تتعاون وكالة الآغا خان للسكن (AKAH) مع المجتمعات المحلية بهدف ضمان سلامة واستدامة منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم والبنية التحتية الحيوية المرتبطة بها، وتعزيز قدرتهم على التحمل والتكيّف مع المخاطر الطبيعية التي تواجههم.
نحرص على تشجيع أعمال البناء المقاومة للزلازل، وتبنّي حلول التحديثات الضرورية والمفيدة، إلى جانب اعتماد تقنيات البناء المتقدمة للحماية من الفيضانات والأعاصير والمخاطر الطبيعية الأُخرى، كجزء من برامجنا للحد من مخاطر الكوارث وتقديم المساعدات الإنسانية. نقوم بتدريب عمال البناء على ممارسات البناء الآمنة، ونشجع على وضع التصاميم والمخططات الملائمة والمناسبة للسكن في المناطق الريفية، وكذلك نقدم خدمات تصميم وإدارة البناء الآمن للمدارس والمستشفيات والمراكز المجتمعية. ولا نغفل عن الاهتمام بمشاريع الإسكان الكبيرة في المناطق الحضرية.
يزداد الخطر المتعلق بالكوارث الطبيعية بشكل متزايد نظراً لتغيّر المناخ، والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية، وقلة الطاقة والمياه. نعمل على توسيع حلول البناء الصديقة للبيئة لتعزيز المرونة والمقاومة في الموائل البشرية، كما أننا نلتزم بالوصول لنسبة صفر في انبعاثات الكربون في جميع العمليات بحلول عام 2025.
تُعتبر المباني مسؤولة عن 38% من انبعاثات الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري في العالم. يُذكر أن معظم المباني، التي ستقام في عام 2050 في العالم النامي، لم يتم بناؤها بعد.
تحتل أعمال البناء موقع الصدارة كأكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالنسبة لوكالة الآغا خان للسكن، حيث بلغت نسبة المساهمة الخاصة بها 67% من الانبعاثات في عام 2020. ولذلك، نحرص على تحقيق المساهمات المحددة وطنياً* والتي تشمل العديد من البلدان التي نعمل فيها، حيث يتم تخفيض الانبعاثات الناتجة عن المباني الجديدة والقائمة كأولوية رئيسية للتخفيف من آثار التغيّر المناخي.
نساعد المجتمعات المحلية في مواجهة التغيّر المناخي من خلال تشجيعهم على إعادة التفكير في طرق تصميم وإنشاء وتشغيل المباني، كما نضع مبادئ البناء الصديقة للبيئة في صلب عملية التنمية وتعزيز مبادئ البناء منخفضة الكربون.
نعمل على تحسين القدرات في مجالات كفاءة الطاقة والمياه، الطاقة الصديقة للبيئة والمواد المستدامة. وقد قمنا بتطوير مجموعة من الإرشادات للمباني الصديقة للبيئة، وذلك بهدف تعزيز هذه الأجندة، وتشمل هذه الإرشادات المباني الجديدة والموجودة ضمن شبكة آغا خان للتنمية. ويهدف هذا العمل إلى تعزيز التزام جميع المباني الجديدة لتتطابق مع شهادة نظام "إيدج" 'EDGE' (أحد ابتكارات مؤسسة التمويل الدولية) للأبنية الصديقة للبيئة، والتي تؤدي إلى تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 40% وضمان خلو التطورات الكبيرة والجديدة من الانبعاثات الكربونية أثناء التشغيل.
*المساهمات المحددة على المستوى الوطني هي أهداف وخطط يتبناها كل بلد للحد من الانبعاثات على المستوى الوطني، وضمان التكيّف مع آثار التغيّر المناخي.
يتمحور نهجنا حول تجنب الإنشاءات الجديدة وزيادة القيمة المستمدة من مخزون المباني الحالي (مصطلح يستخدم لوصف العدد الإجمالي للمباني في بلد أو منطقة، ويشمل المساكن، المكاتب، المصانع، المحلات التجارية، المؤسسات التعليمية والمباني الزراعية وما إلى ذلك)، وذلك بطريقة تطيل عمر الهياكل القائمة. عندما نقوم بالبناء، نركز على استخدام المواد والتقنيات المحلية المنخفضة الكربون بشكل فعال لتعزيز كفاءة المياه والطاقة على مدار عمر المبنى.
نشجع تطبيق التصميم السلبي (توزيع الطاقة الشمسية على شكل حرارة في الشتاء والتخفيف من حرارة الشمس في فصل الصيف)، التي تستخدم مصادر الطاقة من البيئة للحفاظ على جو مريح في الداخل. وتشمل هذه التدابير إجراءات العزل والتظليل وحجم النوافذ واتجاهها، فضلاً عن التهوية الطبيعية، التي تمكّن من تنظيم درجات الحرارة ومستويات الإضاءة داخل المباني.
يُستكمل التصميم السلبي بإضاءة موفرة للطاقة وأنظمة ميكانيكية، وتطبيق حلول الطاقة المتجددة، إضافةً إلى الترويج لاستخدام مواد وأساليب البناء منخفضة الكربون، مثل الأخشاب المستدامة، الصخور، كتل الأتربة المضغوطة والفولاذ المعاد تدويره، أو بدائل الإسمنت منخفضة الكربون.
تدعم إرشادات المباني الصديقة للبيئة التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية هياكل الحوكمة والهيئات التنظيمية في بعض مناطقنا الجغرافية الأساسية. وتسعى باكستان إلى تطوير قانون المباني الصديقة للبيئة في البلاد، والذي سيعتمد إلى حد كبير على الإرشادات الخاصة بشبكة الآغا خان للتنمية.
نتعاون أيضاً مع السلطات الأفغانية لتطوير المساهمات المحددة وطنياً المعززة للبلاد. تشكّل هذه الوثيقة الأساس للتغيّر المناخي في البلاد، وهي تحدد طموحات التكيّف والتخفيف على مدى السنوات الخمس المقبلة. يُذكر أن التدابير المتعلقة بالأبنية الصديقة للبيئة تلقى حضوراً كبيراً.
يتم تنفيذ عمليات توسيع وتعديل في مدرسة اليوبيل الماسي الثانوية في إيميت لتقليل مخاطر الزلازل، كما يتم استخدام بيانات التقييمات الخاصة بالأخطار والمخاطر ونقاط الضعف (HVRAs) في المناطق ذات المخاطر العالية والمناطق الآمنة لتعزيز وحماية البنية التحتية الحيوية. وبفضل هذه الجهود، تم تحويل أكثر من 100 مدرسة ومركز صحي ومبنى مجتمعي إلى مرافق أكثر أماناً نتيجةً لبنائها في مناطق آمنة.
AKAH
قمنا بتجديد وإصلاح المبنى المكتبي القائم في مركز موارد الموئل الواقع في قرية تشيتراواد بولاية غوجارات بالهند، بدلاً من إنشاء مبنى جديد، بما يتماشى مع استراتيجية إعادة الاستخدام التكيّفي. ويهدف هذا الإجراء إلى تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي قد تحدث نتيجة لبناء مبنى جديد، وذلك عن طريق إعادة استخدام المبنى القائم وتخصيصه للاستخدام المناسب.
تم تعديل تصميم مبنى المكاتب الحالية ليتناسب مع احتياجات مركز الموارد، حيث تم توفير غرف تدريب وقاعات اجتماعات ومساحات عمل وأماكن مفتوحة. وتم إعادة استخدام الأبواب والنوافذ الموجودة، بالإضافة إلى استخدام الحطام المتولد من الموقع لتحسين للقيام بمزيد من أعمال التطوير. أسفرت هذه الإجراءات عن تقليل بصمة الكربون عن طريق إعادة استخدام أكبر قدر من المواد وتخفيض التكاليف وانبعاثات نقل المواد الجديدة أو التخلص من النفايات.
يشتمل تصميمنا على ميزات إضافية صديقة للبيئة وموفرة للموارد، وذلك من خلال استخدام تقنية السقف البارد المبتكرة من شركة "غرين برو"(GreenPro)، حيث يتم تجنب الحرارة وتقليل متطلبات التبريد باستخدام طلاء عالي الانعكاس. كما يستخدم المبنى الطاقة الشمسية والإضاءة الطبيعية والتهوية للحد من نسبة الانبعاثات الناجمة عن العمليات، بالإضافة إلى دمج إجراءات تجميع مياه الأمطار وتركيب شبكات المياه ذات التدفق المنخفض للحفاظ على المياه.
نتعاون مع المجتمع المحلي ضمن عملية تخطيط تشاركية لنقلهم للعيش في مكان قريب أكثر أماناً وذلك في أعقاب الفيضان المدمر، الذي حدث في عام 2017 في قرية داشت دهخاو في منطقة بَدَخشان بأفغانستان. أشارت تقييمات المخاطر، التي أجرتها وكالة الآغا خان للسكن بعد حدوث الفيضانات، إلى أن الموقع الأصلي للقرية معرض للغاية للمخاطر الطبيعية.
تم تطوير ووضع تصاميم منازل صديقة للبيئة وخالية من انبعاثات الكربون بشكل مناسب على المستوى المحلي، بناءً على البيانات المستمدة من تقييمات التعرض للمخاطر، ودراسة جودة التربة ومصادر المياه، ومعرفة الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، والاطلاع على بيانات الأرصاد الجوية. إضافةً إلى إجراء الاستشارات المجتمعية والاطلاع على أنماط البناء المحلية الثقافية والعامية (التي لم يتم تصميمها من قبل المتخصصين). تُعتبر مبادئ الأبنية الصديقة للبيئة أساسية في هذه التصاميم، ويتم تشغيلها بالكامل بواسطة الطاقة النظيفة من خلال أنظمة الطاقة الشمسية الهجينة، والتي ليس لها أي انبعاثات مباشرة من غازات الاحتباس الحراري. كما تهتم الخطط المتعلقة بالمنازل والأحياء بتطبيق ميزات التصميم وفق معطيات الطاقة الشمسية لزيادة استفادة البيوت من الطاقة الشمسية، وتقليل تأثير الرياح في موسم البرد لتوفير الدفء والحرارة اللازمة بشكل أفضل. يتم دمج هذه الإجراءات مع النوافذ العازلة والموفرة للطاقة، إلى جانب الاستخدام الأقصى للمواد المحلية لتحقيق تصميم محايد لغاز الكربون.
نطبق نفس مبادئ التصميم في المقر الإقليمي لبنك التمويل الصغير الأول في غيلغيت بباكستان، حيث تم تجهيز المبنى بميزات التصميم السلبي والتدابير الموفّرة للطاقة المستخدمة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الميزات إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 13 طنًا سنوياً .اكتشف المزيد
مواد بناء مبتكرة منخفضة الكربون وموفّرة للطاقة
نقوم بتجربة استخدام المواد وتشجيع حلول البناء منخفضة الكربون، وتكييف استخدام المواد الطبيعية مثل الحجارة والأخشاب والأرض.
نعمل في سوريا وكجزء من برنامج المساعدات الإنسانية الخاص بنا بالتعاون مع المجتمعات والجامعات المحلية لإحياءطرق العمارة الترابية (إنشاء بيئة مبنية بموارد متاحة بسهولة). كما نقدم تدريبات للمهندسين والمهندسين المعماريين على استخدام الكتل الترابية المضغوطة والمثبّتة لمساعدة الناس على إعادة بناء منازلهم. قمنا باختبار التربة المحلية وتطوير تصاميم مختلفة لتحديد الحلول المناسبة للسياق المحلي، كما تم دمج تلك الكتل ضمن تصميمات منزلية تتكيف مع الاحتياجات والمناخ المحلي. تسهم مثل هذه الحلول في توفير الطاقة والحد من الانبعاثات، ليس فقط في إنتاج ونقل مواد البناء، ولكن أيضاً في تكاليف تشغيل ميزات التدفئة والتبريد في المنازل.
نقوم في الهند بدمج طلاء الأسقف الرائع المعتمد من شركة "غرين برو"(GreenPro) مع أعمال الزراعة العمودية في الحديقة وعلى الأسطح أو الشرفات لمعالجة تأثيرات الجزر الحرارية الحضرية (منطقة حضرية أو مدينة كبرى أكثر دفئاً من المناطق الريفية المحيطة بها بسبب الأنشطة البشرية المتمركزة فيها). بالإضافة إلى الاهتمام بتقنية الأسقف الباردة في المجمعات السكنية الحضرية الكبيرة في غوجارات وتيلانغانا لتعزيز الوعي بأهمية تبنّي تدابير بسيطة وفعالة لزيادة كفاءة استخدام الطاقة.