يتم تنفيذ النهج الأساسي لشبكة الآغا خان للتنمية عن طريق مشاركة المجتمعات وتفاعلها في تحسين أماكن السكن، مع التركيز على الاستدامة وضمان امتلاك المجتمعات للبنية التحتية الجديدة ومسؤوليتها في إدارتها. يتم تعزيز عمل لجان تنمية القرى (VDCs) في المناطق الريفية، حيث يشارك فيها ممثلو المجتمعات بما في ذلك النساء والفئات المهمشة، (يجب أن تُشكّل النساء نسبة 30% على الأقل من لجان تنمية القرى)، لضمان توافق الخطط مع رؤية الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، يشكل أعضاء "بانشايات" (هيئة حكومية محلية) نسبة 15٪ من أعضاء تلك اللجان، وذلك لضمان التمثيلية والتوازن في صنع القرارات.

في المناطق التي تعاني من نقص الموارد والتدهور البيئي والمعرضة للكوارث الطبيعية والجفاف، يعاني الأفراد والبيئة عادةً من دائرة مفرغة تتجلى في مستويات منخفضة من الدخل ونقص أساسيات الحياة مثل الإسكان والبنية التحتية للصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، تكون الفرص المحدودة للحصول على الخدمات الصحية والتعليمية ذات الجودة المنخفضة، وتعاني المجتمعات من نقص في إمدادات المياه النظيفة. من خلال برامج تركز على تصميم وبناء المساكن، وتخطيط القرى، وإدارة المخاطر الطبيعية، وتوفير الصرف الصحي ومياه الشرب، تسعى شبكة الآغا خان للتنمية إلى مساعدة المجتمعات على العيش بكرامة وتقديم الدعم للحكومة في تنفيذ برامجها الموجهة نحو تحسين الموائل في المناطق الريفية والحضرية.

تؤمن شبكة الآغا خان للتنمية أن "المأوى الملائم" يتجاوز مجرد توفير سقف فوق رؤوس الناس. إنه يتضمن أيضًا توفير الخدمات الأساسية في المناطق الحضرية، وإدارة البيئة، وضمان الوصول العادل إلى الأراضي والتمويل.

تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في المناطق الحضرية على تقديم النصائح الفنية المتعلقة بتصميم وبناء وتمويل وحدات السكن التعاونية. تعزز مشاركة المجتمعات المحلية لزيادة قدراتها في عمليات البناء والإدارة. تعمل جميع وكالات شبكة الآغا خان للتنمية بالتنسيق لضمان أخذ هذه الاعتبارات في الحسبان في المناطق الريفية على مستوى القرية، بما في ذلك رسم الخرائط وتحديد الخطوات المطلوبة لتحقيق الأهداف. يتم تقييم جميع المشاريع بعناية لضمان الاستدامة المالية.

تعمل وكالة الآغا خان للسكن في الهند بالتعاون مع المجتمعات المحلية على تحسين الموائل من خلال مجموعة متنوعة من التدخلات، بدءًا من مرحلة التخطيط والتصميم وصولًا إلى عملية البناء وتقديم المساعدة الفنية في مجالي الإسكان والبنية التحتية الأساسية. تقدم وكالة الآغا خان للسكن المراجعات الفنية لمشاريع الإسكان التي بدأها المروّجون المحليون للمجتمعات.

تقدم وكالة الآغا خان للسكن استشارات فنية وتوصيات حول الخطط المعمارية، والتصميم الهيكلي، والجدوى المالية، والقضايا القانونية، ورصد أعمال البناء والصيانة بعد الانتهاء من المشروع. توفر الوكالة أيضًا تصميمات للمباني بالاشتراك مع الإشراف الدوري على أعمال البناء. لقد قمنا ببناء مساكن آمنة للعائلات المحتاجة في مدن فابي وبيون ومومباي. بالنسبة للمساكن والمباني القائمة والتي تواجه مخاطر، تقوم وكالة الآغا خان للسكن بتقييم هيكلي سريع وتقدم الدعم الفني للتعديلات والتحديثات والإصلاحات اللازمة.

نقوم أيضًا بتسهيل تحسينات مثل تجميع مياه الأمطار على الأسطح وتحسين توفر المياه وبناء مرافق الصرف الصحي. كما نشجع أيضًا تقنيات البناء الصديقة للبيئة، بما في ذلك تقنية الأسطح الباردة التي تعكس أشعة الشمس والحلول التي تدمج الأشجار والنباتات لتخفيض درجة الحرارة في المناطق الحضرية. بالنسبة للمجتمعات السكنية الحضرية الكبيرة في غوجارات وتيلانغانا، نقوم بتنفيذ مشاريع توضيحية تدمج تقنية طلاء الأسقف الممتازة المعتمدة بشهادة "غرين برو (GreenPro)" مع تنفيذ البستنة العامودية على الجدران أو الشرفات. تساعد هذه الإجراءات في زيادة الوعي وتبني هذه الحلول للتعامل مع تأثيرات المناطق الحضرية الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة نتيجة للأنشطة البشرية.

نساعد أيضًا المجتمعات في إقامة أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح وتركيب أكثر من 550 كيلوواط من الطاقة الشمسية في السنوات الثلاث الماضية. نعمل على وضع تصميمات وأساليب للمجتمعات الحضرية التي تكون صديقة للبيئة وتتميز بالاستدامة البيئية. وبالتعاون مع الصندوق الخيري لمستشفى الأمير علي خان، قمنا بتصميم مشروع إعادة تطوير سكني شاهق الارتفاع وصديق للبيئة وموفر للطاقة والمياه في جنوب مومباي، وحصل على شهادة المباني الخضراء المتقدمة "التميز في التصميم من أجل كفاءة أكبر" (EDGE) من مؤسسة التمويل الدولية (IFC).

تتأثر البلدات والمدن في جميع أنحاء الهند بالتغيّر المناخي والظروف الجوية القاسية. ولذا، يجب أن تكون البنية التحتية الجديدة والقائمة قادرة على مواجهة تحديات المناخ والكوارث وأن تكون مرنة في التكيّف معها. يعد التخطيط الحضري الجيد ضرورة لتحقيق ذلك. يمكن للمدن أن تلعب دورًا حاسمًا في دفع الابتكار وتعزيز التنمية المقاومة للمناخ من خلال وضع مخططات فعالة وإنشاء بنية تحتية صديقة للبيئة.

قمنا بتطوير مجموعة أدوات شاملة لإدارة النظم البيئية في المناطق الحضرية، تهدف إلى تقييم ورصد وتطوير الخطط لاستعادة النظم البيئية في هذه المناطق. توجه هذه الأدوات الممارسين لإجراء تقييمات لصحة النظام البيئي في المدن ووضع خطط مرنة تشمل جميع الضغوط السياقية. ومن أجل تعزيز الممارسات المرنة لإدارة النظم البيئية في المناطق الحضرية، توفر هذه المجموعة حلًا مستدامًا ومبنيًا على الطبيعة لحماية واستعادة النظم البيئية في مختلف السياقات الحضرية.

التحديات

تلعب المشاكل المتعلقة بالمياه والصرف الصحي دورًا في تدهور الصحة ووفاة الكثير من الأفراد، مما يعوق التنمية الاقتصادية ويعيق الوصول إلى التعليم وفرص الحياة. يُعَد نقص المياه الصالحة للشرب ونقص المرافق الصحية في الهند مشكلة خطيرة، حيث تُسهم المياه غير النظيفة في انتشار الأمراض ووقوع حالات الوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة. ووفقًا لأحدث التقديرات، يتوفى حوالي 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة سنويًا بسبب الأمراض المنقولة عن طريق المياه، وخاصة حالات الإسهال.

تخسر الدولة أيضًا أكثر من 200 مليون يوم عمل سنويًا بسبب تلك الأمراض، ويعتبر نقص المياه في غرب الهند حاليًا أكبر تهديد يواجه سبل العيش، إذ يؤدي انخفاض مستويات المياه الجوفية وتقلص الأنهار إلى تقليل الموارد المتاحة للري وتلبية الاحتياجات المنزلية للماء.

تضطر النساء في المناطق الريفية لاستخدام الكثير من الوقت والجهد والسير لمسافات طويلة للوصول إلى المياه. أظهرت الدراسات أن النساء في المناطق المتأثرة بالجفاف في ولاية غوجارات والمناطق المتضررة من الفيضانات في ولاية أوتار براديش يقطعن مسافة متوسطة تبلغ ست كيلومترات يوميًا لجلب المياه.

توجد مسألة أخرى متعلقة بجودة المياه، حيث تشكل الملوحة عقبة رئيسية أُخرى لجودة مياه الشرب في المناطق القريبة من الساحل. تشير الدراسات إلى أن استهلاك تلك المياه بكميات زائدة يمكن أن يسبب بقعًا على الأسنان وتصلبًا في العظام (ما يُعرف بتسمم الفلورايد للأسنان والعظام)، فضلًا عن تكوّن حصى في الكلى والمرارة، وحدوث مشاكل في الجهاز الهضمي. وتُعتبر أمراض الجلد أيضًا من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال والكبار على حد سواء، وتعتبر النساء في سن الإنجاب والأطفال الأكثر عُرضة للإصابة بهذه الأمراض.

تواجه الهند تحديات كبيرة في إنشاء شبكات صرف صحي آمنة. حالياً، تغطي مرافق الصرف الصحي الآمنة فقط 31٪ من احتياجات سكان المناطق الريفية في الهند. ومع زيادة التحضّر، تواجه البنية التحتية في المدن صعوبة في توفير خدمات صرف صحي لسكان المدن ذوي الدخل المحدود. يؤثر نقص مرافق دورات المياه بشكل خاص على صحة وسلامة النساء والفتيات. بالإضافة إلى ذلك، يُعد نقص الحمامات أحد أكبر أسباب ارتفاع معدلات التسرب بين الفتيات في المدارس.

النظافة والصرف الصحي

تعمل وكالة الآغا خان للسكن ومؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية مع المجتمعات المحلية، وذلك من أجل مساعدة الحكومة على مواجهة هذه التحديات، من خلال تسهيل بناء مرافق آمنة للصرف الصحي ودعم تبني سلوكيات صحية محسّنة.

ساعدت وكالات شبكة الآغا خان للتنمية بشكل تراكمي في بناء أكثر من 170,000 وحدة للصرف الصحي في الهند، بما في ذلك أكثر من 600 وحدة في المدارس. تقوم لجان الصرف الصحي في المدارس بتعليم الطلاب كيفية غسل الأيدي بشكل آمن وكيفية الحفاظ على النظافة أثناء فترة الحيض.

نفّذت وكالة الآغا خان للسكن، بالشراكة مع مؤسسة الآغا خان وشركة "ريكيت بينكيزر" (Reckitt Benckiser)، برنامجًا للنظافة والتعليم في المدارس في 216 قرية بولاية غوجارات. هدف هذا المشروع كان خلق بيئة مدرسية تُعطي الأولوية لشبكات الصرف الصحي والتثقيف الصحي في المدارس. وقد قُمنا أيضًا ببناء قدرات المعلمين ومدراء المدارس الحكومية لتنفيذ هذا البرنامج، باستخدام وسائل تعليمية مناسبة وملائمة للأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، قامت وكالة الآغا خان للسكن ومؤسسة الآغا خان بتنفيذ برنامج للتوعية والوقاية من فيروس كوفيد-19 في 49 حيًا فقيرًا في المناطق الحضرية، بالتعاون مع اليونيسف. وقدمنا تدريبات مع إنشاء نقاط لغسيل الأيدي، وعملنا على زيادة مستوى الوعي من خلال البرامج الإذاعية التي تصل إلى 10 ملايين شخص.

إدارة المياه

نعمل جنبًا إلى جنب مع المجتمعات لتعزيز الحفاظ على المياه وتحسين الأمن المائي. قد أحدث برنامج تحسين الصحة البيئية الذي ننفذه تأثيرًا إيجابيًا على حوالي 225,000 مستفيد في ولاية غوجارات. يتم تحقيق ذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التي تعزز تجديد أنظمة المياه المستخدمة وتحسينها. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتنفيذ أكثر من 5,000 تدخل في مجالات جمع مياه الأمطار وتجديدها والحفاظ عليها في أكثر من 200 مجتمع.