أطفال يتجهون نحو منازلهم في قرية بارسِم بجمهورية طاجيكستان، حيث تعرّضت المنطقة في عام 2015 لكارثة ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج والجليد بسرعة، مما أدى إلى جرف الطين باتجاه القرية. وقد أدى هذا الفيضان إلى غمر الطرق وخطوط الكهرباء والمزارع والمنازل. ساعدت وكالة الآغا خان للسكن المجتمع على التعافي من هذه الكارثة، من خلال توفير سكن جديد وتأمين شبكات المياه وتحسين البنية التحتية الأُخرى.

AKDN / Christopher Wilton-Steer

ما هي مجالات العمل الرئيسية الأخرى للوكالة؟


أعتقد أنه من الأهمية التحدث عن جوهر عمل وكالة الآغا خان للسكن، والذي يتمثل في إنشاء شبكات المياه النظيفة والصرف الصحي.


على مدى السنوات الـ 18 الماضية، قامت شبكة الآغا خان للتنمية بتوفير المياه عبر الأنابيب إلى منازل نصف مليون أسرة. وبعد عشر سنوات، طُلب منا تقييم ما تم بناؤه، ووجدنا أن 66% من المخططات كانت لا تزال تعمل وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية.


السبب وراء استمرار الكثير منها في العمل هو نفس سبب عملها في المقام الأول: الهندسة جيدة تماماً، إضافةً إلى الاهتمام الكبير بالوصول إلى مصدر مناسب للمياه للحصول على الجودة التي نحتاجها. لكن السبب في استمرارها هو أن المجتمع ساعد في بنائها، وقد قمنا بتدريب أفراد المجتمع على تنفيذ أعمال الصيانة المنتظمة والدورية وفي الوقت المناسب.


في المرة الأولى التي كنت أطّلع فيها على أحد هذه المخططات، قدموا لي كوباً من الماء، قمت بإغلاق فمي وتظاهرتُ بـأنني أشربُ، لكن الرئيس التنفيذي في باكستان لاحظ ذلك، وقال: "لا، لا، يمكنك شربه". قلت: "أنا أجنبي، لست معتاداً على المياه هنا، سأُصاب بالمرض". قال: "إذا كنت تستطيع أن تشرب من مياه إيفيان (أحد أنواع المياه المعدنية)، يمكنك أن تشرب هذا". لهذا شربت، وكانت الأمور على ما يرام.


وهذا يشكّل أهميةً لأنني أعتقد أن ما نقوم به في البلدان النامية يجب أن يكون جيداً أو أفضل من حيث الجودة مثل ما نقوم به في أي مكان في العالم. إنهم بحاجة إلى الجودة أكثر من أي شخص آخر.


كيف تشكّل بعض هذه القضايا اختلافاً بالنسبة للنساء والفتيات؟


التخطيط للفرصة يعني أنك لم تعد تفكر فقط في كيفية استمرار المجتمع بالبقاء على قيد الحياة، ولكن كيف يمكنهم، بمرور الوقت، انتشال أنفسهم من الفقر. لذلك إذا قمتَ بهذا، فمن الأهمية حقاً أن تدرك أن هذا يشكّل خطوةً فارقةً بين الأجيال.


حالياً في معظم المجتمعات التي نعمل فيها، تتمثل الصورة التقليدية في إتّباع أبناء الأسرة خُطا الأب. لتبسيط الأمر، إذا كانوا مزارعين، فمن المرجح أن يكون الأبناء مزارعين، ثم تدرك فجأة أنه حتى لو استطاعت فتاة واحدة فقط أن تصبح ممرضةً، وهو أمر ممكن في شبكة الآغا خان للتنمية، فإن الأسرة بأكملها سيكون لها مستقبلٌ مختلفٌ تماماً.


هذا مثال عن إحدى الأُسر. إذا قمت بمضاعفة ذلك، فأنت لا تركز فقط على الشباب، بل تركز أيضاً على الشابات لأن هذا هو المكان المناسب لتحقيق التقدم والتشعّب.


ما أقوله لا يعني أي شيء ضد الأولاد، بل يمكنهم ويجب عليهم الاستفادة من حياتهم أيضاً. لكن إذا ركزت بالفعل على تمكين الفتيات، عندئذٍ يمكن للتنمية أن تتم بسرعةٍ كبيرةٍ، على ما أعتقد.


ما الذي يلهمك للقيام بهذا العمل؟


أود أن أروي لك قصة قرية تعرضت لفيضان من بحيرة جليدية، حيث قمنا بالكثير من العمل على نظام الإنذار المبكر، والمراقبة الجليدية باستخدام الطائرات بدون طيار، إضافةً إلى توظيف جميع أنواع المعدات الفاخرة لتحديد المخاطر.


ولكن في النهاية، كان هناك صبيان يحملان رايةً، يجلسان على منحدر إحدى التلال وينظران إلى نهر جليدي، وصبيان آخران على الجانب الآخر يراقبان الراية ليحذرا من أن الخطر قد بدأ وأن الوقت قد حان لإجلاء الناس. هذه هي تعبئة المجتمع. من خلال الجمع بين تعبئة المجتمع والعلوم، يمكننا أن نختزل الثقة بأن أربعة أولاد يبقون مستيقظين طوال الليل يمكنهم أن يساهموا في عملية الإنقاذ، وقد غُمرت منازل 250 شخص آنذاك.


قضيت مسيرتي في التنمية. وكلما سافرت وتحدثت إلى الناس حول التنمية وحاولت فهمها، كلما أدركت أن الإجابات لا تكمن في مساهمات الغرباء، بل تعتمد على ما يمكن لأبناء المجتمع نفسه القيام به.


أونو روهل هو المدير العام لوكالة الآغا خان للسكن. شغل السيد روهل مناصب في البنك الدولي كمدير قطري لنيجيريا ومؤخراً مدير قطري للهند.


نُشرت هذه المقالة لأول مرة على موقع مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة الأمريكية.