تولي مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية (AKHS) أهمية كبيرة لتقديم رعاية صحية عالية الجودة، وتتحمل مسؤولية فريدة في استثمار أساليب الرعاية الصحية التي تلبي احتياجات المرضى وتحافظ على رفاهية الأجيال القادمة. بناءً على ذلك، تسعى المستشفيات والمراكز التابعة لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية إلى تعزيز إجراءاتها الذكية، التي تأخذ بعين الاعتبار التغيّر المناخي، والتأكيد على الاستمرار في تقديم الرعاية عالية الجودة وصديقة للبيئة في آنٍ معًا.
يُعد الإشراف الجيد على البيئة أحد الأركان الأساسية للإطار الأخلاقي، الذي تتمتع به شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) ومؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية.
يتلقى الأطفال اللقاحات في شمالي باكستان في إطار مشروع "حياة" (Hayat) الذي يستخدم تطبيقاً للهاتف المحمول يساعد في تتبع الخدمات الصحية التي يقدمها العاملون الميدانيون. "حياة" هو تطبيق صحي للهاتف المحمول وبوابة ويب تم تطويرها بواسطة جامعة الآغا خان.
AKU
تتبنى مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في مجال الرعاية الصحية الذكية مناخيًا والصديقة للبيئة، نهجًا يستند إلى عدة محاور:
تم وضع تصميم معماري خاص وذو تأثير منخفض لمستشفى باميان الإقليمي بحيث يكون حساساً من الناحية الثقافية للمنطقة المحيطة، فضلاً عن أنه صديق للمناخ ويتسم بالقوة والمقاومة تجاه الزلازل.
AKHS
المرافق
تم تصميم جميع المرافق الجديدة من أجل تلبية أفضل المعايير البيئية الممكنة، فضلاً عما تقوم به مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية من إجراءات لتحسين المرافق القديمة، مع التركيز على الحد من انبعاثات الكربون، والتقليل من تلوث الهواء، والكفاءة في استهلاك الطاقة والمياه. كما تفكر المؤسسة بالاستعدادات والتعديلات اللازمة لمواجهة التغيّرات القاسية في الطقس والحاصلة نتيجةً للتغيّر المناخي.
يتمتع المهندسون المعماريون والمهندسون العاملون في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بتقليد طويل الأمد في العمل والتعاون معاً لبناء مرافق تتميّز بالقدرة على مواجهة أسوأ الأحوال الجوية، وتستفيد بشكل كامل من الإضاءة الطبيعية والتهوية. ويساهم ذلك في تقليل احتياجات الطاقة اللازمة للتدفئة والتبريد والإضاءة، إلى جانب السعي للحصول على شهادة التميّز في التصميم لتحقيق كفاءات أعلى وتحسين الأداء البيئي (EDGE) في المرافق الجديدة.
يُعَدُّ تحقيق كفاءة الطاقة معياراً لكافة التجهيزات الرئيسية، لهذا يتم البحث باستمرار عن أفضل الحلول في مجال الطاقة من أجل استخدام التجهيزات والمعدات المناسبة، ولا سيّما ما يتعلق بتقليل استهلاك الطاقة والمياه. تعتمد المستشفيات التابعة لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية عادةً على استخدام "ليدات" الإنارة الذكية، المزوّدة بحساس، والصنابير الموفّرة للمياه، وكذلك المراحيض والمعدات والأجهزة المُعتمَدة من برنامج "إنيرجي ستار" (برنامج يعزز من كفاءة الطاقة ويقدم معلومات عمّا تستهلكه الأجهزة من الطاقة).
يقوم المهندسون فيما يتعلق بالمشاريع الحديثة، حيث تلعب المساحة دوراً هاماً، بتطبيق تقنيات تسهم في تجميع مياه الأمطار للاستفادة منها إلى أقصى درجة، إضافةً إلى استخدام المياه المُعالَجة لغسل المراحيض وسقاية الأراضي. تحتوي بعض المرافق على محطات تناضح عكسي (لتحلية مياه البحر) لإنتاج مياه ذات جودة عالية وصالحة للشرب. ما يحدّ من الحاجة لنقل مياه الشرب، والتي لها تكلفة باهظة الثمن على البيئة. تم وضع الخطط لتطبيق وتنفيذ كافة تلك الميزات في جميع المواقع على نحوٍ تدريجي. وعند توفر الإمكانية، ولا سيّما في المشاريع الكبيرة، يتم تشغيل المولدات والمعدات الأُخرى من أجل تسخين المياه والحصول على التدفئة التكميلية (إستراتيجية يلجأ إليها الأشخاص لتدفئة أماكن معينة فقط من المنزل نظراً لارتفاع أسعار الطاقة).
وفي مجال الطاقة الشمسية، استثمرت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية عملياً في هذا المجال في عام 2016 في أفغانستان، عندما تعاونت مع شركائها في بناء المستشفى الجديد في باميان آنذاك. ونظراً لبعد المستشفى عن الشبكة الكهربائية، توجّب الوصول لحلول إبداعية في مجال الطاقة، حيث بدا الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية واعداً ومبشّراً بالنجاح على المدى الطويل، رغم أن التكاليف المقدّرة للتركيب مرتفعة للغاية، ولكن التوقعات تستحق المتابعة. وما إن تم الحصول على التمويل، تم تركيب نظام للطاقة الشمسية بقدرة 400 كيلو واط، والذي كان يعتبر آنذاك أكبر نظام تقوم به شبكة الآغا خان للتنمية. لحسن الحظ، نجحت التجربة على نحو أفضل بكثير مما كان متوقعاً. توفر فصول الصيف في هذه المنطقة ما يصل إلى 14 ساعة من ضوء الشمس يومياً. وقد تعلمت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية من خلال هذه التجربة أن المستشفيات تستهلك معظم ما تحتاجه من الطاقة أثناء النهار (حيث يقتصر الاستخدام الليلي على الإضاءة والعمليات الطارئة)، وعلى هذا النحو، تُعدُّ الطاقة الشمسية حلاً جيداً، ولا سيّما لعمليات الرعاية الصحية. من الناحية المالية، سوف يستغرق الأمر حوالي 6 سنوات لاسترداد تكاليف الاستثمار في مستشفى باميان، حيث توفر الطاقة الشمسية حالياً 50-60% من جميع احتياجات الطاقة. ونظراً لأن الأنظمة تولّد طاقة أكثر مما يمكن توفيرها أو الاحتفاظ بها، فإن الخطط جارية لإضافة المزيد من البطاريات الجيدة، الأمر الذي سيقلل من استخدام الوقود الأحفوري بشكل أكبر.
مركز الآغا خان الطبي في غيلغيت، باكستان.
AKDN / Christopher Wilton-Steer
تستكشف كافة المرافق التابعة لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بعد نجاح التجربة في باميان الخطوات المستقبلية وتهدف للاستفادة إلى أقصى حد من الطاقة الشمسية.
تشمل المشاريع الحديثة تحديث أحد المرافق القديمة في مركز الآغا خان الصحي الشامل في سينغال بشمالي باكستان، إضافةً لمركز الآغا خان الصحي للتوعية في كوز بمومباسا. تتضمن التصميمات والمخططات المتعلقة بالتوسعات المقترحة في مركز الآغا خان الطبي في غيلغيت بباكستان، ومستشفى الآغا خان في كيسومو بكينيا، أيضاً الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية. تشمل الخطط الحالية أيضاً إنشاء نظام يعمل بالطاقة الشمسية باستطاعة 40 كيلو واط في مركز الآغا خان الطبي في موانزا بتنزانيا، ونظاماً مشابهاً لمركز الآغا خان الطبي في سلمية بسوريا. ويشمل الاحتياج للطاقة الشمسية في هذه المشاريع ما بين 40% و90%، مع توقعات باسترداد التكاليف بين خمس إلى ثمان سنوات. ومن المتوقع أن تتحسن النتائج في المستقبل مع تراجع أسعار تركيب أجهزة الطاقة الشمسية وتطور التكنولوجيا. كما تعمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية على استكشاف نماذج أولية مثل الاستثمار في مجال الطاقة الحرارية الأرضية في المناطق التي تفتقر لأشعة الشمس، مثل شمالي باكستان.
حصلت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية على جائزتين تقديراً لمشاريعها المتميزة في مجال الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى جائزة صندوق الأمير صدر الدين آغا خان للبيئة (A2E). وقد حصلت المؤسسة على جائزة الوصول إلى الطاقة لمشروع المركز الصحي الشامل في سينغال بشمالي باكستان، وجائزة مشروع المركز الطبي في موانزا بتنزانيا.
تسعى مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بشكل مستمر إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة داخل مستشفياتها الكبيرة وخلال عملياتها الميدانية، كما تعمل بنشاط على إيجاد طرق لتقليل النفايات من خلال استخدام المواد والعناصر بحكمة، بالإضافة إلى تحسين طرق إدارة النفايات.
يركز جزء كبير من جدول الأعمال على الحد من انبعاثات الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري من خلال الابتكارات المطبّقة في مجال النقل واستهلاك المياه، واعتماد نهج إعادة تدوير المواد واستخدامها بشكلٍ جيدٍ، الأمر الذي من شأنه التخفيف من نسبة تلوث الهواء، فضلاً عن الشراء الذكي للمستحضرات الصيدلانية والأجهزة الطبية، والأغذية والمنتجات الأُخرى، والتي تراعي جميعها التغيّر المناخي. إضافةً إلى أن الجهود جارية للعمل مع المورّدين لتحديد ومعالجة المشكلات الحساسة.
تولي مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية اهتماماً خاصاً لعمليات حرق النفايات الخطرة في المستشفيات والمنشآت الصحية، حيث تقدم تدريبات متخصصة لضمان أن تتم هذه العمليات بأفضل طريقة وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، والتأكد من مراعاة شروط الحفاظ على البيئة. وبفضل الدعم الذي قدمته المؤسسة للمشغلين وتدريباتهم، تم تجنب حرق كميات كبيرة من النفايات تجنباً للأضرار بالبيئة.
تبدأ إدارة النفايات بالحفاظ على ما يمكن استخدامه في المقام الأول، ثم يتبع ذلك عملية فصل النفايات. وعندما تكون هناك إمكانية، تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية باستخدام خيارات مثل التعقيم، والمعالجة الكيميائية، أو دفن النفايات بدلاً من حرقها. وفيما يتعلق بالنفايات التي يجب حرقها، تضمن المؤسسة أن يتم استخدام السعة الكاملة للمحرقة في كل دورة حرق، مما يقلل من المساحة المهدورة ويساهم في زيادة استخدام الطاقة وتقليل الكمية المحروقة بشكل كبير.
ونظراً للممارسات السيئة التي يتم إتباعها عموماً في مجال إدارة النفايات، قررت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية تخصيص مساحة خالية في محارقها لمرافق صحية أُخرى. ففي مركز غيلغيت الطبي في شمالي باكستان، يقدم المركز خدمات الحرق للعمليات الصحية الخاصة، إضافةً للمستشفى الحكومي الإقليمي. وبفضل هذا التعاون، تحسّنت إدارة النفايات بشكل كبير لجميع الشركاء. وبهدف توسيع نطاق تلك الخدمات إلى ثلاث مناطق ضمن نطاق 100 ميل، يجري تركيب محرقة أُخرى، وتعزيز تبني أفضل الممارسات في إدارة وحرق النفايات. تدرك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية أن الفوائد البيئية تفوق بكثير تكلفة نقل النفايات إلى هذا المرفق المركزي، وتأمل المؤسسة مواصلة جهود التوسّع، وضرورة انتهاج أفضل الممارسات في إدارة النفايات وحرقها داخل البلدان التي تعمل فيها.
تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بتبني التقنيات الحديثة لتحسين أداء وحداتها، حيث تم استبدال الوحدات القديمة بأُخرى مصممة بشكل أفضل من حيث استهلاك الطاقة وتلوث الهواء.
تقع أحدث منشآت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في دار السلام، وهي إحدى المنشآت التي تتمتع بأرقى التصاميم ذات الكفاءة في استهلاك الوقود، والمخصصة لحرق النفايات الطبية والمحلية والحيوانية، ومن المتوقع ألا تؤدي لحدوث تلوث مباشر. على سبيل المثال، عند حرق 200 كغ من المواد خلال ساعة واحدة، فمن المتوقع حدوث الانبعاثات التالية: "نسبة انبعاث غاز ثاني أُكسيد الكربون 5%، الأوكسجين 6%، ثاني أكسيد الكبريت 6%، الماء 29%، النتروجين 54%، الدخان 0%، والروائح 0%.
بدأت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في عام 2019 تحديد أنواع وأحجام غازات التخدير التي كانت تستخدمها أثناء العمليات الجراحية. وقد توقفت عن استخدام أقوى الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري مثل غاز ديسفلوران، وقدمت بدائل أفضل حيثما أمكن ذلك.
AKDN / Kamran Beyg
تُسهم العديد من أدوية التخدير في زيادة البصمة الكربونية خلال تقديم الرعاية الصحية، وهي معروفة بكونها غازات تُساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وتُعد بعضها مواد مستنزفة لطبقة الأوزون، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث سرطان الجلد. ولهذا، يسعى العاملون في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية إلى تطوير طرق للحد من انبعاثات الغازات الناجمة عن استخدام هذه المنتجات.
بدأت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في عام 2019 العمل على تحديد أنواع وأحجام الغازات التي كانت تستخدمها من أجل الوصول إلى بدائل أفضل قدر الإمكان. وتوقفت المرافق الصحية التابعة للمؤسسة عن استخدام ديسفلوران (المستخدم في التخدير العام)، الذي يعد أحد أقوى أنواع الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري. ومع ذلك، لا يزال هناك استخدام لغازات الأيزوفلورين والهالوثان والسيفوفلوران وأكسيد النيتروس، والتي تساهم جميعها في ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد يؤدي بعضها أيضاً إلى استنزاف طبقة الأوزون.
يعمل موظفو مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بنشاط على الحد من آثار تلك الغازات من خلال:
تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في جميع الحالات بدراسة طرق لاستخدام تلك الغازات بحكمة، إضافةً لقيامها بتجربة استخدام تقنيات جديدة تقلل من استهلاك تلك الغازات، ولكن دون المساس بموضوع السلامة. يؤدي إجراء مثل تلك التغيّرات في كثير من الحالات، وليس كلها، إلى التقليل من التكاليف أيضاً.
يهتم عدد من أطباء التخدير في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بإجراء التغيّرات ومشاركة الدروس المستفادة عبر الشبكة، إضافةً لسعي المؤسسة لإجراء حوار مع أطباء التخدير في القطاعين الخاص والعام لتوفير الفرص الرامية لتبادل المعلومات المتعلقة بانبعاثات الكربون ومعرفة كيفية مساهمة غازات التخدير باستنزاف طبقة الأوزون من أجل تبنّي أفضل الممارسات على نطاق أوسع.
يوضح الجدول أدناه الآثار النسبية لغازات التخدير، حيث يتم إجراء مقارنة حول إمكانية مساهمة الغازات في استنزاف طبقة الأوزون (ODP)، ويأتي في مقدمتها غاز الفريُّون 11 "كلوروفلوروكربون"(CFC-11)، إضافةً إلى إظهار إمكانية مساهمة الغازات الأُخرى بظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، والتي يأتي في مقدمتها غاز ثاني أُكسيد الكربون.
|
إمكانية استنزاف غاز الفريون 11 لطبقة الأوزون |
إمكانية مساهمة غاز ثاني أُكسيد الكربون في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي |
غاز الفريون 11 |
1 |
|
ثاني أُكسيد الكربون |
|
1 |
الهالوثان |
1.56 |
50 |
إنفلوران |
0.04 |
816 |
الأيزوفلورن |
0.03 |
510 |
ديسفلوران |
0 |
2540 |
السيفوفلوران |
0 |
130 |
أُكسيد النيتروس |
0.017 |
265 |
رغم أن الهالوثان ليس من الغازات القوية جداً المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أنه يُعد من المواد القوية المستنزفة لطبقة الأوزون، وبالتالي، يتم العمل على استكشاف طرق للحد من استخدامه. وبالإضافة إلى ذلك، غاز أُكسيد النيتروس من الغازات القوية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فضلاً عن تأثيره على استنزاف طبقة الأوزون. وبسبب كمياته الكبيرة المستخدمة، يساهم بشكل كبير في استنزاف طبقة الأوزون وتفاقم التغيّر المناخي، ولذلك فهو يشكّل مصدر قلقٍ كبيرٍ أيضاً.
على الرغم من أن تلوّث الهواء يُشكّل مشكلة في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، والتي تعمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية فيها، إلا أن الكثير لا يعلمون أن بعض المواد المستخدمة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي يمكن أن تساهم في تفاقم التغيّر المناخي.
تستخدم أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المضغوطة (pMDI) الغازات الدافعة لإيصال الأدوية، وهي تسبب تأثيراً كبيراً في ظاهرة الاحتباس الحراري. تُعد الغازات الدافعة المستخدمة في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المضغوطة أقوى بنسبة تصل إلى 3.350 مرة من غاز ثاني أُكسيد الكربون. ويمكن لجهاز واحد من أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المضغوطة عند استخدامه بشكل كامل أن يطلق نسبةً كبيرةً من الغازات المساهمة بظاهرة الاحتباس الحراري، وهي تعادل ما تطلقه السيارة الصغيرة عند قطعها مسافة 180 ميل. يُذكر أنه يمكن لمريض واحد أن يستخدم أكثر من 12 جهاز استنشاق في السنة.
ولحسن الحظ، ثمة بدائل، حيث تمتلك بعض أجهزة الاستنشاق مواد دافعة، وهي تعتبر أفضل من غيرها في إيصال نفس النوع من الأدوية، إما لأنها تستخدم مواد دافعة أقل أو أقل ضرراً، وفي معظم الحالات، يمكن لأجهزة الاستنشاق القائمة على المسحوق الجاف أن تكون فعالة من الناحية السريرية وذات تأثير قليل على البيئة. ولهذه الأسباب، يشجّع 90% من الأطباء في السويد خلال وصفاتهم على استخدام أجهزة الاستنشاق بالمسحوق الجاف.
تلتزم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بالحد من مساهمتها في تلوث الهواء والتقليل من تأثيرات غاز ثاني أُكسيد الكربون خلال تقديم الرعاية المتعلقة بأمراض الجهاز التنفسي، إضافةً إلى:
تم إطلاق مبادرات عدة في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية لتحسين أثرنا البيئي والحد من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بأجهزة الاستنشاق. وقد بدأنا في العام 2019 بفحص الأجهزة التي نشتريها، وتنفيذ برنامج تعليمي للأطباء والصيادلة حول التأثيرات النسبية لأجهزة الاستنشاق. وفي العام 2020، تم إنشاء نظام لتتبع الشراء والوصفات الطبية لإجراء تخفيضات وتحقيق التغييرات الممكنة. كما نعمل على تبادل المعلومات مع المهنيين الصحيين في القطاعين العام والخاص في البلدان التي نعمل فيها، وذلك لتعزيز الوعي بالبصمة الكربونية لأجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المضغوطة والبدائل عنها.
يمكن رؤية مجموعة من تأثيرات الكربون على نحو تقديري في العديد من أجهزة الاستنشاق الشائعة أدناه:
جهاز الاستنشاق |
الجرعة |
المادة الدافعة |
إمكانية مساهمة المادة الدافعة باستخدام غاز ثاني أُكسيد الكربون في ظاهرة الاحتباس الحراري |
البصمة الكربونية للمادة الدافعة في كل جهاز على نحو تقديري |
فينتولين إيفوهالر |
سالبوتامول |
HFA134a |
1300 |
24 كغ (يقدر بـ 18.5 غرام من المادة الدافعة |
سلامول إيزي- بريذ |
سالبوتامول |
HFA134a |
1300 |
10 كغ (يقدر بـ 7.5 غرام من المادة الدافعة) |
فلوتيفورم |
فلوتيكازون بروبيونات / فورموتيرول فومارات |
HFA227ea |
3350 |
37 كغ (يقدر ب 11 غرام من المادة الدافعة) |
سيمبيكورت تربوهيلر |
بوديزونيد/فورموتيرول فومارات |
بلا مسحوق |
0 |
0 كغ |
يتم الاعتماد في جميع العمليات على خطط عمل سنوية، بهدف تحسين كفاءة استخدام الطاقة، والتقليل من الاستهلاك ومن كمية النفايات ومن انبعاثات غاز ثاني أُكسيد الكربون، ولهذا بدأنا بمراقبة بصمتنا الكربونية من خلال حساب كمية ما تصدره الأنشطة من غاز ثاني أُكسيد الكربون، فضلاً عن إجراء حسابات فصلية (ربع سنوية) حول الانبعاثات المتعلقة باستهلاك الطاقة، والنقل، إضافةً للمواد الخاصة بالصحة مثل غاز التخدير واستخدام أجهزة الاستنشاق. والأهم من ذلك، تولي مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية اهتماماً بحساب تأثير المشتريات، والتي تمثل ما بين 70-90% من إجمالي البصمة الكربونية.
لتقليل بصمتنا الكربونية، يتعين علينا أولاً قياس نسبتها بشكل دقيق. وقد تبيّن، خلال الجهود التي بدأتها مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في عام 2019، أن الأجهزة الحالية المتاحة لحساب نسبة انبعاثات الكربون في قطاعي الكهرباء والنقل غير دقيقة وغير مدروسة.
استخدم كثيرون عوامل تحويل كربون منتهية الصلاحية أو كانوا يفتقرون للبيانات الخاصة بالدول التي تعمل فيها مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية. لذلك، تعاونت المؤسسة مع جامعة الآغا خان لتطوير أداة من شأنها أن تعمل في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
يمكن استخدام هذه الأداة من قبل أصحاب المصلحة الآخرين داخل قطاع الصحة وفي القطاعات الأُخرى غير الصحية. وهي أداة متكاملة يمكن للمستخدمين إدخال جميع مجموعات البيانات والعمل مع البيانات المتاحة بسهولة، فضلاً عن أنها سهلة الاستخدام ولا تتطلب مهارات أو خبرات مسبقة في هذا المجال، إضافةً إلى أنها تعمل بطريقة تُعلّم وتُثقّف المستخدمين، وتوفّر معلومات تتعلق بالتكلفة وتقدم لوحة تتضمن المعلومات التشخيصية للمساعدة في تحديد النقاط الفعالة وإبلاغ المستخدمين بالإجراءات الضرورية والصحيحة
تستخدم جميع مرافق مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية منذ منتصف عام 2020 هذه الأداة للإبلاغ عن البيانات ربع السنوية.
انظر إلى الأداة الخاصة بحساب البصمة الكربونية.
تعرف على كيفية استخدام الأداة: تعليمات مكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
للوصول إلى أحدث إصدار من الأداة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، أو للحصول على معلومات إضافية أو أي دعم آخر، يرجى الاتصال بـ:
healthcarbonfootprint@akdn.org
مع التقدم الذي تحققه مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، فإننا نتعلم من الآخرين، ونشارك تجربتنا معهم داخل وخارج القطاع الصحي. ومن هذا المنطلق، نتعاون بشكل استراتيجي لمشاركة خبراتنا وأدواتنا مع الحكومات المحلية والشركاء الآخرين ومنظمة الصحة العالمية. تشارك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية أيضاً في العديد من المنتديات بما في ذلك شبكة الصحة والمناخ وشبكة المستشفيات العالمية التي تهتم بالصحة والبيئة.
كما أننا نتعاون مع المجتمعات والأنظمة الصحية لدعم التكيّف ومواجهة عواقب الظواهر الجوية القاسية جداً. سنواصل أثناء قيامنا بتنفيذ تلك الإجراءات التعبير عن رأينا عالياً بوصفنا مدافعين عن الصحة لزيادة الاهتمام بوضع أجندة تتعلق بالتغيّرات المناخية، فضلاً عن إحداث تأثير على السياسات والممارسات على المستويين المحلي والعالمي.