آسيا الوسطى، 15 يونيو 2024 - احتفلت كلية الآداب والعلوم بجامعة آسيا الوسطى (UCA) بتخريج الدفعة الرابعة من طلابها، وذلك في حفلٍ متزامن، أُقيمَ في كل من حرم الجامعة بمدينة خوروغ في طاجيكستان ومدينة نارين في قيرغيزستان. وشهد الحفل حضورَ ما يزيد عن 450 ضيفًا، من بينهم أولياء الأمور وأصدقاء الخريجين البالغ عددهم 53، بما في ذلك أفراد من المجتمع المحلي، وأعضاء مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى، وموظفي الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة. اجتمع الحضور لتهنئة الخريجين المتميزين الذين حازوا على درجات علمية في تخصصات علم الحاسوب والإعلام والاتصالات وعلوم الأرض والبيئة والاقتصاد العالمي.
تميز الحفل بتنوع فعالياته، حيث شمل تكريم الخريجين بمنحهم الشهادات، وتقديم كلمات من شخصيات بارزة. من بين المتحدثين، الأميرة الزهراء آغا خان، عضو مجلس الأمناء بجامعة آسيا الوسطى (افتراضيا)، وعدد من الضيوف البارزين من نارين وخوروغ، السيدة دوغدوركول كينديرباييفا، وزيرة التعليم والعلوم بجمهورية قيرغيزستان، والسيد سفرزودا ديلشود غاني، نائب وزير التعليم والعلوم بجمهورية طاجيكستان. كما ألقى كلمة بهذه المناسبة كل من الدكتور شمش قاسم لاكا، رئيس مجلس الأمناء، السيد علي فيلشي، كبير المراسلين بقناة "إم إس إن بي سي" (المتحدث الرئيسي)، الآنسة كيزيبيك زانبيكوفا، الطالبة المتفوقة، والبروفيسور كريستوفر جيري، القائم بأعمال رئيس جامعة آسيا الوسطى.
في كلمتها، عبّرت الأميرة الزهراء عن تهانيها الحارة للخريجين، ونقلت لهم مشاعر الفخر والسرور التي يكنّها صاحب السمو الآغا خان، مستشار الجامعة بإنجازاتهم. ووجهت الأميرة الزهراء الشكر العميق لأعضاء هيئة التدريس والموظفين وأولياء الأمور على دعمهم الثابت لجامعة آسيا الوسطى، مشيدة بجهود المانحين والمتطوعين والشركاء من مختلف أنحاء العالم. وأعربت عن امتنانها البالغ للدول المؤسسة - كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان - لتوفيرها "البيئة الداعمة التي مكّنت الجامعة في مسيرة التطور والازدهار".
وأضافت الأميرة الزهراء: "إن قناعتي تستند إلى الرؤية الثاقبة والرسالة التأسيسية التي وضعها مستشار جامعة أسيا الوسطى". وتابعت: "تتميز الجامعة بنهجها المتعدد التخصصات، وأسلوبها العملي في التعليم، وتركيزها على البحث العلمي والابتكار، وإخلاصها في خدمة المجتمعات. وهكذا، تضمن الجامعة أن يكون لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين دور فعّال في بناء مجتمع المعرفة العالمي، وتعزيزه ليكون مجتمعًا أكثر حيوية وشمولًا". وحثت الأميرة الزهراء الخريجين على مواصلة رحلة التعلم مدى الحياة والحفاظ على تواصل دائم بجامعة آسيا الوسطى.
من جهتها، أعربت الوزيرة كينديرباييفا عن بالغ الامتنان لصاحب السمو الآغا خان، مؤسس جامعة آسيا الوسطى، لإنشائه هذا الصرح التعليمي الرائد الذي يوفر تعليمًا عالي الجودة. ووجهت رسالة تحفيزية للخريجين قائلة: "اسعوا للتحليق في سماء الطموح، واستكشفوا آفاقًا جديدة، ثم عودوا لتسهموا في رقي بلدكم، لا تغفلوا عن وطنكم الذي ينتظر عطاءكم"، مؤكدة على الدور الهام الذي ينتظرهم في مجالات حيوية كالحفاظ على الموارد المائية، مكافحة الفقر، والعمل من أجل حماية البيئة. وحثت الوزيرة الخريجين على أن يكونوا مفكرين نقديين، يسعون لتحقيق السلام والاستقرار على المستوى العالمي.
وقد عبّر نائب الوزير غاني عن فخره العميق بكون حكومة جمهورية طاجيكستان أحد مؤسسي جامعة آسيا الوسطى، وبكون فخامة الرئيس إمام علي رحمون أحد رعاة هذه الجامعة المرموقة. كما أبدى سعادته الغامرة بالتعاون الوثيق والمستمر متعدد الأوجه بين وزارة التعليم والعلوم في طاجيكستان وجامعة آسيا الوسطى، ممّا أدى إلى تحسين فرص حصول الجميع على تعليم نوعي في جميع أنحاء البلاد. وعبّر عن ثقته الراسخة بأنّ جامعة آسيا الوسطى ستواصل مسيرتها المتميزة في التعاون الوثيق مع الوزارة.
وتطرق نائب الوزير إلى تصريحات فخامة الرئيس رحمون خلال حفل افتتاح حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ عام 2018، حيث أكّد على أنّ هذه الجامعة: "لن تُفيد بلدنا فحسب، بل ستعمل على توسيع آفاق التعاون المتعدد الأطراف بين دول المنطقة في مجال التعليم".
من جهته، أكد الدكتور شمش قاسم لاكا، رئيس مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى (UCA)، على دور الجامعة المحوري في "صنع القيادات المُلهمة والأخلاقية التي تقود التغيير الإيجابي". واستشهد بتجربته الشخصية ليُلخص أساسيات القيادة الفعّالة في أربعة عناصر جوهرية: الإطار الأخلاقي الراسخ، تمكين الآخرين، النقد الذاتي والقدرة على التكيف.
في كلمته الرئيسية، أشاد السيد علي فيلشي، كبير المراسلين في قناة إم إس إن بي سي، بطلبة جامعة آسيا الوسطى، ووصفهم بأنهم "أذكياء، فضوليين ومجتهدين". كما حث الخريجين على أن يجعلوا خدمة الآخرين مهمتهم الأساسية، قائلًا: "اختاروا أن تُحدثوا فارقًا إيجابيًا في حياة من حولكم، وبذلك تساهمون في جعل العالم مكانًا أفضل. ابدأوا بأعمال صغيرة. ومع كل نجاح صغير، ستزدادون قوةً وتتسع قدرتكم على مواجهة التحديات الأكبر".
في كلمتها، أعربت الطالبة المتفوقة كيزيبيك زانبيكوفا، عن امتنانها لجامعة آسيا الوسطى قائلة: "علمتنا الجامعة أن نكون يقظين ومتبصرين، وأن نتطلع دائمًا إلى ما هو أبعد من التحديات، وأن نحول التحديات إلى فرص، والأكثر أهمية، أن نسهم بفعالية". يُذكر أن الآنسة زانبيكوفا كُرّمت سابقَا من قبل رئيس جمهورية قيرغيزستان بجائزة التميز الأكاديمي.
خلال حفل التخرج، أكد المتحدثون على المبادرات الحالية والمستقبلية التي تبذلها جامعة آسيا الوسطى (UCA) وشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، بهدف تطوير مدينتي خوروغ ونارين لتصبحا مركزين جامعيين متطورين، قادرين على النمو والازدهار في العصر الحديث لمجتمع المعرفة.
شهد حفل التخرج احتفاءً بإنجازات جامعة آسيا الوسطى (UCA) المتميزة في تنمية رأس المال البشري، ليس فقط في الدول المؤسسة الثلاث (قيرغيزستان، طاجيكستان، كازاخستان) بل أيضًا على مستوى منطقة آسيا الوسطى بأكملها. ويُمثّل خريجو الجامعة قصة نجاح ملهمة، حيث سيواصل العديد منهم رحلتهم التعليمية في جامعات مرموقة مثل براون ودوك وميشيغان، وذلك بفضل حصول بعضهم على منح دراسية كاملة. أما من اختاروا الانخراط في سوق العمل، فسوف يُساهمون بفعالية في تقدم بلدانهم من خلال تطبيق معارفهم ومهاراتهم في مجالات حيوية مثل الاقتصاد والبيئة والتكنولوجيا، مُساهمين في تحقيق الازدهار والاستدامة على المدى الطويل.
تُجسّد جامعة آسيا الوسطى التزامها الراسخ بمعايير الجودة العالية من خلال شراكاتها الأكاديمية مع جامعات دولية مرموقة، مثل جامعة كامبريدج وجامعة تورنتو وجامعة سايمون فريزر في فانكوفر وجامعة التكنولوجيا في سيدني. تقبل جامعة آسيا الوسطى الطلاب بناءً على التفوق الأكاديمي وإمكانية أن يصبحوا قادة المستقبل، دون النظر إلى وضعهم المادي.