خوروغ، طاجيكستان، 10 ديسمبر 2021 – قامت أمانة "شراكة الجبال" بترشيح ديلشودبيجيم خُسرافوفا، إحدى متطوعات فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ التابع لوكالة الآغا خان للسكن(AKAH) في إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم في طاجيكستان(GBAO)، كأول سفيرة للنوايا الحسنة للشباب وذلك خلال فعاليةٍ افتراضيةٍ عالمية نظمتها منظمة الأغذية والزراعة احتفالاً باليوم الدولي للجبال.
تعيش السيدة خُسرافوفا في جبال بامير وتبلغ من العمر 21 عاماً، وقد كانت إحدى أبطال المجتمعات الجبلية منذ أن كانت فتاة صغيرة. تتولى خُسرافوفا إدارة فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ في المجتمع المحلي، إضافةً لإشرافها على عمل كافة المتطوعين في إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم. وهي متحمسة للعمل من أجل حماية المناطق الجبلية والحياة فيها، فضلاً عن تشجيعها النساء على التعبير عن آرائهن وتولي مسؤولية القيادة. تحدثنا إلى السيدة خُسرافوفا لنتعرف على طبيعة عملها بوصفها السفيرة الجديدة للنوايا الحسنة وما هي رسالتها للشباب الآخرين.
ماذا تعني لكِ الجبال، ولماذا من الأهمية حمايتها؟
وُلدتُ ونشأتُ في مسقط رأسي في خوروغ المحاطة بجبال بامير، والتي تتميّز بهوائها النقي وبثمارها الطيبة وبطبيعتها الفريدة من نوعها. ورغم أن الجبال العالية تتمتع بطبيعة جميلة وفريدة، إلا أن الظروف المناخية القاسية التي تواجهها المنطقة حالياً تشكل تهديداً لسكان بامير، وهذا من شأنه زيادة شدة المخاطر الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان. بالإضافة إلى أن طرق الاتصال مع القرى الأخرى تنقطع في كثير من الأحيان لفترات طويلة بعد حدوث الكوارث، ما يجبر سكان تلك القرى بضرورة الاعتماد على أنفسهم وعلى المجتمعات المجاورة. وهذا هو السبب في أنه يتوجب علينا منح المزيد من الاهتمام للطبيعة الأم وللجبال.
يمكننا كمتطوعين المساهمة في تحسين قدرة مجتمعنا على التعامل بشكل أفضل مع آثار الكوارث وحالات الطوارئ الأخرى. وهنا لا يسعنا إلى أن نوجّه الشكر لوكالة الآغا خان للسكن وللحكومة على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة لتدريبنا وتزويدنا بالموارد والمواد الضرورية.
ما الذي دفعك لتكوني متطوعة؟
عندما كنت تلميذة، لاحظتُ مجموعة من الأشخاص يرتدون لباس فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ (CERT) ويقدّمون المساعدة لأفراد المجتمع في أعمال التنظيف وما إلى ذلك. لكن لم تكن هناك أي فتاة ضمن المجموعة، لهذا أردت أن أكون شجاعة مثل الرجال، فانضممت للفريق وأصبحت في النهاية قائدةً لإحدى للفرق، ثم قائدةً على مستوى المنطقة، وبعدها قائدة لفريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ بأكمله.
يجب أن يعمّ التوازن بين الجنسين في كافة المجالات، وهذا هو سبب انضمامي لفريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ. لكنني أشعر بالحزن كثيراً عندما أُلاحظ كيف أن النساء لا زلن يكافحن من أجل الدفاع عن حقوقهن الأساسية، ليس في جميع أنحاء العالم فحسب، بل في بعض البلدان المجاورة أيضاً. لهذا أحاول الحفاظ على المساواة بين الجنسين، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على التوازن بين الجنسين في الفرق هنا أيضاً.
ماذا تفعلين كمتطوعة في فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ؟
إلى جانب كوننا متطوعون، لدينا حياتنا الخاصة التي نقضيها في الدراسة والعمل والخروج مع أصدقائنا. ولكن عند وقوع أي حادثة طارئة، يمكننا بسرعة حشد أعضاء الفريق وتقديم الإسعافات الأولية قبل وصول الأخصائيين الأساسيين. بالإضافة لذلك، نتلقى بوصفنا أعضاء فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ دورة تدريبية احترافية لمدة يومين تجريها وكالة الآغا خان للسكن سنوياً لتحسين معرفتنا وقدراتنا.
ترشح أمانة "شراكة الجبال" شخصيات تُعرف بمناصرتها لقضية التنمية المستدامة في الجبال. ماذا يعني لكِ أن يتم تسميتك كأول سفيرة للنوايا الحسنة للشباب؟
لم أكن أعرف ماذا يعني ذلك، لكن عندما بدأ الناس بتهنئتي، قدّرتُ بأنه شيء مهم وجدّي للغاية، لذلك بحثت عن طبيعة المهمة في موقع "غوغل" لزيادة معرفتي. وقد اتضح لي أن هذا المنصب يُرشَّح له فقط النجوم والأشخاص الفاعلين الكبار، الأمر الذي يشكّل مسؤولية كبيرة بالنسبة لي. إنني فخورة جداً بأن المجتمع العالمي يلاحظنا نحن المتطوعون ويمنحنا التقدير. لم أكن لأحقق هذا الترشيح لولا وجود المتطوعين الـ5 آلاف الآخرين. لهذا، فإننا نستحق جميعاً ذلك، ويمكن لكافة أفراد فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ أن يقولوا إنهم سفراء النوايا الحسنة.
ما هي رسالتكِ للشابات والفتيات الأخريات؟
تعتقد الكثير من الفتيات أن التطوّع ليس من اختصاصهن، كما أنهن يخشين التعبير عن آرائهن. لكن فريق الاستجابة المجتمعي المدرّب على حالات الطوارئ يشكّل تلك المنصة، والتي من خلالها يمكننا التعبير عن آرائنا بشكل علني. لذا لا تخافن أيتها الفتيات، استعدين وانطلقن لإجراء التغييرات!
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
تروشنا تورتش على: [email protected]