كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , نارين، جمهورية قيرغيزستان · 16 يونيو 2023 · 4 دقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة إيمانالييف كانيبيك كاباشوفيتش، وزير التعليم والعلوم في جمهورية قيرغيزستان،
سعيدزودا رحيم همرو، وزير التعليم والعلوم في جمهورية طاجيكستان،
ألتينبيك إرجشوف، حاكم إقليم نارين،
ميرزونابوت أليشر خودوبيردي، حاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم،
رئيس مجلس الأمناء الدكتور شمش قاسم لاكا وأعضاء المجلس،
مكسيم خومياكوف، عميد كلية الآداب والعلوم،
الدكتور سليمان شهاب الدين، رئيس جامعة الآغا خان،
أعضاء هيئة التدريس والموظفون بجامعة آسيا الوسطى،
الدكتورة أنيتا زيدي،
الجهات المانحة والشركاء والمتطوعون وأصدقاء جامعة آسيا الوسطى الكرماء حول العالم،
أعزائي أولياء الأمور وأفراد أُسر الطلاب،
الضيوف المميّزون،
وخريجو دُفعة عام 2023، الذين يشكلون أهمية كبرى،
بسرورٍ عارم، أنا هنا في نارين، وسط جبال تيان شان الجميلة، حيث يسعدني أن ألتقي من جديد بخريجينا الجدد في المكان الرائع والمهيب نفسه الذي يضم حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ. هذا اللقاء يجسد بشكل واضح قدرتنا على توطيد الروابط بين جامعاتنا، وهي مهمة أساسية تمثل روح جامعة آسيا الوسطى (UCA)، التي تسعى لربط الناس عبر الحدود وتعزيز التواصل بينهم.
قبل خمس سنوات، خط طلاب دُفعة عام 2023 أقدامهم لأول مرة في أروقة المباني الوردية والصفراء الرائعة التي تحيط بنا اليوم. كانت تلك التجربة البارزة لهم، تركوا خلالها عوائلهم وتوجهوا نحو ميادين الدراسة والمغامرة في جامعتهم. إن هذه الرحلة مليئة بالأسئلة والقلق والإثارة والأمل. ومع ذلك، بالنسبة لهؤلاء الشابات والشبان، كانت هذه الخطوة ذات أهمية خاصة، حيث أن معظمهم يأتون من مجتمعات تعيش في المناطق الريفية والقرى الصغيرة. وقد حصلوا على تعليمهم الأساسي بلغة أُخرى غير الإنجليزية، والتي هي اللغة الرسمية للتعليم في الجامعة. علاوة على ذلك، إنهم يشكلون الدفعة الثالثة التي تم قبولها في كلية الآداب والعلوم، حيث لم يكن هناك خريجون منها حتى ذلك الحين.
ماذا تحمل لهم السنوات الخمس المقبلة؟ وما هي المسارات التي يمكن أن يسلكوها؟ وما هو مستقبلهم بعد التخرج؟ هذه الأسئلة والاستفسارات، تثير تأملات كبيرة، يرافقها شعور بالشك وعدم اليقين حيال ما يمكن أن ينتظرهم في المستقبل.
اليوم، يملك خريجو دفعة عام 2023 إجابات لهذه الأسئلة. أعزائي الخريجين، شهدت السنوات التي قضيتموها في جامعة آسيا الوسطى تفرُّدًا لا مثيل له، حيث تميزت بالدراسة الشاقة والمثمرة، وشهدت لحظات من الاكتشاف الفكري والإدراك المفاجئ، مع خوض التجارب التحويلية خارج القاعات الدراسية. لا يمكن تجاهل تحديات جائحة كورونا العالمية التي واجهتموها، فقد كانت عقبات ضخمة اعترضت طريقكم، ومع ذلك، لم تنجح في إيقاف تقدمكم وإرادتكم الصلبة.
خلال السنوات التي قضيتموها في جامعة آسيا الوسطى، قمتم بتكوين صداقات سترافقكم مدى الحياة. لقد اكتسبتم إدراكًا جديدًا تجاه أنفسكم واكتشفتم إمكانياتكم ومهاراتكم. تجربتكم شملت النجاح والفشل، ولكنكم تعلمتم من تلك التجارب واستمريتم في المحاولة حتى نجحتم، مما زاد من ثقتكم بأنفسكم وجعلكم تشعرون بالقوة تملأ أشرعتكم وتوجهكم نحو آفاق جديدة.
لقد شهدتم نجاحات أسلافكم - خريجو دُفعة 2021 و2022 - حيث تم قبولهم في كليات دراسات عليا شهيرة، واحتلوا مراكز بارزة في مؤسسات مرموقة، وشرعوا في تنفيذ مشاريعهم الشخصية والآن أنتم تسيرون على خطاهم. جنبًا إلى جنب معهم، أنتم تحددون تقليد جامعة آسيا الوسطى (UCA).
في غضون عدة عقود من الزمن، عندما تتوسع هذه الجامعة بشكل كبير من حيث النطاق والتأثير، ستكون لديكم الفرصة للقول، تمامًا مثلما أقول أنا وأنيتا عن جامعة الآغا خان: "لقد كنا هناك منذ بدايات الجامعة، وساهمنا في بناء أسس نجاحها". وستتمكنون أيضًا أن تقولوا بفخر أنه بفضل التعليم الذي حصلنا عليه، تحققت إنجازات وأهداف لم نكن نعتقد أنها ممكنة.
وبطبيعة الحال، لم تتمكنوا من الوصول لقمة الإنجاز هذه دون مساعدة، والشيء نفسه ينطبق على الجامعة، لهذا، أود أن أُوجه الشكر لأعضاء هيئة التدريس والموظفين لدينا، الذين أثاروا فضول الخريجين وأثاروا تعطشهم للمعرفة. وبلا شك، يجب أيضًا أن أوجه كلمة شكر وتقدير إلى آباء وأفراد عائلات الخريجين، الذين يشعرون بالفخر اليوم بإنجازات أبنائهم وبناتهم. ولن ننسى أبدًا دور المانحين والمتطوعين والشركاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، الذين قدموا دعمًا كبيرًا ومساعدة سخية. لولا كرمهم ومساهمتهم الكبيرة، لما كان لدينا القدرة على إرسال هؤلاء الشبان والشابات الموهوبين إلى العالم بكل ثقة وإيمان بمستقبلهم المشرق.
وفي الختام، يتعين علينا أن نعبّر عن شكرنا العميق لحكومات الدول المؤسسة لجامعة آسيا الوسطى، التي قدمت إسهامًا كبيرًا في نجاحها. إن ازدهار الجامعة في الوقت الحاضر يعود بشكل كبير إلى البيئة التمكينية التي خلقها شركاؤنا في الحكومات، والتي دعمت نموها وتقدمها بفعالية.
سيداتي وسادتي، كانت هذه بعض الأفكار، واسمحوا لي الآن أن أقرأ رسالة المستشار، سمو الآغا خان.