إسلام أباد، باكستان، 29 أغسطس 2022 - تستجيب شبكة الآغا خان للتنمية للفيضانات المدمرة التي حدثت في باكستان من خلال إجلاء السكان نحو مناطق أكثر أماناً، وتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
لقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم في باكستان منذ يونيو في أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد. وقد وصفت الوزيرة الفيدرالية للتغير المناخي السناتور شيري رحمن الوضع بأنه كارثة إنسانية ناجمة عن التغيّرات المناخية، مشيرةً أن البلد في حالة طوارئ، وكتبت في تغريدة على صفحتها بتاريخ 28 أغسطس:
"لم تشهد باكستان مسبقاً هبوباً مستمراً للرياح الموسمية كهذه المرة، والتي أدت لحدوث سيول متواصلة استمرت لـ8 أسابيع، ما ترك مساحات شاسعة من البلاد غارقةً في المياه. هذا ليس موسماً عادياً، بل طوفان من جميع الجهات، وقد أثّر سلباً على أكثر من 33 مليون شخص، أي ما يُعادل حجم بلد صغير".
ترافق ارتفاع درجات حرارة سطح البحر مع موجات الحر التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى لمضاعفة متوسط هطول الأمطار لثلاث مرات تقريباً في معظم أنحاء باكستان، والتي تقع في إحدى أسرع المناطق المعرّضة لتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري على وجه الأرض. كما شهدت كراتشي وأجزاء أخرى من البلاد فيضانات شديدة.
هذا وتسببت موجات الحر التي شهدتها المناطق الشمالية بذوبان الأنهار الجليدية، ما زاد من ارتفاع مستويات الأنهار. ورغم أن أبناء هذه المجتمعات الجبلية قد اعتادوا مواجهة مثل هذه المخاطر الطبيعية المتزايدة منذ فترة طويلة، إلا أن التأثير المضاعف لارتفاع درجة حرارة المناخ هذا الصيف هو أمرٌ مثيرٌ للقلق بشكلٍ خاصٍ. تم الإبلاغ عن 160 حادثاً في إقليمي غيلغيت - بالتستان وشيترال منذ يونيو.
عندما تحدث الفيضانات، يشكّل الغرق واحداً من التهديدات العديدة التي تواجه السكان. كما يمثل نقص الغذاء والمأوى مصدر قلق كبير، ناهيك عن الأضرار التي تصيب شبكات المياه والصرف الصحي وما ينجم عنها من انتشار للأمراض. بالإضافة إلى ما يسببه تدمير المنازل والمحاصيل والماشية والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية للنقل في خلق صعوبات طويلة الأجل أمام الملايين من السكان.
تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في باكستان منذ عام 1905، وقد ساعدت في الاستجابة للكوارث على مدار الـ25 عاماً الماضية، فضلاً عن استجابة وكالاتنا وبسرعةٍ كبيرةٍ لتلبية الاحتياجات الصحية والغذائية والمأوى.
تقود وكالة الآغا خان للسكن مبادرات مجتمعية لإدارة الكوارث والاستجابة لها على مدى العقدين الماضيين، إضافةً إلى إنشاء أنظمة الإنذار المبكر ومراقبة الطقس، والاهتمام بإنشاء مخازن مسبقة لمخزونات الطوارئ، إلى جانب تدريب متطوعي "فريق الاستجابة المجتمعية المدرّب على حالات الطوارئ"، وتثقيف المجتمعات، وبناء الجدران الواقية وغير ذلك من تدابير التخفيف الأخرى. كما دربت الوكالة 36 ألف متطوع مجتمعي ليكونوا من أوائل المستجيبين في أكثر من 170 من "فرق الاستجابة المجتمعية المدرّبة على حالات الطوارئ" (CERTs). تعمل تلك الفرق مع المجتمعات قبل بداية موسم الرياح الموسمية استعداداً للأسوأ، وتقدم المساعدة في وضع الخطط المتعلقة بالكوارث، وتنفذ التدريبات وتسهم في زيادة مستوى الوعي عند السكان.
قامت وكالة الآغا خان للسكن عند بداية حدوث الفيضانات بحشد مراكز عمليات الطوارئ بشكل سريع في شيترال وغيلغيت وكراتشي وإسلام أباد، حيث قامت بإجراء تقييم مستمر للوضع، وتقديم تحذيرات حول الطقس، فضلاً عن إطلاع السكان على المستجدات والتعاون مع السلطات، بما في ذلك الجيش. قامت الفرق أيضاً بإجلاء أكثر من 8 آلاف شخص في المناطق الجبلية ووفرت الإمدادات مثل الغذاء والدواء والخيام، إضافةً إلى تنظيم مأوى آمن في المدارس والمباني المجتمعية ومع العائلات المضيفة. كما قامت الفرق بضخ المياه من المباني العامة وإصلاح البنية التحتية. لمعرفة المزيد، انقر هنا.
وفي معرض تعليقه على ذلك، قال نصرت نصاب، الرئيس التنفيذي لوكالة الآغا خان للسكن في باكستان: "كل الأعمال التحضيرية المبكرة تعني أن المجتمعات في الأجزاء الشمالية من البلاد كانت مستعدة بشكل جيد للفيضانات التي حدثت مؤخراً. ومن المرجح في الوقت نفسه أن تصبح مثل هذه الأحداث أكثر تواتراً، لهذا فإننا نعمل بالفعل على استراتيجيات طويلة الأجل من شأنها التخفيف من حدة ومخاطر التغيّرات المناخية".
كما تقوم كيانات أخرى من شبكة الآغا خان للتنمية بالعمل على توفير مقومات الراحة، حيث يقوم موظفو بنك حبيب المحدود (HBL)، أول وأكبر بنك تجاري في باكستان، إلى جانب إحدى الشركات التابعة لصندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية بتوزيع أكياس الحصص التموينية في جميع أنحاء بلوشستان لإطعام 10 آلاف أُسرة.
تقيم جامعة الآغا خان مخيمات لتقديم الرعاية الصحية، إضافةً إلى تسيير وحدات وفرق متنقلة في المناطق المتضررة من أجل تقديم الدعم الطبي، بما في ذلك الأدوية والموارد الأخرى للمرافق العامة.
هذا ومن المتوقع أن تزداد وتيرة وشدة الطقس المتطرف بسبب التغيرات المناخية. لهذا لا يجب أن تساعد جهود إعادة التأهيل أبناء المجتمعات المحلية على التكيّف مع هذه المخاطر المتزايدة فحسب، بل وينبغي أن يستعدوا لمواجهة التغيرات المناخية في المستقبل، ودمج الحلول الصديقة للبيئة، فضلاً عن إقامة المبادرات الرامية لتنويع سبل العيش، والتي تتسم بمقاومتها لظروف المناخ على المدى الطويل، إلى جانب وضع المخططات المراعية للمخاطر.
لمعرفة المزيد عن التزام شبكة الآغا خان للتنمية تجاه البيئة، انقر هنا.
يمكن أن تساعد التبرعات المقدمة لمؤسسة "فوكاس للمساعدات الإنسانية" في دعم استمرارية هذه الأعمال وإحداث فرقٍ كبيرٍ، ويمكنكم التبرع عبر الإنترنت أو الاتصال بالمكاتب التالية:
في كندا:
مؤسسة فوكاس للمساعدات الإنسانية في كندا | تبرّع عبر الإنترنت
في المملكة المتحدة وأوروبا:
مؤسسة فوكاس للمساعدات الإنسانية في أوروبا | تبرّع عبر الإنترنت
في الولايات المتحدة الأمريكية:
مؤسسة فوكاس للمساعدات الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية | تبرّع عبر الإنترنت
وبالنسبة للبلدان الأخرى، يرجى التبرّع من خلال أحد المكاتب المذكورة أعلاه، أو للاطلاع على الخيارات الأُخرى للتبرّع الدولي، يمكنكم الاتصال بنا على: AKDN