AKDN / Zahur Ramji
نيودلهي، الهند، 21 فبراير 2018 – قام معالي نائب الرئيس الهندي م. فينكايا نايدو، وصاحب السمو الآغا خان، الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شبكة الآغا خان للتنمية، رسمياً بافتتاح منتزه "ساندر نيرسري"، الحديقة العامة التي تبلغ مساحتها 90 فدان (36 هكتار) في نيودلهي.
وفي معرض تعليقه على الحدث، أعرب معالي نائب الرئيس م. فينكايا نايدو عن تقديره لما تقوم به المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية من جهودٍ وإسهامات تحت قيادة سمو الآغا خان، واصفاً هذا اليوم بـ"الهام لمدينة دلهي التاريخية". وأضاف معاليه: "يعتبر مشروع منتزه ساندر نيرسري نموذجاً يحتذى به للشراكة بين القطاعين العام والخاص"، لافتاً إلى أن المشروع يجمع بشكلٍ استثنائي بين عناصر "الطبيعة والثقافة والمستقبل" ليكون بذلك "إضافةٍ عظيمة للعاصمة".
وحضر حفل افتتاح منتزه "ساندر نيرسري" حشدٌ من كبار المسؤولين الحكوميين والسفراء والدبلوماسيين الأجانب، بالإضافة إلى ممثلي منظمات المجتمع المدني والمقيمين في المنطقة المحيطة.
من جانبه، قال صاحب السمو الآغا خان أمام الحضور: "تم تصميم هذه المشاريع للاحتفاء بالماضي وتقديره بالتزامن مع التفكير بالمستقبل وتوفير الخدمات المناسبة له. لقد وضعنا المستقبل نصب أعيننا أثناء التخطيط لمنتزه ساندر نيرسري حتى يكون أحد أعظم المنتزهات العامة في العالم. وستكون أبواب المنتزه مفتوحة للجميع حتى يتمتعوا بمزايا الترفيه والهدوء والتعليم والإلهام المتوفرة في المنتزه".
وأضاف صاحب سمو الآغا خان: "يعتبر مشروع منتزه ساندر نيرسري مثالاً على أهمية المساحات الخضراء المفتوحة في بيئةٍ حضرية تزخر بالصحة والجمال والإمكانيات الترفيهية والاقتصادية، وبما يكفل تحفيز السياحة والعلوم والتعليم والتنمية المستدامة للمجتمع والرياضة".
وعلى امتداد العقد الماضي من الزمن، قام صندوق الآغا خان للثقافة بتحويل منتزه "ساندر نيرسري"، الذي استخدمه البريطانيون سابقاً كمشتل للنباتات، إلى منتزهٍ عام لأبناء مدينة دلهي. وتم التعاون أثناء تنفيذ هذا المشروع مع وزارة الإسكان والشؤون الحضرية، والدائرة المركزية للأشكال العامة، ومؤسسة الأبحاث الأثرية الهندية، وبلدية جنوب دلهي وصندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي. وقامت الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي بدعم ما تم تنفيذه من أعمالٍ مرتبطة بالمناظر الطبيعية في المنتزه.
وجاء مشروع منتزه "ساندر نيرسري" في إطار شراكة فاعلة للغاية بين القطاعين العام والخاص، حيث أظهرت هذه الشراكة تمسكها بأعلى معايير الحفاظ على التراث والتنشيط الحضري للمواقع التاريخية، وبما أتاح تطوير مجموعة من أكثر الأصول الثقافية قيمة في الهند، فضلاً عن الارتقاء بالنسيج الحضري وتحسين الفرصة الاقتصادية المتوفرة للمجتمعات المحرومة في المناطق المحيطة. وتضرب الدروس المستفادة من هذا المحاولة المتميزة والأصول المماثلة لهذا المعلم التاريخي البارز مثالاً يحتذى به لما يتم تطبيقه من مشاريع أخرى في المواقع التاريخية الهامة في الهند وفي مختلف أنحاء العالم.
وشهد المشروع إزالة 400 حمولة من ركام البناء بالتزامن مع غرس 20 ألف شتلة. ويقوم صندوق الآغا خان للثقافة بصيانة 15 ضريح موجود في منتزه "ساندر نيرسري"، وبطريقةٍ تجذب الانتباه إلى مجموعة استثنائية من القبور الموجودة في الحديقة والتي تعود بتاريخها إلى القرن السادس عشر. وتجدر الإشارة إلى إضافة عدد من هذه الأضرحة إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وعلى مدى قرنٍ من الزمن، كان منتزه "ساندر نيرسري" مشتلاً للنباتات، إلا أنه بات الآن الحديقة النباتية الأحدث في دلهي والمشتل الأول في المدينة. ويتواجد في المشتل حوالي 300 نوعاً من أنواع الأشجار (وهو العدد الأكبر الذي يمكن العثور عليه في أي من حدائق دلهي). ومن المتوقع تخصيص منطقة سكنية صغيرة مساحتها 20 فدّان لبناء منشأة تعليمية هامة ولجذب نصف مليون تلميذ يقومون بزيارة مقبرة همايون المجاورة التي قام صندوق الآغا خان للثقافة بترميمها أيضاً.
ويتضمن منتزه المدينة الجديد، الذي قام بتصميمه المعماري المعروف والمتخصص في تصميم المناظر الطبيعية الراحل البروفسور م. شاهير، حدائق سابقة ومناطق غير رسمية لترفيه العائلات، بما في ذلك المسطحات المائية، والبرك الصغيرة والبحيرات، ومشاتل النباتات، والحدائق الغارقة الجميلة، ومعرض للزهور، وحديقة للورود، والبساتين، وممرات المشاة، والمقاعد والأجنحة. وتم تشكيل مدرّج غارق ومتدرج لتنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تحتفي بالتقاليد المحلية. وسيزخر الجناح المخصص للمرافق بالغرف التي سيتم فيها تنظيم المحاضرات وعرض الأفلام، فضلاً عن أكشاك الطعام ومتجر الهدايا التذكارية والقاعات متعددة الأغراض والمخصصة لبرامج التدريب.
ويتتبع المشهد المركزي الكبير، والذي يزيد طوله عن 500 متراً، مسار طريق "غراند ترانك" الذي يعود بتاريخه إلى القرن السادس عشر. ويقوم هذا المشهد بربط مدخل مقبرة همايون المدرجة على قائمة التراث العالمي، بسراي "عظيم غانج" الموجود في الشمال، والذي يعود بتاريخه إلى القرن السادس عشر.
وسيؤدي تشكيل المساحات الخضراء والحدائق النباتية في منتزه "ساندر نيرسري" إلى تحسين الظروف المعيشية للناس وجودة بيئتهم بشكلٍ كبير. ومن المتوقع أن تصبح أماكن الترفيه والاجتماع الجديدة مناطق جاذبة لجميع المقيمين في المنطقة وللزوّار على حدٍّ سواء، خاصةً وأنها ستصبح فضاءً ثقافياً يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويأتي منتزه "ساندر نيرسري" في إطار مشاريع رائدة قام صندوق الآغا خان للثقافة بتنفيذها على ما يزيد عن عقدٍ من الزمان للمضي قدماً في عملية التنشيط الثقافي والتنمية الحضرية الاجتماعية والاقتصادية. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المخصصة للمشروع تمتد على مساحة 300 فدّان، علماً بأنها تتضمن أيضاً مقبرة همايون. وتترافق جهود حماية البيئة والطبيعة مع تنفيذ جهود اجتماعية واقتصادية كبيرة تهدف إلى تحسين جودة حياة المقيمين في منطقة نظام الدين باستي المجاورة، وذلك من خلال تحسين المعايير المطبقة في المنطقة، وخلق الفرص الاقتصادية، وتوفير التعليم، والتدريب المهني، والصحة، والبنية التحتية الخاصة بمرافق الصرف الصحي. وتعتبر هذه الميزات سمةً مميزةً تشتهر بها مشاريع التنمية الثقافية التي تقوم بتنفيذها شبكة الآغا خان للتنمية في الدول الموجودة في العالم النامي، كما أنها تنبع من قناعة سمو الآغا خان الراسخة بالترابط الوثيق بين الثقافة والتنمية، في ظل تمتّع معالم الإرث الثقافي بالقدرة على تحفيز التغيير والتخفيف من الفقر بشكلٍ كبير في حال تم إعادة تأهيلها أو بنائها بشكلٍ مناسب.
ويجري صاحب السمو الآغا خان زيارة رسمية للهند تستغرق عشرة أيام بدعوةٍ كريمة من الحكومة الهندية، وذلك بمناسبة اليوبيل الماسي لتولي سموه إمامة المسلمين الشيعة الإسماعيليين قبل 60 عاماً. وكان سموه قد تولى الإمامة (الزعامة الروحية الوراثية) في عام 1957 وعمره 20 ربيعاً.
وفي وقتٍ سابق من هذا اليوم، التقى صاحب السمو الآغا خان بمعالي نائب الرئيس الهندي م. فنكايا نايدو الذي أقام حفل غذاء تكريماً لسموه. ومن المقرر أن يلتقي سمو الآغا خان في وقتٍ لاحق من هذا المساء معالي رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي. ومن المتوقع أن يلتقي سموه أثناء إقامته بمعالي رئيس الهند رام ناث كوفيند، بالإضافة إلى رئيس وزراء ولاية غوجارات، وحاكم ولاية غوجارات، ونائب رئيس وزراء ولاية تيلاينغانا، ورئيس وزراء ولاية ماهاراشترا وحاكم ولاية ماهارشترا.
وتعتبر هذه الاجتماعات بمثابة فرصة لمراجعة الشراكة طويلة الأمد التي تجمع الهند بالإمامة الإسماعيلية ولمناقشة كيفية مواصلة المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية لما تقوم به من خدماتٍ في هذه الدولة خلال الأعوام المقبلة، فضلاً عن تحسين الفرص وضمان التنمية المستدامة الفاعلة لجودة حياة المعوزين من كافة الديانات والخلفيات.
ملاحظات
تحظى الإمامة الإسماعيلية وشبكة الآغا خان للتنمية بعلاقاتٍ طويلة وتاريخية مع الهند تعود بجذورها إلى قرنٍ من الزمان، حيث قام جد سمو الآغا خان السير سلطان محمد شاه بتأسيس مدرسة الآغا خان الأولى في بلدة موندرا بولاية غوجارات في عام 1905.
واليوم، تعمل المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية في الهند بتعاونٍ وثيق مع الحكومات والمجتمعات لمعالجة طيفٍ واسع من أولويات التنمية في الدولة، بما في ذلك إعادة تنشيط الثقافة، والتعليم، والرعاية الصحية، ومياه الشرب والصرف الصحي، والزراعة والبيئة وتنمية المناطق الريفية والحصول على التمويل للمجتمعات الأقل حظاً.
وتتضمن هذه المبادرات برامج دعم المناطق الريفية التي يستفيد منها أكثر من 1.5 مليون شخص يعيشون فيما يزيد عن 2500 قرية، بالإضافة إلى إنشاء 6600 مؤسسة مجتمعية. ومن المبادرات البرامج التعليمية المخصصة للمناطق الحضرية والريفية والتي توفّر سنوياً فرص التعليم لـ8500 طالب. كما تتضمن المبادرات مبادرة شاملة للصرف الصحي في ست ولايات، وأكاديمية الآغا خان في حيدر أباد، ومستشفى للأمراض الحادة متعدد التخصصات بسعة 162 سرير في مومباي. وتحظى المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية في الهند بتقديرٍ واسع النطاق بفضل ما تقوم به من أعمال، وكثيراً ما تقوم المؤسسات الحكومية ومؤسسات التنمية الأخرى بمحاكاة هذه الأعمال.
للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
أرتشانا سعد أختر
صندوق الآغا خان للثقافة
صندوق بريد: 3253
حضرة نظام الدين، نيودلهي
هاتف: 02700704 11 91+
البريد الإلكتروني: archana.saadakhtar@akdn.org
الموقع الإلكتروني: http://www.nizamuddinrenewal.org
سيمين عبد الله
شبكة الآغا خان للتنمية
مدير الاتصالات
60270 غوفيو، فرنسا
البريد الإلكتروني: semin.abdulla@akdn.org
شبكة الآغا خان للتنمية: www.akdn.org