كانت عزة أبو زيد كوبس (36 عاماً) تدير عملها الصغير الخاص من منزلها في أسوان عبر بيع السلع المنزلية منذ عدة سنوات، لكن عملها لم يكن يسير على ما يرام. ورغم عدم وجود ضغط مالي وشيك كون زوجها، الذي يعمل في مدرسة مهنية، هو من يهتم بالإنفاق على الأسرة وأطفالهما الأربعة، إلا أن عزة كانت تسعى نحو تمكين نفسها وإحداث فرق في مجتمعها.
سمعت عزة عن مؤسسة التمويل الصغير الأولى في مصر من جيرانها، فقررت التقدم بطلب للحصول على قرض لتوسيع أعمالها. ورغم أنها لم تأخذ قرضاً من قبل، إلا أنه تم منحها 1500 جنيه مصري، ومع مدخراتها الخاصة التي بلغت 1500 جنيه تمكّنت من شراء ملابس ذات نوعية جيدة وقامت ببيعها عبر منزلها. ومع نمو أعمالها، قامت مؤسسة التمويل الصغير الأولى بتقديم المزيد من الدعم لعزة. ومع قرضها الثاني، تمكّنت من استئجار متجر صغير لجذب المزيد من الزبائن، وحصلت على الموافقة على قرض ثالث، ما سمح لها باستئجار مساحة أكبر في موقع أفضل وبيع منتجات ذات جودة أعلى. حاولت فتح فرع ثان لمتجرها، ولكن مع تراجع نسبة المبيعات، قررت مواصلة الاستثمار في متجرها الأول وشراء المزيد من المنتجات ذات الجودة العالية. ومع حصولها على قرضها الأخير، بدأت بالسفر إلى القاهرة كل ثلاثة أشهر لتلبية الطلبات الإضافية من احتياجات زبائنها الأكثر ثراءً.
تشعر حالياً عزة بالفخر لما أنجزته، عندما قامت بفتح متجرها لأول مرة، كانت تكسب 900 جنيه شهرياً، بينما زاد دخلها الشهري حالياً إلى 10.000 جنيه مصري. ومع استمرار زوجها في تلبية احتياجات الأسرة، تمكنت عزة من الاستثمار في أعمالها وتوفير المال لتكون مستقلة مالياً. وقد شكلت مع جيرانها صندوقاً لتقاسم ثرواتهم مع المحتاجين في المجتمع، بدءاً من مساعدة الأيتام وصولاً للشباب الذين لا يستطيعون الزواج.
تهدف عزة إلى الاستمرار في الاستثمار في عملها، وبالتالي الاستثمار في احتياجات مجتمعها، وهي تخطط للوصول إلى شريحة أكبر من الزبائن، مع إعادة نقل نشاطها التجاري إلى موقع أفضل.