India · 12 فبراير 2019 · 3 دقائق
كان شغف خوشبو بمساعدة الآخرين، والذي ظهر من خلال مبادرات تعلم الخدمات التي شاركت فيها داخل الأكاديمية، من الأشياء التي قامت بنقلها معها إلى الجامعة. وتعتبر خوشبو من الطلاب المسجّلين في كلية العلوم الإجتماعية بجامعة ويسترن أونتاريو الكندية، علماً بأنها أتمت مؤخراً عامها الأول في مرحلة التعليم ما بعد الثانوي.
وتشعر خوشبو بالامتنان على إتاحة الفرص أمامها للتواجد في إحدى الجامعات الكندية، خاصةً وأنها من الطلاب الذين تم إعفاءهم من الرسوم الدراسية من خلال برنامج أكاديميات الآغا في أونتاريو للإعفاء من دفع الرسوم الدراسية. وتقول خوشبو: "شعرت بامتنانٍ كبير عندما اكتشفت حصولي على المنحة، خاصةً وأن هذا الأمر أحدث تغييراً كاملاً في حياتي. وينبغي علي القول إن حصولي على تعليمٍ من هذا النوع في كندا ساعدني على بناء مستقبلي وعلى الارتقاء بجودة حياتي بالكامل".
خلال الفترة التي أمضتها في أكاديمية الآغا خان، تمكنت خوشبو من مساعدة الآخرين على تحسين نوعية حياتهم عبر التطوع في مدرسة حكومية لمدة أربع سنوات لتدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات: "كنت دائماً أتطلع إلى إنهاء الصفوف والذهاب إلى هناك لأن هؤلاء البنات كن مُلهمات. لم تأت معظم البنات من خلفيات متميّزة ولم يكن لديهن كل ما يحتاجن إليه، لكنّهن كنّ في غاية السعادة ودائمات الحماس والرضا عن كل شيء كان لديهن".
واصلت خوشبو عملها عبر تلقيها تدريب صيفي في إحدى القرى في الهند، حيث تعلمت المزيد عن أهمية التعليم والوعي فيما يتعلق بالصرف الصحي والتحصين: "أثناء التعامل مع مجتمع القرية والتعرف على صحتهم واحتياجاتهم الصحية، أجرينا عدة ألعاب في المدرسة تهدف لنشر الوعي حول أهمية حياةٍ خالية من الكحول والتدخين. إن الرابط الخاص الذي قمت ببنائه مع أهالي القرية يحفّزني ويحثني على مواصلة التعلم من المجتمعات المتنوعة التي تحيط بي، وتقديم مساهمات كبيرة في أي وسيلة ممكنة. يسعدني انفتاحي على مشهد جديد لا يحتاج بالضرورة إلى تغيير، بل يتوجب قبوله وتقديره أولاً".
تعزو خوشبو قدرتها على تعليم فصلها الدراسي إلى ما تعلمته في الأكاديمية، فتقول: "أشعر أن تجربتي في الأكاديمية سمحت لي إجراء تصوّر بطريقة أكثر شمولية وعملية. لم تكن التجربة تنحصر فقط حول ما كنا نقرأه في الكتب أو ما يتعلق بالتعلم، ولكن أيضاً حول دمج القيم والأخلاقيات في حياتنا اليومية وتطبيق معرفتنا لتحسين أنفسنا والمجتمع. لقد ساعدتني تجربة التعلم المتكامل في تعلم كيفية التعلم، التي أحملها حالياً معي أينما ذهبت وحينما أرغب بالتعلم".
خلال فترة وجودها القصيرة في كندا، بدأت خوشبو بالفعل في إحداث فرق في المجتمع المحيط بها، ومن خلال أنشطتها التطوعية قامت بتقديم المساعدة في مركز "ميري ماونت" للدعم العائلي ومعالجة الأزمات، حيث ساعدت في تقديم النصائح للآباء والأمهات والأطفال الذين يعانون من الأزمات أو يمرون بمرحلة انتقالية. كما تم انتخابها للفريق التنفيذي لجمعية الطلاب الإسماعيليين كطالبة جامعية ممثلة عنهم، حيث أتيحت لها الفرصة لتنظيم الفعاليات التعليمية والإجتماعية لأعضاء الجمعية: "إنني ممثلة لطلاب السنة الأولى، وإني أستمتع بمقابلة أشخاص جدد ينتمون لثقافات مختلفة من نفس المجتمع، وهذا المزيج الجميل يجعلني أقدّر الجو التعددي الموجود".
كما أنها تمكنت من الحصول على منصب قيادي في الحرم الجامعي كمستشارة في مجال الإقامة، حيث يتمثل أحد أدوارها الرئيسية في تعزيز جو المجتمع في الإقامة، وعندما لا تكون مشغولةً بالدراسة أو بالتطوع، تلعب خوشبو أيضاً كرة القدم في الملعب المغلق في الفريق الداخلي في الصالة الغربية.
أحد الأشياء التي تستمتع بها خوشبو هي العمل مع النساء والأطفال، وتعزيز الصحة والتعليم. بالنسبة لخوشبو، فإن العودة إلى الهند ومواصلة هذا العمل أمر مهم للغاية، وعن هذا تقول: "أريد أن أساهم في زيادة الوعي وإثراء إمكانية الوصول إلى الموارد. في بعض الأحيان، لا يتعلق الأمر بتغيير الأشياء بل بتقديم منظور جديد للأشخاص الذين نقدم لهم المساعدة. واعتماداً على السياق، يتوجب تغيير المناهج المتعلقة بالصعوبات التي يواجهها الناس، مع توسيع الآفاق".