كاشكايش، البرتغال، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 – شارك الأمير رحيم آغا خان في المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات التابع الأمم المتحدة (UNAOC) اليوم إلى جانب رؤساء دول وحكومات وقيادات دينية وممثلي المجتمع المدني.
يهدف المنتدى، الذي تستضيفه مدينة كاشكايش في البرتغال، إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، ترسيخ التفاهم المتبادل، وبناء جسور تسهم في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالسلام والأمن. كما يسعى الحدث إلى المساهمة في منع نشوب النزاعات وتعزيز التعايش السلمي، مما يدعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة بشكل فعال.
خلال كلمته في حفل الافتتاح، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: "إن التنوع، بدلًا من أن يكون تهديدًا، هو في الحقيقة مصدر ثرائنا وقوتنا الأعظم. في عالم يشهد تصاعدًا في الكراهية وعدم التسامح، يجب علينا أن نعمل جاهدين على حماية هذا التنوع والاستثمار فيه. فالتنوع الثقافي، عندما يتم استغلاله بشكل صحيح، يكون محركًا قويًا للإبداع والابتكار".
واختتم حديثه قائلًا: "لنتكاتف معًا، مدفوعين بإيماننا المشترك بالإنسانية. نحن نعيش على كوكب واحد، ونشكل أسرة إنسانية واحدة، تتميز بتنوعها وتساوي جميع أفرادها في الكرامة والحقوق، ومتحدة في تضامنها".
شهدت مراسم الافتتاح أيضًا كلمات ألقاها عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم مارسيلو ريبيلو دي سوزا، رئيس البرتغال؛ وجلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا؛ وهاكان فيدان، وزير خارجية تركيا. ركزت كلماتهم على موضوع المنتدى: "متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل".
قال الملك فيليبي السادس: "في هذا العصر، وفي القرن الحادي والعشرين تحديدًا، تعد الدبلوماسية أداة سلمية تهدف إلى تعزيز التفاهم، وهي الآن أكثر أهمية وإلحاحًا من أي وقت مضى".
يُعقد هذا الحدث، الذي يتزامن مع الذكرى العشرين لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، في وقت تتصاعد فيه التوترات والمخاوف والظلم على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية. ويُعد المنتدى العالمي منصة للتصدي لهذه القضايا من خلال تعزيز العدالة والتعاون والمساهمة في معالجتها داخل المجتمعات وعلى الصعيد العالمي.
من جهته، قال السيد فيدان: "يُعد التحالف منتدى حاسمًا لإظهار أن العديد من الدول تشترك في نفس الرؤية والشجاعة لتغيير النظام الدولي الحالي نحو نظام أفضل".
تم تخصيص جلسة خاصة لإحياء ذكرى السيد خورخي سامبايو، الرئيس الأسبق لجمهورية البرتغال (1996-2006) وأول ممثل سامٍ لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة (2007-2013). خلال فترة قيادته، لعب دورًا محوريًا في تحويل التحالف إلى أداة تعزز السلام والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان. كما كان له دور بارز في تشجيع مشاركة الشباب في أنشطة المنظمة، معترفًا بدورهم في نشر التسامح والشمولية.
وفي تأملاته، قال الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا: "نحن نذكره كصديق مبدع، لكن الأهم من ذلك، كمحارب عظيم من أجل السلام والأخوة والحرية وكرامة الإنسان. كان اسمه خورخي سامبايو، وسنتذكره إلى الأبد".
بوصفه رئيسًا للبرتغال، كان السيد سامبايو صديقًا مخلصًا للمجتمع الإسماعيلي. فقد وضع حجر الأساس للمركز الإسماعيلي في لشبونة عام 1996، وافتتح المبنى في 1998 بحضور صاحب السمو الآغا خان. ولا تزال رؤية الرئيس الراحل واهتمامه العميق بالدبلوماسية تلهم أعمال الأفراد والمنظمات مثل تحالف الأمم المتحدة للحضارات حتى اليوم.
وفي ختام اليوم، قدم كبار موسيقيي برنامج الآغا خان للموسيقى عرضًا فنيًا للمندوبين كجزء من "اللحظة الثقافية" في المنتدى العالمي. تم خلال العرض تقديم مؤلفات جديدة تحتفي بالتقاليد الموسيقية الشرقية والغربية. شارك في هذا العرض الفنانون وو مان (بيبا)، باسل رجوب (ساكسفون)، فراس شارستان (قانون)، وأندريا بيشوني (الدف)، وانضم إليهم ضيوف مميزون من البرتغال، آنا فيريرا (غناء) وميغيل أمارال (غيتار برتغالي).
قبل الافتتاح الرسمي، استضاف ديوان الإمامة الإسماعيلية في لشبونة حفل عشاء لعدد من الضيوف الدوليين المدعوين للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة. تضمن الحدث توقيع مذكرة تفاهم بين الإمامة الإسماعيلية وتحالف الحضارات، بهدف تعزيز السلام والاستقرار ودعم المجتمع المدني في المناطق ذات الاهتمام المشترك.