لشبونة، البرتغال، 20 يوليو 2017- قلّد رئيس البرتغال، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، اليوم، صاحب السمو الآغا خان وسام الصليب الأكبر من مرتبة الحرية (Grand Cross of theOrder of Liberty)، وهو أحد أرفع الأوسمة الشرفية في البرتغال، وذلك تقديرًا لما قدمه من خدمات في تحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم. أُقيم حفل التقليد في قصر بيليم في العاصمة لشبونة.
استجابًة لدعوة من جامعة نوفا في البرتغال، زار صاحب السمو الآغا خان لشبونة لنيل درجة الدكتوراه الفخرية تقديرًا لالتزامه طويل الأمد بتحسين نوعية حياة بعض السكان المعرضين للخطر في العالم، ومساعيه الدؤوبة لتعزيز احترام التسامح والتعددية.
وتُعدّ هذه الزيارة أول حدث عام رسمي لسموّه منذ إطلاق فعّاليات الاحتفال باليوبيل الماسي، الذي يصادف مرور 60 عامًا على توليه منصب الإمام (الزعيم الروحي) لمجتمع المسلمين الشيعية الإسماعيليين.
خلال فعّاليات الاحتفال، أكّد صاحب السمو الآغا خان في ملاحظاته على أهمية التعليم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في العالم. كما أثنى على البرتغال لالتزامها بمبادئ التعددية، ودعا الناس في كل مكان إلى التعاون والشراكة لتعزيز المجتمع المدني وتحقيق التنمية على مستوى العالم.
في كلمته الترحيبية التي اتّسمت بالثناء والتقدير، ألقى عميد كلية نوفا لإدارة الأعمال، البروفيسور دانييل تراشا، كلمًة عن الشراكة القوية بين الإمامة الإسماعيلية والجامعة. حيث قال: "إنّ التزام الإمامة بالتعليم العالي، والتزام جامعة نوفا الثابت بالتنوع والانفتاح والتسامح، شكّلا أساسًا متينًا لهذه الشراكة المثمرة". وأضاف تراشا أنّ هذه الشراكة جعلت من لشبونة مركزًا هامًّا (مقرًا) للإمامة الإسماعيلية والمجتمع الإسماعيلي، ومركزًا أيضًا لجميع من يسعون حول العالم من أجل تحقيق نهضة جديدة، وأنّ هذه الشراكة تتّخذ موقفًا إيجابيًا يسعى للبحث عن حلول للمشاكل العالمية.
في حفل تقديم درجة الدكتوراه الفخرية لصاحب السمو الآغا خان، أشاد أنطونيو رينداس، رئيس جامعة نوفا، بجهود سموّه في إنشاء جامعة الآغا خان وجامعة آسيا الوسطى. ووصف رينداس هاتين المؤسستين، اللتين تتبعان لشبكة الآغا خان للتنمية، بأنّهما "من بين أكثر شبكات التنمية المعاصرة شموليًة في العالم".
وتابع رينداس: "بوصفه مؤسسًا ورئيسًا لشبكة الآغا خان للتنمية، فإن صاحب السمو الآغا خان يعتبر حقًا مركزًا لسلسلة تضامن إنسانية عابرة للقارات، تسعى لتحقيق التقدم والابتكار للبشرية جمعاء دون تمييز على أساس الجنس أو الأصل أو الدين".
وأكد رينداس على أهمية الشراكات في تعزيز التقدم في مجال العلم والتعليم لصالح المجتمع ككل. وقال: "نشعر بتواضع كبير لأننا نعلم أنّ الطريق لتحقيق هذه الأهداف طويلة، فالأخلاق والتعددية والسلام أشبه بالأشجار التي تحتاج إلى ريٍّ دائم. إنّ الإلهام الذي نستمده من سموّه يُعدّ بمثابة أحد المنارات التي ستساعدنا على المضي قُدمًا في طريقنا".
واختتم رينداس كلمته قائلًا: "آمل أن تنظروا إلى لشبونة، ولا سيّما جامعة نوفا، كشريك لكم في جعل العالم مكانًا مفعمًا بالمعرفة والثقافة والتنمية الاجتماعية، وقبل كل شيء، السلام للرجال والنساء من ذوي النوايا الحسنة".
من جانبه، عبّر صاحب السمّو الآغا خان عن امتنانه العميق لنيل درجة الدكتوراه الفخرية، وقال في كلمته: "أشعر دائمًا بأنني في وطني عندما أكون في البرتغال، وقد ازداد هذا الشعور بشكل كبير منذ توقيع الاتفاقية التاريخية بين الإمامة الإسماعيلية والجمهورية البرتغالية عام 2015، والتي نصّت على إنشاء مقر للإمامة الإسماعيلية في هذا البلد. يُعدّ هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ الإمامة الإسماعيلية الممتد على مدار 1400 عام، ويمثل ذروةً للعلاقة الطويلة والعميقة بين الإمامة والبرتغال، والتي ستزداد قوةً ومتانةً مع مرور الوقت.
وأشار صاحب السمو الآغا خان إلى الدور التاريخي للجامعات كمؤسسات هامة في مجال المجتمع المدني، مستشهدًا بمثالين عن جامعتين تتبعان لشبكة الآغا خان للتنمية: جامعة الآغا خان وجامعة آسيا الوسطى. واعتبر سموه هاتين الجامعتين نموذجين معاصرين للتعبير عن التقليد الطويل لدعم التعليم بين المجتمعات الإسلامية والجماعات الإسماعيلية.
تم منح درجة الدكتوراه الفخرية لصاحب السمّو الآغا خان بحضور فخامة رئيس الجمهورية، وعدد من المسؤولين الحكوميين، إضافةً إلى شخصيات بارزة من مقر الإمامة الإسماعيلية وقادة المجتمع الإسماعيلي.
Top of Form
يحتفل صاحب السمّو الآغا خان بيوبيله الماسي، الذي يصادف مرور 60 عامًا على توليه منصب الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين. تولى سموه الإمامة في 11 يوليو 1957 عن عمر يناهز 20 عامًا، خلفًا لجده الراحل السير سلطان محمد شاه آغا خان.
خلال مسيرته المميزة، حظي سمّوه بالعديد من الشهادات الفخرية والجوائز تقديرًا لأعماله الإنسانية والتنموية، ومن ضمنها البرتغال. ومن أهم هذه الجوائز: وسام الصليب الأكبر من مرتبة الأمير هنري الكبير من البرتغال، وسام الاستحقاق من رتبة الصليب الأكبر من البرتغال، وسام المسيح للعسكريين من رتبة الصليب الأكبر، درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة إيفورا عام 2006، عضوية أكاديمية لشبونة للعلوم عام 2009.
تُمارس مؤسسات الإمامة الإسماعيلية أنشطتها في البرتغال منذ عام 1983، عندما افتتحت مؤسسة الآغا خان مكتبًا لها في لشبونة.
وعلى مدار أكثر من 30 عامًا، عملت المؤسسات على معالجة القضايا ذات الصلة بالبرتغال وأوروبا، إضافةً إلى البلدان الناطقة باللغة البرتغالية.
وتتنوع أنشطة المؤسسات لتشمل: تنمية الطفولة المبكرة حتى التعليم الجامعي، الإدماج الاجتماعي للمهاجرين، دراسة وضع السكان الذين يتقدمون بالعمر بسرعة.
في يونيو 2015، وقعت الجمهورية البرتغالية والإمامة الإسماعيلية اتفاقية تاريخية لإنشاء مقر رسمي للإمامة في البرتغال. تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين البرتغال والإمامة الإسماعيلية في مجال المعرفة، من خلال تطوير مبادرات بحثية على مستوى عالمي في البرتغال تُقدم الفائدة للعالم بأسره. وبناءً على هذه الاتفاقية، وقّعت وزارة العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالي البرتغالية والإمامة الإسماعيلية اتفاقية أُخرى في مايو 2016. تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز القدرات البحثية، وتحسين نوعية الحياة في البرتغال والبلدان الناطقة باللغة البرتغالية.
يرجى زيارة موقع شبكة الآغا خان للتنمية في البرتغال
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
ميغيل غيديس
91 7274717
سيمن عبد الله
مدير قسم الاتصالات
شبكة الآغا خان للتنمية