سويسرا · 28 مارس 2021 · 10 دقائق
AKDN / Lucas Cuervo Moura
انضم الدكتور هايس وُلراڤِن إلى شبكة الآغا خان للتنمية في عام 2003، وهو يشغل حالياً منصب مدير الصحة في الشبكة والمدير العام لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية. وهو أيضاً أستاذ فخري في علوم صحة المجتمع بجامعة الآغا خان، إضافةً إلى عمله في إفريقيا لمدة 15 عام في مجال توفير الرعاية الصحية والإدارة وإجراء الأبحاث، مع التركيز بشكل كبير على الأنظمة الصحية في المنطقة.
نشر الدكتور وُلراڤِن على نحو واسع في المجلات الدولية المحكّمة، فضلاً عن أنه مؤلف كتاب "الصحة والفقر: مشاكل وحلول الصحة العالمية" (روتليدج، لندن)، والذي حصل على الجائزة الأولى ضمن فئة "الرعاية الصحية والاجتماعية" خلال حفل توزيع جوائز الكتاب السنوي للجمعية الطبية البريطانية لعام 2011.
الدكتور هايس وُلراڤِن.
AKDN
تعمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في وسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق إفريقيا، حيث تشهد تلك المناطق زيادة في نسبة الأمراض غير المعدية، ثم حدثت جائحة كوفيد-19، كيف ساهمت الجائحة بتغيير التصورات حول الأعباء الصحية في البلدان النامية؟
نظراً لأن كوفيد-19 يعتبر مرضاً معدياً، يعتقد الناس غالباً أن تركيزنا على الأمراض غير المعدية قد تراجع، لكن العكس هو الصحيح. في الواقع، أدت الظروف الأساسية التي أحدثتها الأمراض غير المعدية إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد-19، حيث أن غالبية الذين ماتوا بسببه كانوا يعانون من أمراض غير معدية مزمنة، مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الرئة المزمنة أو السرطان. يُذكر أن حوالي ثلاثة أرباع الوفيات في جميع أنحاء العالم تحدث نتيجةً للأمراض غير المعدية، لهذا سلّطت جائحة كوفيد-19 من الأهمية الكبيرة لتلك المشكلة وضرورة الاهتمام بأولئك المرضى.
في الواقع، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "سلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الخطر الكامل للأمراض غير المعدية، مشيراً إلى الحاجة الملحّة لتنبّي سياسات واستثمارات أقوى في مجال الصحة العامة للوقاية منها". وفي إطار عمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، وكجزء من الاستجابة لجائحة كوفيد-19، قمنا بزيادة الأنشطة التي من شأنها تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض لمعالجة عوامل الخطر التي تشكّلها الأمراض غير المعدية، فضلاً عن زيادة الجهود لتشخيص الأمراض وعلاجها مبكراً.
كيف استجابت شبكة الآغا خان للتنمية خلال الجائحة؟ وهل يمكنك التحدث عن المهمات التي قام بها فريق العمل العالمي وماذا كان دورك؟
قمنا بتتبع الجائحة في أوائل عام 2020، حيث تعاونت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية وجامعة الآغا خان ومؤسسة الآغا خان مع وزارات الصحة لتطوير خطط استعداد خاصة بكل بلد ومنطقة لمواجهة جائحة كوفيد-19. وتمثلت الأولوية في تعزيز قدرات التشخيص والرعاية لدى الحكومة وشبكة الآغا خان للتنمية وتأمين الإمدادات المطلوبة بشدّة ومجموعات الاختبار.
تم تشكيل فريق العمل العالمي التابع لشبكة الآغا خان للتنمية بحلول منتصف مارس 2020 وذلك لمواجهة الجائحة من خلال كافة الوكالات ومكتب الإمامة، إلى جانب الاستفادة من التعلم العالمي.
هذا واستجابت شبكة الآغا خان للتنمية من خلال العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية الذين يجرون اختبارات للحالات المشتبه فيها ومعالجة المرضى ذوي الحالات الخفيفة والمتوسطة، وإنشاء مرافق صحية مؤقتة إضافية، فضلاً عن زيادة القدرة على علاج الحالات الشديدة والحرجة، وتقديم الاستشارات للسلطات الوطنية فيما يتعلق باستعدادها لتقديم الاستجابات.
عمليات بناء مركز الاستجابة لحالات الطوارئ الخاص لمواجهة جائحة كوفيد-19 بوادي غَرامتشاشما في باكستان.
AKDN
اعتمد فريق العمل العالمي التابع لشبكة الآغا خان للتنمية على ثلاث ركائز في عمله لمواجهة جائحة كوفيد-19: إبطاء وتوقف العدوى، منع تفشي المرض، تأخير وكبح الانتشار (منع حدوث زيادة في نسبة الانتشار)، فضلاً عن توفير الرعاية المثلى لجميع المرضى، ولا سيّما للمرضى المصابين بأمراض شديدة وخطيرة، والتقليل من نسبة التأثير على المجتمعات والفئات الضعيفة وعلى تقديم الخدمات الاجتماعية والأنشطة الاقتصادية.
تضمن العمل الفوري في الركيزة الأولى زيادة نسبة الوعي العام بجائحة كوفيد-19 واتخاذ الإجراءات الرئيسية لمنع انتشاره، مثل نشر الرسائل الحكومية عبر جميع المنصات المتاحة، فضلاً عن تحديد الثغرات في الرسائل والمواد ومعالجتها، وإطلاق حملات لتحسين مستوى الوعي بأهمية التباعد الجسدي. شكّل توجيه الإجراءات المجتمعية لحماية الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أمراً مهماً على نحوٍ خاص. هذا وركّزت الحملات التي تقوم بها شبكة الآغا خان للتنمية في المناطق التي تعمل فيها على الوصول للمجتمعات والأفراد غير المتصلين بشبكة الإنترنت أو ممن يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها.
واصلت وكالات شبكة الآغا خان للتنمية بما في ذلك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية ووكالة الآغا خان للسكن ومؤسسة الآغا خان العمل مع أبناء المجتمعات خلال الجائحة في رشت بطاجيكستان كما فعلوا منذ عام 2002.
AKF Canada
يُذكر أنه عندما أصبح واضحاً أن حالة عدم اليقين والخوف والتوتر نتيجةً للجائحة تتطلب زيادة في مستوى الدعم النفسي والاجتماعي والوعي بالصحة العقلية، استجابت وكالات شبكة الآغا خان للتنمية أيضاً عبر عدة مبادرات، ومن ضمنها القيام بحملات لتحسين المعرفة الفردية والمجتمعية بعلامات الخطر وأنظمة الإحالة والاهتمام بمقدمي الرعاية الصحية.
تضمن العمل الفوري في الركيزة الثانية تعزيز تدابير الاحتواء في المناطق التي تشهد حالات نشطة وزيادة توفير الاختبارات، إضافةً إلى دعم المبادرات الحكومية حول التعقب وكذلك توسيع نطاق وضمان الوصول إلى مواقع الاختبار المتطورة لتشمل تحديد مناهج اختبار أكثر استدامة، فضلاً عن بناء مراكز استجابة سريعة، وزيادة قدرة العناية المركزة من خلال الصحة الرقمية، إلى جانب تعزيز القدرة على إدارة النفايات الطبية والتخلص منها بشكل آمن، وتحسين إجراءات مراقبة انتقال الفيروس من خلال الاستفادة من البيانات.
وهذا يرتبط بالحاجة لتعزيز التدابير التي من شأنها منع انتشار جائحة كوفيد-19 داخل المرافق الصحية مع تحسين إمكانية حصول المرضى ممن هم بحاجة للرعاية الطبية من الوصول للخدمات الصحية. ومن خلال العمل جنباً إلى جنب مع الحكومة، أنشأت مرافق شبكة الآغا خان للتنمية بروتوكولات وقائية مشتركة، إضافةً إلى عملها على تمكين العاملين في مجال الرعاية الصحية من الوصول إلى معدات الحماية الشخصية.
وتحسباً لزيادة كبيرة في كمية الأعباء، كانت ثمة حاجة لدعم عزل الحالات القوية، فضلاً عن وضع جداول أعمال تتعلق بكيفية إدارة الحالات، والتي تتضمن إعداد المرافق والموظفين لاستقبال أعداد كبيرة من المرضى ممن هم بحاجة لرعاية شديدة وحساسة. هذا وتم تقييم إجراءات التشغيل القياسية باستمرار، فضلاً عن التأكيد على استمرارية تشغيل المرافق وإجراء العمليات الصحية من خلال شبكة العلاقات مع المورّدين وتوفير المخزونات.
افتُتح مركز الاستجابة للطوارئ والذي يستوعب 28 سريراً للمرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 في بوني بأعالي شيترال. يعمل في المرفق 32 موظفاً متخصصاً في الرعاية الصحية، بالإضافة لثمانية أطباء و20 ممرضة.
AKDN / Ihsan Ullah
تضمن العمل الفوري في الركيزة الثالثة الحد من المخاطر، وبناء وتعزيز المقاومة والمرونة، إضافةً إلى ضمان استمرارية تقديم الخدمات الاجتماعية، ودعم أولياء الأمور، إلى جانب ضمان الحماية الاجتماعية والتماسك. وكان في طليعة هذا العمل استمرار تقديم الدعم للأسر والمعلمين والطلاب للوصول إلى الموارد والأدوات ذات الصلة لإدارة التعلم المستمر في ظل إغلاق المدارس.
كما كان واضحاً منذ البداية أن الجائحة ستترك أثراً كبيراً على سبل العيش والأمن الغذائي. يُذكر أنه بعد إجراء تقييمات للمخاطر ووضع خرائط للمجتمعات والأُسر المعرضة للخطر، تم تسليم الأغذية والبذور والمواقد ومجموعات الأدوات للأسر الأكثر ضعفاً وممن يعيشون في المناطق النائية. كان ثمة تركيز على نحو خاص على تعزيز الإمكانيات الاقتصادية عند المرأة. هذا وركّزت شبكة الآغا خان للتنمية على تشجيع إنشاء المؤسسات وتقديم المساعدات النقدية، فضلاً عن ضمان الوصول للبنية التحتية الحيوية، مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية، التي قد تتأثر نتيجةً للجائحة.
كان لجائحة كوفيد-19 أيضاً تأثير كبير على الصحة العقلية، حيث أنه من الطبيعي الشعور بالخوف أو القلق أو التوتر أثناء انتشار الجائحة. بادئ ذي بدء، نحن قلقون من الإصابة بالفيروس والمرض، إضافةً إلى التغييرات التي حدثت نتيجةً لتقييد تحركاتنا، فضلاً أن العديد من الناس حوصروا في أماكن معيشتهم الصغيرة لأسابيع وأشهر في كل مرة، إلى جانب ضرورة التباعد الجسدي بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء الآخرين وتجنّب مصافحة الزملاء. هذا وغالباً ما يتم إجراء التعليم في المنزل. إننا ندرك على نحو خاص خلال جائحة كوفيد-19 ما قام به العاملون الصحيون ومدراء المرافق الصحية، والذين عانوا من الإجهاد لأكثر من عام، وهؤلاء نوجّه لهم خالص شكرنا وتقديرنا للعمل الشاق الذي قاموا به وما زالوا يقومون به.
كيف تدعم شبكة الآغا خان للتنمية لقاح فيروس كوفيد-19؟
تعمل وكالات شبكة الآغا خان للتنمية منذ عدة أشهر وعن كثب مع السلطات الحكومية حول خطط تنفيذ اللقاح، حيث تقوم كافة خطط تنفيذ اللقاح بتحديد الخطوات الملموسة التي يتم اتخاذها للتحضير لحملة التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 وتنفيذها، بما في ذلك إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة من السكان. كما تحدد الخطط الإجراءات التي تم تنفيذها لحشد أفراد المجتمع لقبول أخذ اللقاح ومراقبة نتائج البرنامج. في العديد من البلدان، تم التصريح لشبكة الآغا خان للتنمية بفتح مراكز لإعطاء اللقاح ضد فيروس كوفيد-19 حيث يتم تقديم اللقاحات في المقام الأول للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية وكبار السن وممن يعانون من أمراض مزمنة.
شارك حَرَمي جامعة الآغا خان في كراتشي ونيروبي في تجارب سريرية عالمية لتقييم فعالية لقاحين محتملين لـفيروس كوفيد-19.
AKU / Umaima Mughal
أنت أحد الموقعين على مبادئ إعلان "ألما آتا" للرعاية الصحية الأولية. كيف يؤثر ذلك على عمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية؟
إن الإجراءات المحددة اللازمة لتحويل "الصحة للجميع" إلى واقع ما زالت غائبة حتى اليوم كما كانت في عام 1978 عندما صدر إعلان "ألما آتا" لأول مرة. ولسوء الحظ، تميل العديد من البلدان نحو الاهتمام بالرعاية الصحية الشخصية على حساب الصحة العامة للسكان، ولهذا ثمة نسبة عالية من المرضى الذين عولجوا في المستشفى يمكن أن يتلقوا العلاج في مركز الرعاية الصحية الأولية. لكن المرضى يتجهون نحو المستشفى الأكبر جزئياً لأنهم يعرفون أن المستشفى مجهّزة بأفضل المعدات والأجهزة، فضلاً عن امتلاكها أطباء يتمتعون بمهارات متخصصة.
نحاول في شبكة الآغا خان للتنمية النظر في تأثيرات وسياق المجتمع، فضلاً عن توجيه العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية للاهتمام بالصحة العامة للسكان، إلى جانب ضمان الوصول لرعاية صحية شخصية عالية الجودة عند الحاجة. وهذا يتطلب أن يفهم العاملون في الرعاية الصحية المشكلات الصحية المحلية ومحدداتها الاجتماعية والبيئية، إضافةً إلى وضع مخططات للتدخلات الوقائية والعلاجية الأكثر فعالية للمجتمع من خلال المشاركة في الإبداع، والدعوة لتحسين ظروف المعيشة والاهتمام "بنوعية الحياة"، مع الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية الفردية. يلعب العاملون في مجال الصحة المجتمعية في شبكة الآغا خان للتنمية على سبيل المثال دوراً حيوياً في نظام الرعاية الصحية الأولية، ولا سيّما عندما يعملون جنباً إلى جنب مع العاملين الصحيين في المنشأة.
شاركت غودينشا، العاملة الصحية المجتمعية في تنزانيا، بالتدريبات للاستجابة لجائحة كوفيد-19 المدعومة من شبكة الآغا خان للتنمية، وهي تقوم بزيارة لكافة المنازل في مجتمعها لتثقيف السكان بأهمية غسل اليدين وارتداء الكمامات.
AKF Canada
نحاول عموماً في شبكة الآغا خان للتنمية إنشاء نظام صحي يعمل بشكل جيد ويتضمن أنشطة تهدف لتعزيز الصحة والوقاية على مستوى المجتمع، فضلاً عن إنشاء مركز للرعاية الصحية الأولية لمواجهة الأمراض الأكثر خطورة. وإننا نعتمد نموذج "مركز الاتصال الأساسي الذي يقدم الدعم لمجموعة من المراكز الصحية الفرعية". إذا كانت العيادة تفتقر للمهارات والأجهزة اللازمة لعلاج المرضى، فسوف ينتقلون إلى المستوى التالي من تقديم الخدمات الصحية، وينطبق الشيء نفسه على المستويات الأخرى. يُعتبر النظام مفيداً لكل من المرضى وأقاربهم، حيث يمكن أن تكون مرافق الرعاية الصحية الأولية صغيرة ولكن غير بعيدة جداً.
إذا أردنا تحقيق مبادئ إعلان "ألما آتا"، فلا ينبغي للبلدان ذات الدخل المنخفض أن ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، إضافةً إلى أن المضي قدماً في هذا الأمر يتطلب التزاماً قوياً وقيادة تضع الرعاية الصحية الأولية في قلب الجهود المبذولة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. إننا بحاجة لهياكل الحوكمة وأطر السياسات لدعم تقديم الرعاية الصحية الأولية.
كيف يمكنك التعاون مع وكالات شبكة الآغا خان للتنمية الأخرى والوكالات الخارجية لتقديم الرعاية الصحية؟
تحاول مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في جميع جهودها إتباع نهج الرعاية الصحية الأولية مع التركيز التقليدي على الاهتمام بصحة الأمهات والمواليد والأطفال، ويُستكمل ذلك بنماذج مجتمعية تتناول الأعباء التي تشكّلها الأمراض غير المعدية، ومن ضمنها قضايا الصحة العقلية والرعاية التلطيفية. بالإضافة لذلك، تعتبر مبادرات الصحة الرقمية، بما في ذلك الاستشارات عن بُعد، موجودة في العديد من مرافقنا وبرامجنا.
لضمان جودة التشخيص وتقديم العلاج، يُقدم الأطباء في مستشفى مرياكاني سَبْكاونتي في مقاطعة كيليفي استشارات الصحة الإلكترونية عن بُعد بانتظام مع المتخصصين في مستشفى الآغا خان في مومباسا، كينيا (تم التقاط الصورة قبل جائحة كوفيد-19).
AKDN / Lucas Cuervo Moura
نتعاون مع المجتمعات المحلية والحكومات المحلية والوطنية والمانحين الدوليين ومؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية الأخرى للوصول لأفضل النتائج الممكنة في مجال الرعاية الصحية في تلك الدولة أو المنطقة. وهذا يعني تقديم الدعم على نحو ملموس للاحتياجات الصحية للسكان المحليين من خلال نموذجنا "مركز الاتصال الأساسي الذي يقدم الدعم لمجموعة من المراكز الصحية الفرعية"، فضلاً عن تعزيز الرعاية على جميع المستويات، ومن ضمنها مرافق الرعاية الأولية الحالية ومقدمي الرعاية الصحية الثانوية والمستشفيات من المستوى الثالث.
يُذكر أنه تعاونا في تنزانيا، على سبيل المثال، مع حكومة تنزانيا والحكومة الفرنسية ووكالات أخرى تابعة لشبكة الآغا خان للتنمية لتقديم تشخيص وعلاج أفضل ومبكر لمرضى السرطان. بالإضافة إلى أننا نعمل في شمالي باكستان مع المجتمعات المحلية والحكومات ووكالات شبكة الآغا خان للتنمية لإيجاد طرق مستدامة لتقديم الرعاية الصحية الأولية لسكان الوديان الجبلية العالية. كما نعمل أيضاً مع وكالات ووحدات شبكة الآغا خان للتنمية الأخرى، مثل جامعة الآغا خان في مجال التدريبات والأبحاث المتعلقة بالعمليات.
بينما تدعم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في أفغانستان الجهود الحكومية عبر تنفيذ الحزمة الأساسية القياسية للخدمات الصحية والحزمة الأساسية لخدمات المستشفيات في مقاطعتين نيابةً عن الحكومة. وهذا يتم من خلال اتفاقية شراكة مبتكرة بين القطاعين العام والخاص وتتضمن عنصر الدفع مقابل الأداء، ما يُمكّن مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية من إدارة مستشفيين إقليميين وخمسة مستشفيات إقليمية و25 مركزاً صحياً شاملاً و158 مركز صحي أساسي، حيث تقدم جميعها الخدمات لـ1.5 مليون نسمة.
تتمثل أهدافنا العامة في دعم السياسات والخطط الصحية الحكومية، إضافةً لتوسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الرعاية الصحية، فضلاً عن إدخال وتوسيع نطاق التأمين الصحي وبرامج الحماية الاجتماعية، إلى جانب تنفيذ والمساهمة في المعايير العالمية في مجال الصحة وتقديم الرعاية الصحية.
ما الذي يمكن أن تفعله المستشفيات والعيادات لمكافحة التغيّرات المناخية؟
قد لا تتخيل أن للمستشفيات والعيادات دور كبير في التغيّرات المناخية. بعد أن قدّم سمو الآغا خان والأمير رحيم آغا خان إرشادات لجميع وكالات شبكة الآغا خان للتنمية للحد من انبعاثات غاز الكربون، ضاعفنا جهودنا في محاولة للحد منها. ومن المثير للدهشة مقدار الكربون الذي تنتجه أنظمة تقديم الرعاية الصحية ومقدار الكمية التي يمكن تقليلها.
نقوم ببناء مستشفيات تهتم بأحدث التقنيات "الصديقة للبيئة". يعتبر المستشفى الإقليمي في باميان بأفغانستان مثالاً جيداً، حيث اهتم تصميم الهندسة المعمارية الخاص بالمستشفى بالتأثيرات المنخفضة والمتداخلة بحيث لا تكون المستشفى حساسة من الناحية الثقافية للمنطقة المحيطة فحسب، بل أيضاً صديقة للمناخ ودائمة وتمتاز بالمقاومة والمرونة تجاه الزلازل. توفر محطة الطاقة الشمسية بقدرة 400 كيلو واط الجزء الأكبر من حاجة المستشفى للكهرباء. ونحن نتطلع أيضاً إلى تعديل المرافق القديمة مع التركيز على الحد من انبعاثات غاز الكربون وتلوث الهواء واستهلاك الطاقة والمياه.
توفر محطة الطاقة الشمسية بقدرة 400 كيلو واط في مستشفى مقاطعة باميان بأفغانستان غالبية حاجة المستشفى من الكهرباء.
AKDN / Sameer Dossa
يركز جزء كبير من جدول الأعمال على الحد من انبعاثات الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري من خلال الابتكارات في النقل واستهلاك المياه (إعادة التدوير والاستخدام المحافظ) وتلوث الهواء، إضافةً إلى أننا نستهدف الحاجة للسفر وما يسببه من تلوث. يُعد الاكتشاف السريع للمشكلات الصحية وحلها جزءاً من الحل، لكننا نحاول في نفس الوقت استخدام التكنولوجيا التي من شأنها مساعدة المرضى في تلقي المعلومات والرعاية بالقرب من المنزل: الحلول الصحية الرقمية والاستشارات الهاتفية والتطبيب عن بُعد الذي يدعم التشخيص والاستشارات عن بُعد، والتي تعتبر جميعها جزءاً من "نموذج مركز الاتصال الأساسي الذي يقدم الدعم لمجموعة من المراكز الصحية الفرعية".
يتضمن جزء آخر من جهودنا شراء الأدوية والأجهزة الطبية والأغذية وغيرها من المنتجات. كما أننا توقفنا خلال العمليات الجراحية على سبيل المثال عن استخدام أقوى الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري ومنها غاز ديسفلوران، وقمنا بانتهاج بدائل أفضل حيثما أمكن.
تُعتبر أجهزة الاستنشاق بالجرعات شائعة الاستخدام والتي تستخدم غازات مضغوطة مسيلة أحد المنتجات المهمة الأخرى في انبعاثات الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري. ثمة بدائل أكثر فعالية وأقل تكلفة مع أجهزة الاستنشاق بالمسحوق الجاف، وهذه خطوة مهمة أخرى نحو إنشاء أنظمة صحية خالية من غاز الكربون.
يعد الإشراف الجيد أحد المبادئ الأخلاقية لشبكة الآغا خان للتنمية، وإننا في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، نأخذ هذا المبدأ على محمل الجد، ونحاول التقليل من استخدام غاز الكربون حيثما أمكن.