أوتاوا، كندا، 27 تشرين الثاني/أكتوبر 2025 – حازت ثلاث منظمات تعمل على رأب الانقسامات في بعض أكثر مجتمعات العالم انقسامًا، "جائزة التعددية العالمية لعام 2025" في حفل أُقيم في أوتاوا هذا الأسبوع. وحصلت سبع منظمات أخرى على تنويهات شرفية تقديرًا لجهودها في بناء مجتمعات شاملة للجميع.
أقيم الحفل في مقرّ وفد الإمامة الإسماعيلية في أوتاوا، بحضور الأميرة الزهراء آغا خان، إلى جانب وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند، والحاكمة العامة السابقة أدريان كلاركسون. كما حضر أيضًا عدد من قادة شبكة الآغا خان للتنمية.
شارك صاحب السمو الآغا خان رسالة مصوّرة أكد فيها الأهمية الحيوية للتعددية، وشجّع على التعلّم من التنوع الذي نصادفه أكثر فأكثر كل يوم.
وقال: "عندما نمنح أنفسنا الوقت للاستماع إلى الآخر الذي نراه مختلفًا عنّا، ونبدأ في فهم قصّته، قد نكتشف أن بيننا قواسم مشتركة أكثر ممّا كنّا نعتقد، ويبدأ مفهومنا لـ 'نحن' في التوسّع".
وأضاف صاحب السمو: "بينما نهنّئ هذا المساء هؤلاء الفائزين الاستثنائيين ونتعرّف أكثر إلى مسيرتهم، أدعوكم إلى التفكير في الخطوات الهادفة التي يمكن لكلٍّ منكم أن يطبّقها في حياته. فكلّ خيار نتّخذه يُحدث فرقًا في مواجهة التحديات العالمية التي نمرّ بها". اقرأ الخطاب كاملًا
شكل الحفل تتويجًا لعملية اختيار بدأت بأكثر من 300 طلب ترشيح من 64 دولة. وقامت لجنة تحكيم دولية بتضييق القائمة إلى 10 متنافسين في أيلول/سبتمبر، قبل اختيار الفائزين الثلاثة في تشرين الأول/أكتوبر.
حصل مركز التقاضي في جنوب إفريقيا (Southern Africa Litigation Centre)، ومقرّه جنوب إفريقيا، على التكريم لمساهماته الاجتماعية الهادفة في حماية الفئات المهمَّشة داخل منطقة تتسم بمستويات عالية من الهجرة وتصاعد مشاعر كراهية الأجانب. ويقدّم المركز دعمًا قانونيًا للفئات الضعيفة، كما يعمل على بناء قدرات المحامين المحليين للدفاع عن حقوق هذه الفئات.
استحقت كولومبيا ديفيرسا (Colombia Diversa) على جائزتها تقديرًا لجهودٍها في الدفاع عن حقوق الإنسان لأفراد مجتمع الميم (+LGBTQI) في كولومبيا عل مدى عقدين. تجمع المنظمة بين توثيق الانتهاكات التي وقعت خلال سنوات الصراع مع الفصائل المسلّحة، وبين المناصرة العامة التي أثمرت انتصارات تاريحية، من بينها الاعتراف بالمساواة في الزواج وحقوق الهوية الجندرية.
نالَت منظمة "أرض للجميع" (A Land for All) التقديرَ لعملها على الترويج لحلّ كونفدرالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين يقوم على دولتين ذات سيادة بحدود مفتوحة، وحقوق متساوية، ومؤسسات مشتركة. وقد نجحت الحركة في بناء حراك جماهيري يضم الآلاف من المجتمعين حول رؤية وطنٍ مشترك يستند إلى الاعتراف المتبادل والكرامة الإنسانية.
حصلت سبع منظمات على تنويهات شرفية: مبادرة الحرية الفنية (Artistic Freedom Initiative) التي تعمل بين الولايات المتحدة وسويسرا، ومنظمة "سيستا فون" (Cesta Von) من سلوفاكيا، والتنسيقية الوطنية لنساء الشعوب الأصلية (Coordinadora Nacional de Mujeres Indígenas) من المكسيك، ومنظمة "مايس ديفيرنساس" (Mais Diferenças) من البرازيل، ومنظمة "صندوق الحياة الجديدة" (New Life Trust Organization) من أفغانستان، وقوة السلام اللاعنفي الدولية (Nonviolent Peaceforce)، والشبكة الإقليمية للشباب السوداني لإنهاء الحرب وإرساء التحوّل المدني الديمقراطي (Sudanese Youth Network for Ending the War and Establishing a Democratic Civil Transformation).
قالت ميريديث بريستون ماكغي، الأمينة العامة للمركز العالمي للتعددية (GCP)، إن الفائزين يبرهنون أن التعددية تمثل ضرورة عملية وليست مثالًا بعيد المنال في معالجة الاستقطاب والصراعات.
وأضافت في كلمتها الترحيبية: "أولئك الذين نحتفي بهم الليلة هم قادة يعملون في مواجهة ظروف استثنائية صعبة، فهم يقاومون الانقسام والتشاؤم والاستقطاب والكراهية".
وتابعت: "إنّ عملهم يدعونا إلى أن ننخرط داخل مجتمعاتنا، وأن نتحدث مع من قد نفضّل الابتعاد عنهم، وأن نتحرك عندما نشهد الانقسام. هكذا تتحقق التعددية".
ينضم الفائزون العشرة هذا العام إلى مجتمع يضم نحو 50 فائزًا سابقًا منذ إنشاء الجائزة في عام 2017. ويقدّم المركز العالمي للتعددية (GCP) الجائزة مرة كل عامين، تكريمًا لأفراد ومنظمات وحكومات وشركات تعمل على بناء مجتمعات شاملة تُقدّر التنوع وتسعى إلى حمايته.
وسيشارك الحاصلون على الجائزة في برنامج من الأنشطة العملية والمبادرات التشاركية خلال عام 2026، بما يتيح لهم توسيع نطاق عملهم ومشاركة الدروس والخبرات مع المجتمع الأوسع.
قدّم مروان المعشّر، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، الكلمة الختامية وقال: "لقد تأثّرتُ بشدّة بالقصص الاستثنائية عن الشجاعة والتواضع والمثابرة، وبالإيمان العميق بأنّ كلّ إنسان يستحقّ، في جوهره، أن يكون جزءًا من هذا العالم".
وأضاف موضحًا: "يعمل الفائزون هذا العام في أصعب السياقات التي يشهدها عصرنا. ورغم ما يواجهونه من مخاطر على حياتهم، فإنهم يواصلون بذل جهود جبّارة لتحقيق التغيير، مستثمرين أصغر فسحة أمل للتأكّد من أن الضوء ما يزال يجد طريقه للعبور".
وتابع قائلًا: "لقد أثاروا إعجابنا بقدرتهم على إحداث تغيير حقيقي. وإذا كانوا هم لم يستسلموا، فكيف يمكن لنا أن نفعل ذلك؟".