Kyrgyz Republic · 25 يونيو 2019 · 5 دقائق
AKDN
أنتجنا، عام 2013، هذا الفيديو القصير حول برنامج القراءة للأطفال في قيرغيزستان، الذي يهدف إلى مساعدة الأطفال في سن ما قبل المدرسة على أن يصبحوا متعلمين أكثر ثقة وإنجازاً. التقينا مؤخراً مع ميدينا ماكينوفا وعائلتها من قرية أتشكاييندي، إقليم نارين (الجزء الأكثر صعوبة في الوصول إليه كونه مفصول عن بقية البلاد بسلسلة من الجبال العالية)، التي ظهرت قصتها في هذا الفيديو. أصبحت ميدينا، الطالبة النشيطة التي تبلغ من العمر 12 عاماً والمشرفة آنذاك على روضة الأطفال، التي تقوم بعدة أنشطة إلى جانب القراءة إلى شقيقها الصغير نوردان، منها" إدارة "مستشفى الكتب" في المدرسة، التي من خلالها تضمن أن يقوم زملاء الدراسة بإصلاح كتبهم ومعاملتها باحترام؛ دراسة اللغات الأجنبية، التفكير في أن تصبح طبيبة يوماً ما من أجل تقديم الرعاية للآخرين. عندما سُئل والد ميدينا عن تطور ابنته خلال السنوات الست الماضية، أجرى ربطاً واضحاً بين برنامج القراءة المبكرة والإنجازات التعليمية التي حققتها حتى الآن، مضيفاً: "ثمة عدة فوائد عندما يقوم الآباء بالقراءة لأطفالهم، فهذا الأمر يجعلهم يتقدمون أيضاً. إنه أحد أكثر الأنشطة الممتعة التي تقوم بها تجاه طفلك - إنه التقارب الجسدي (...) وربما تكون من أكثر الأوقات هدوءاً التي يقضيها الآباء مع أطفالهم وتركّز عليهم".
فيما يلي المقابلة التي تم إجراؤها مع ميدينا ووالدها لمعرفة كيف تطورت الأمور على مدار السنوات الست الماضية.
مرحبا ميدينا، هل يمكنك أن تخبرينا عن نفسك؟
اسمي ميدينا ماكينوفا، عمري 12 عاماً وأنا في الصف السادس. في المدرسة حصلت على علامة "جيد" واحدة فقط باللغة الروسية وعلامات "ممتاز" في جميع المواد الأخرى. أهتم كثيراً بتعلم اللغات الأجنبية. بدأت خلال هذه السنة الدراسية دورات في اللغة الإنجليزية التي ينظمها نادي اللغات "بيس كروبس". أستمتع حقاً بتعلم اللغة الإنجليزية وبأسلوب التعليم، حيث يقوم المعلم بالربط بين التعلم والألعاب. أخطط في المستقبل لدراسة عدة لغات أجنبية، بدءاً من التركية.
ماذا تشاركين في المدرسة؟
أنا مشرفة الفصل ومسؤولة عن إصلاح الكتب، أقوم أسبوعياً بالاطلاع على كتب زملائي وأقدم لهم تعليمات حول كيفية إصلاحها في حال تلفها. بغض النظر عن مدى حرص الأطفال، فإن الكتب سوف تتعرض للتمزيق وتحتاج إلى إصلاح، ولدينا في الفصل مكان خاص للكتب التالفة. أود استخدام "سيارة إسعاف خاصة بالكتب" وإرسالها إلى "مستشفى الكتاب" ليتم إصلاحها. من الأهمية السماح للأطفال بإصلاح كتبهم الخاصة وبناء مهاراتهم في الاعتناء بها، وبهذه الطريقة، سوف يتعلمون كيفية التعامل مع الكتب باحترام.
أنا أيضاً نشطة في حضور النوادي المدرسية التي تهتم بالرقص والغناء والرياضة.
أخبرينا عن حياتك ضمن الأسرة؟
لدي عائلة كبيرة. أنا الطفل الثالث ولدي 3 أشقاء: الأخ الأكبر، الأخت الكبرى والأخ الأصغر في عمر 5 سنوات. أنا مفضلة عند أخي الأصغر، نوردان، الذي أهتم به وأقرأ له الكتب والقصص الخيالية وقصائد جديدة، وعادةً ما أقرأ له الأناشيد التي تعلمتها أثناء مرحلة رياض الأطفال، والتي أتذكرها جيداً. نوردان مغرم بي لأنني ألعب معه وأجيب دائماً على أسئلته. أقوم أيضاً بقراءة الكتب لجدتي ثم نناقش معاً محتوى القصص. إنني أحب عائلتي.
هل لديك أصدقاء؟
لدي الكثير من الأصدقاء وتربطني علاقات جيدة مع أطفال الجيران. لكن أصدقائي المقربين هم سوزول، أريوك، ألتيناي وأينازيك. كثيراً ما نلعب ألعاباً جديدة خارج المدرسة، فضلاً عن أننا نلعب أحياناً كرة القدم وكرة الطائرة (...) أعتقد أنني قائدة لأنني واثقة من نفسي، مرنة وحريصة على تعلم الأشياء الجديدة ومشاركتها مع الآخرين.
ما هي خططك للمستقبل؟
أرغب في المستقبل أن أصبح طبيبة لأعالج الناس. أحد أكبر أحلامي هي زيارة الولايات المتحدة الأمريكية واستكشاف تاريخها وثقافتها. ولتحقيق هذا الحلم، يتوجب عليّ أن أدرس وأعمل بجد في تعلم اللغة الإنجليزية. عندما أكبر، أريد أن أكون شخصاً لطيفاً وصادقاً، وأن أفعل كل ما يفيد مجتمعي ويساهم في تنميته.
Medina’s parents and grandmother watching the 2013 video Reading for Children in Kyrgyzstan. “I am overwhelmed with feelings after watching this video that was made six years ago," said Medina’s father.
AKDN
مع والد ميدينا، ماكينوف أولان
كيف تشعر أن البرنامج ساهم في التأثير على وضع ميدينا الحالي؟
أستطيع القول: إن برنامج القراءة للأطفال أثر على تحقيق تنمية شاملة لدى ميدينا، فهي كانت تحب قراءة الكتب منذ سن ما قبل المدرسة. حتى لو لم تكن تعرف الحروف، كان بإمكانها فهم القصة عبر الرسوم التوضيحية. كان لقراءة الكتب منذ سن مبكرة تأثير إيجابي على إنجازاتها في مجال محو الأمية والدراسة، إضافةً إلى أنه ساهم في تشكيل تطورها الإجتماعي والعاطفي، وساعدها في تعلم لغة أجنبية.
أريد أن أسلط الضوء على أن البرنامج يطور عادة قراءة الكتب بانتظام عند الأطفال، ويقوي الروابط العائلية عبر تشجيع القراءة الأسرية وغرس حب الكتب من السنوات الأولى. ثمة فوائد كثيرة عندما يقوم الآباء والأمهات بالقراءة لأطفالهم ما يجعلهم يتقدمون أيضاً. إنه أحد أكثر الأنشطة الممتعة التي تقوم بها تجاه طفلك - إنه التقارب الجسدي (...) وربما تكون تلك من أكثر الأوقات هدوءاً التي يقضيها الآباء مع أطفالهم وتركّز عليهم".
كيف يمكنك أن تصف التقدم الذي حققته ميدينا في التعليم والمشاركة في الحياة المدرسية؟
أنا لا أقيّدها أبداً، وهي تنظّم وقتها لحضور نوادي الرقص والغناء والرياضة. تدرس اللغة الإنجليزية وتلتحق بدروس الحساب الذهني. تقوم مرة في الأسبوع بزيارة مكتبة قريتنا وتحضر منها كتباً للقراءة، إضافةً إلى حضورها الفعاليات التي تنظمها مكتبة القرية. لم أشتر لها هاتفاً، لأنني أعتقد أن الهاتف يتعارض بكل معنى الكلمة مع ما تقوم به؛ لهذا وجدت من الأفضل أن تقوم بقضاء وقتها في قراءة الكتب والاستمتاع بها.
أود أن أشكر مبادرة مؤسسة الآغا خان لإتاحة الفرصة لي لأحصل على كتب جديدة مصورة بثلاث لغات. شعرنا سابقاً بنقص في الكتب الجيدة للأطفال في مكتبة قريتنا، وإنني أتمنى النجاح والتوسع لهذا المشروع، بحيث يتم نشر المزيد من كتب الأطفال وإتاحتها أمام الأطفال والآباء.
طورت شبكة الآغا خان للتنمية أكثر من 150 كتاباً ومرجعاً مناسباً للأطفال، وفقاً للسياق المتناسب مع ثمانية بلدان. يساعد برنامج القراءة للأطفال الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية على لعب دور أكثر أهمية في مساعدة أطفالهم على أن يصبحوا متعلمين واثقين مدى الحياة.