AKDN / Tom Sandler
تورونتو، كندا، 19 مايو 2016 - في إطار فعاليات متحف الآغا خان، ألقى القاضي ألبي ساكس، العضو البارز في المؤتمر الوطني الإفريقي والمهندس الرئيسي لدستور مانديلا لمرحلة ما بعد الفصل العنصري، محاضرة التعددية السنوية الخامسة في تورونتو.
كرّس القاضي ألبي ساكس، أحد أبرز المناضلين من أجل العدالة والسلام، حياته المهنية للقيم الإنسانية النبيلة. سعى ساكس، المحامي والقاضي والمؤلف والناشط في مجال حقوق الإنسان، جاهدًا لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وبناء مجتمع ديمقراطي يضمن حقوق جميع المواطنين. ناضل ساكس بشجاعة من أجل حرية المواطنين السود في جنوب إفريقيا، ونجا من محاولة اغتيال غادرة تسببت في فقد ذراعه وأثّرت على الرؤية في إحدى عينيه. لكن إصراره على تحقيق العدالة لم ينكسر، فعاد بعد تماثله للشفاء ليُقدم المساعدة لنيلسون مانديلا في المرحلة الانتقالية لجنوب إفريقيا نحو الديمقراطية.
لعب ساكس دورًا محوريًا في صياغة دستور جنوب إفريقيا لمرحلة ما بعد الفصل العنصري، والذي يُعدّ نموذجًا فريدًا يضمن حقوق الأقليات ويُحافظ على وحدة البلاد. لا يزال هذا الدستور محط إعجاب الكثيرين في جميع أنحاء العالم، حتى بعد مرور عقدين على تطبيقه.
وفي معرض تقديمه للقاضي ساكس، قال صاحب السمو الآغا خان: "نحاول جميعًا فهم التحديات التي تواجه التعددية في عالمنا المعاصر، وندرك أيضًا أن الدساتير القابلة للحياة تعتبر أسسًا سليمة يجب أن ترتكز عليها التعددية الصحية. تُعد التعددية الوسيلة التي يمكن للدول من خلالها التوفيق بين السعي وراء الهوية الوطنية وبين حماية الخلافات والتخفيف من حدتها. هذا ويمكننا خلال السعي لتحقيق تعددية فعّالة أن نتعلم الكثير عبر دراسة دستور جنوب إفريقيا- كيف يعمل، وكيف تم وضعه".
في محاضرته بعنوان "المعركة من أجل دستور جنوب إفريقيا"، ألقى القاضي ألبي ساكس الضوء على التحديات التي واجهت البلاد في صياغة دستور عادل يُلبي احتياجات جميع المواطنين. شرح ساكس كيف تم حل النزاعات من خلال الحوار والتفاوض، مع التركيز على أهمية التسامح والتفاهم المتبادل. أثبتت جنوب إفريقيا قدرتها على التغلب على الماضي المؤلم ونَيلَ استقلالها، ونجحت في صياغة دستور يُعدّ نموذجًا فريدًا يُحترم في جميع أنحاء العالم.
بعد المحاضرة، أدار دوغ سوندرز، كاتب عمود في صحيفة "غلوب آند ميل" الكندية، حوارًا مفتوحًا مع ساكس، حيث تم طرح العديد من الأسئلة من قبل الجمهور حول العالم، الذين كانوا يشاهدون البث المباشر لتلك الفعالية عبر الإنترنت.