الآغا خان للثقافة في المنطقة. وفي إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تم إنشاء مشروع إحياء حضري أوسع ليشمل مبادرة تجديد حضري في منطقة نظام الدين باستي، فضلاً عن إعادة تطوير سندر نيرسري - مجمع باتاشيوالا إلى منتزه في المدينة تبلغ مساحته 100 فدان، ما يمثل عمليات تنمية مهمة تنعكس على نوعية حياة السكان القاطنين في منطقة حضرة نظام الدين باستي، إضافةً إلى ترميم ضريح همايون، واستعادة الهياكل المرتبطة به.

إن هدف الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما هو الحال مع جميع هذه المشاريع التي يقوم بها صندوق الآغا خان للثقافة، يتمثل في تنشيط المراكز الحضرية التاريخية بطرق يمكن أن تحفز عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. تشمل مشاريع صندوق الآغا خان للثقافة في منطقة نظام الدين، على سبيل المثال، مجموعة واسعة من البرامج، بدءاً من تنمية الطفولة المبكرة إلى التدريب المهني للكبار، ومن شبكات الصرف الصحي إلى إدارة النفايات، وتحسين المساكن وترقية الشوارع، ومن الاهتمام بالمناظر الطبيعية في الحدائق العامة وصولاً إلى إحياء التقاليد الثقافية.

يُذكر أن صندوق الآغا خان للثقافة وخلال كافة نشاطاته يعمل في شراكة مع المسح الأثري في الهند، ومؤسسة بلدية دلهي وإدارة الأشغال العامة المركزية.