تُعد مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية (AKES) واحدة من أكبر شبكات التعليم ما قبل الجامعي الخاصة غير الهادفة للربح في العالم النامي. نقدم خدماتنا لأكثر من 100,000 طالب، ويمتد تاريخنا إلى عام 1905. تأسست مدارسنا ومدارسنا الداخلية وبرامجنا غير الرسمية في مناطق كانت تفتقر إلى فرص التعليم أو لا توفره على الإطلاق. تم إنشاء مؤسساتنا الأولى في موندرا (الهند) وغوادر (باكستان) وزنجبار (تنزانيا).
اليوم، نعمل في 10 دول تمتدّ من شرق إفريقيا إلى جنوب ووسط آسيا، ويقع أكثر من 90% من مدارسنا ومراكز التعليم ما قبل المرحلة الابتدائية البالغ عددها 196 في المجتمعات الريفية والنائية، حيث يعتبر الوصول إلى التعليم الجيد محدودًا. نُقدّم برامج تعليمية غير رسمية في أكثر من 100 مركز، ونُنظّم أنشطة توعوية منتظمة بهدف تدريب المعلمين وتبادل أفضل الممارسات مع المتخصصين الآخرين في مجال التعليم داخل المجتمعات التي نعمل فيها.
تسعى كل مدرسة من مدارسنا لتقديم منهاج أكاديمي صارم ومتكامل. تهدف مهمتنا إلى غرس القيم الاجتماعية والوعي البيئي في نفوس طلابنا المواطنين، ليكونوا روّادًا للتغيير الإيجابي في مدارسهم وداخل مجتمعاتهم بعد التخرج.
أنشئت مدارسنا داخل المجتمعات المحلية، وهي توفر إمكانية الوصول للتعليم للجميع. تتنوع عائلات طلابنا، حيث يتحدثون أكثر من 35 لغة ولهجة، وينتمون إلى مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية. تُجسد مدارسنا هذا التنوع، على سبيل المثال، أنشأنا في باكستان مؤسسة في كراتشي يضم حرمها الجامعي حوالي 5,000 طالب، بينما أنشأنا مدارس ريفية صغيرة في شمالي البلاد، تضم أقل من 100 طالب وتعمل بنظام صفوف متعددة المستويات.
يُشرف على مدارسنا وبرامجنا معلمين مؤهلين ومخلصين، مُكرّسين جهودهم لدعم الطلاب في رحلة تحصيلهم الأكاديمي وتحقيق تقدمهم الشامل ورفاهيتهم. ويسعى معلّمونا باستمرار إلى تطوير مهاراتهم المهنية من خلال برامج تدريبية مُتقدمة ومشاركتهم في مجتمعات عالمية للتعلم المهني. 99% من موظفينا ينتمون إلى المجتمعات المحلية، بينما تُشكل النساء أكثر من 53% من طاقمنا.
نعمل من خلال شبكة تضم أكثر من 300 مبنى، حيث تدعم بنيتنا التحتية مجالات التعلم والصحة والسلامة والرفاهية مع التركيز على دمج ممارسات التصميم المستدامة بيئيًا في جميع مبانينا. وإيمانًا بمسؤوليتنا المجتمعية، نُشرك الموارد البشرية المحلية في جميع مشاريع تحديث المرافق، ممّا يُساهم في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
تؤكد الأبحاث أن التجارب عالية الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة ترتبط بنتائج إيجابية على صعيد الصحة والرفاه الاجتماعي والاقتصادي في مرحلة البلوغ. بناءً عليه، تعمل برامجنا للتنمية في مرحلة الطفولة المبكرة (ECD) وبرامج ما قبل المرحلة الابتدائية على تدريب ودعم المعلمين لتوفير بيئات تعليمية مبكرة آمنة ومحفزة ورعاية للأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم 18 شهرًا فما فوق. تنتشر وحداتنا البالغ عددها 259 للتعليم ما قبل المرحلة الابتدائية، والتي تخدم أكثر من 16,500 طالبة وطالب، بشكل رئيسي في المناطق الريفية في باكستان وأفغانستان، حيث تقلّ خيارات التعليم المبكرة الأخرى بشكل ملحوظ.
تُقدم مدارسنا تعليمًا أكاديميًا متميزًا يُثري تجارب الطلاب من خلال دمج الأنشطة اللامنهجية المُتنوعة. وترتبط كل مدرسة بمجلس امتحانات مرموق، محلي أو دولي، مثل مجلس امتحانات جامعة الآغا خان (AKU-EB) والبكالوريا الدولية (IB).
تتيح مدارسنا للطلاب الانضمام إلى الأندية والمخيمات، كما تقدم العديد منها برامج إثرائية خاصة خلال الإجازات الصيفية والشتوية. وفي بعض الدول التي نعمل بها، تُدمج مجالات الروبوتات والبرمجة ومساحات الإبداع (Maker Spaces) ضمن المناهج الدراسية.
وفي الوقت نفسه، تُشكل برامج خدمة المجتمع ركيزة أساسية من مناهج طلابنا. تمتد هذه البرامج لتتجاوز حدود الفصول الدراسية، حيث تُزود الطلاب بالمهارات الحياتية القيّمة التي لا تُقاس بمعدلات الدراسة.
تُثري مراكزنا التعليمية رحلة الطلاب من خلال برامج غير رسمية تُكمّل وتُعزّز تعلّمهم المدرسي، بينما تُتيح برامج التعليم المستمر للبالغين فرصًا واعدةً للعمل والتحصيل الأكاديمي العالي. وتشمل الدورات المقدمة في إطار هذه المبادرات البرامج المعتمدة دوليًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، إلى جانب دورات اللغة الإنجليزية للطلاب من عمر 16 عامًا فما فوق.
يُغادر خريجونا مُزوّدين بِمعارفَ تُمَكّنهم من النجاح والازدهار في رحلة حياتهم، حاملين مهاراتٍ تُساعدهم على التميز في عالمٍ دائم التغير، مُتّصفين بقيمٍ ومواقف تُؤهّلهم لأن يكونوا أفرادًا أخلاقيين يُساهمون في بناء مستقبلٍ إيجابي لأنفسهم وللمجتمع.
في عالمٍ يتسارع فيه التغير، باتت المهارات، مثل تحديد أهدافٍ واضحةٍ وهادفةٍ، والتعاون مع أشخاص من خلفيات ووجهات نظر مختلفة، وإيجاد حلولٍ إبداعيةٍ للتحديات الكبرى، ضروريةً أكثر من أي وقتٍ مضى. ونحن في مدارسنا، لا نسعى فقط إلى إعدادِ الشبابِ لسوقِ العمل، بل نُؤمّنُ لهم كذلك المهاراتِ والقيمَ التي تُمكّنهم من أن يكونوا مواطنين فاعلين ومسؤولين، مُشاركين بِفعالية في بناءِ مجتمعاتهم، مُلتزمينَ بالتعلمِ مدى الحياة.