India · 3 يونيو 2019 · 3 دقائق
بقلم أونو روهل، المدير العام لوكالة الآغا خان للسكن
لا تعتني البيئة بالبشر فحسب، بل تهتم كذلك بجميع أشكال الحياة الأخرى الموجودة على هذا الكوكب من خلال توفير الموارد الكافية لضمان بقائهم على قيد الحياة. ومع ذلك، على مر السنين استغل البشر هذه الموارد ليس فقط لتلبية احتياجاتهم، بل وغالباً جشعهم. لقد قلصت المشاريع البشرية من قيمة المستقبل والطبيعة، وبالتالي كان لها تأثير مدمّر على موارد الطبيعة. التلوث، وإزالة الغابات على نطاق واسع، وانخفاض التنوع البيولوجي، وتغير المناخ واستنزاف الموارد الطبيعية ليست سوى عدد قليل من المشاكل التي خلقها البشر.
منذ عام 1972، يتم الاحتفال بيوم البيئة العالمي بتاريخ 5 يونيو من كل عام في محاولة لنشر الوعي حول المصاعب المتزايدة التي تواجهها البيئة. ورغم هذه الجهود، يبقى موضوع يوم البيئة العالمي الأول "فقط أرض واحدة"، موضع تجاهل. ثمة حاجة كبيرة حالياً إلى وعي واسع النطاق حول حماية البيئة، أكثر من أي وقت مضى، لأن العلم يؤكد أنه لن يمض وقت طويل قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، وبالتالي حدوث أضرار لا رجعة عنها.
في الهند، زاد إجمالي الغطاء الحراجي بنسبة تقل عن 1% في العامين الماضيين، وفقاً لتقرير حول حالة الغابات لعام 2017. وأشار تقرير نشرته المؤسسة الوطنية لتحويل الهند، والمسمى أيضاً لجنة المؤسسة الوطنية لتحويل الهند، إلى أن 21% فقط من الأراضي في الهند تخضع لغطاء الغابات مقابل 33% من الموصى بها في السياسة الوطنية للغابات. على مر السنين، أصبحت التنمية في الهند على حساب الغابات والغطاء الأخضر الذي انخفض إلى حد كبير. وفقاً لوزارة البيئة والغابات وتغير المناخ، فقدت ولاية ماهاراشترا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية 63 كيلو متر مربع من أراضي الغابات واحتلت المرتبة الرابعة في الهند فيما يتعلق بالانخفاض الأقصى من نسبة الغطاء الحراجي. ووفقاً لتقرير صادر عن حكومة دلهي في سبتمبر 2018، منذ عام 2005، فقدت المدينة أكثر من 112 ألف شجرة، ما يعني تقريباً فقدان شجرة كل ساعة تقريباً.
“Nature has enough to fulfil Man’s needs but not enough to fulfil his greed.” - Mahatma Gandhi.
يحتاج العالم إلى مزيد من الأشجار والغابات الصحية إذا أردنا معالجة تغير المناخ وخلق عالم صالح للأجيال القادمة. على مر السنين، قامت شبكة الآغا خان للتنمية بزراعة أكثر من 100 مليون شجرة في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا، منها 12 مليون شجرة في الهند. تعمل وكالة الآغا خان للسكن، التي أُنشئت خصيصاً لمواجهة مخاطر تغير المناخ، بنشاط في قطاع البيئة في الهند، وقامت من بين أنشطتها الأخرى بزراعة أكثر من 42 ألف شجرة في السنوات الثلاث الأخيرة، في ولايات غوجارات بشكل أساسي، وماهاراشترا وتيلانجانا. إضافة إلى زيادة عدد الأشجار المزروعة على مستوى مستدام وزيادة الوعي العام بأهمية الأشجار والغطاء الأخضر، تعمل وكالة الأغا خان للسكن على مدار العام مع المجتمعات المحلية والحكومات والمدارس للمساعدة في التخفيف من السلوكيات التي تسهم في تغير المناخ والتلوث.
اليوم العالمي للبيئة ليس مجرد احتفال بل هو ضرورة. إذا لم نفعل أي شيء للمساعدة في الحفاظ على بيئتنا اليوم، فعندما ندرك ذلك، سيكون قد فات الأوان. يمكننا القيام بدورنا عبر اتخاذ العديد من الخطوات الصغيرة في هذا الاتجاه. إن زراعة المزيد من الأشجار لن يساعد في زيادة الغطاء الأخضر فحسب، بل سيساعد أيضاً في تأمين مستقبلنا. سوف نستمر في زراعة الأشجار، ويرجى أن تقوموا بذلك أيضاً!